ما هو الوعي القومي؟
هو وعي أو شعور شخص معين، أو جماعة معينة بالانتماء إلى قومية أو أمة معينة، ضمن إطار شروط موضوعية مثل؛ الأصل المشترك، اللغة، الدين، التقاليد، الحضارة، التأريخ و الأرض. أو ضمن الاهتداء بشروط تفكير ذاتية مثل؛ النظرة والتصور المشتركين تجاه العالم والقوانين والدولة ومفاهيم المجتمع.
ويجسد هذا الوعي أو الشعور الإحساس بالانتماء إلى أمة أو قومية معينة تصونه، الأمر الذي يشكل عند الإنسان التصور، بأنه ليس وحيدا، وأن هناك من يحميه، إذ ذاك يملؤه الاعتزاز والتباهي والفخر تجاه أمته. ويعتبر البعض هذا الانتماء شيئا خاصا وفريدا، لا يمكن لكل فرد أن يمتاز ويتمتع به، ولاسيما إذا وجد نفسه أمام جماعات قومية صغيرة لا تنتمي إلى أمته، ولكنها خاضعة لها سياسيا. ويخلق هذا عند البعض الشعور بالتعالي والغرور وتقديس مؤسسة الدولة التي تقودها أمته، ولعل أوضح صورة لهذه المسالة، هو ما قاله الفيلسوف الألماني هيجل: إن الدولة، هي الله على الأرض. ويحس أبناء القومية أو الجماعة الخاضعة للأمة الحاكمة بالاضطهاد المعنوي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، الأمر الذي يؤدي جدليا إلى خلق الوعي القومي عندهم أيضا، فالتخلص من سطوة الأمة المسيطرة، بالتفكير في تأسيس دولتها هي أيضا.
وأخطر ما في الوعي القومي هو المبالغة في الشعور والمكابرة وعدم الاعتراف بالقومية المقابلة، ويؤدى هذا حتما إلى التعصب القومي الشوفيني.
نشوء مفهوم الأمة تاريخيا
لا يمكن إعطاء وصفة معينة لمفهوم نشوء الأمم في التأريخ، ولا يمكن ربطها بتشكيلة اجتماعية- اقتصادية معينة، إذ لكل منطقة وبقعة في العالم خاصيتها ومميزاتها الذاتية والموضوعية التي تتخذ مسارا خاصا بها. ولم يكن التطور مساويا في كل العالم أبدا. فالآشوريون والبابليون والفرس، كانوا ينظرون إلى الآخرين بنظرة التعالي والاحتقار، لذلك كانوا يسمحون لأنفسهم بمحاربتهم وإخضاعهم لسيطرتهم السياسية والاقتصادية والدينية. وأما الاغريق والرومان، فكانوا يعتبرون الأجانب برابرة، يجب إخضاعهم بالقوة وتحويلهم إلى عبيد أيضا. وإذا كانت الامبراطوريات والدول خاضعة لقانون النشوء والتطور فالانحطاط والسقوط، فأن الأمم هي الأخرى كانت ولم تزل خاضعة لنفس القانون. لا يوجد ما هو مطلق في التاريخ.
ولاشك أن نشوء الأمة هو حتمية تاريخية لاتحاد مجموعة من القبائل والشعوب التي تنتمي إلى أصل أثني واحد ولغة واحدة بلهجات مختلفة. وعلى هذا الأساس نشأت الأمم ودولها. ويكون أحيانا أحد شروط تكون الأمة، هو الحاسم. وإذا كان الدين الإسلامي هو العامل الذي أدى إلى توحيد القبائل العربية المتنازعة، فإن الدفاع عن المصير المشترك عن الأرض إزاء الحملات الرومانية هو العامل الذي أدى إلى توحيد القبائل الجرمانية. وكان العامل الاقتصادي، البحث عن مصادر الكلأ، هو الذي أدى إلى توحيد القبائل التركية تحت قيادة العثمانيين في الأناضول.
ولعبت ترجمة الإنجيل إلى اللغة الألمانية دورا كبيرا في نثر بذور نشوء الأمة الألمانية.
وفي أوروبا بدأ الوعي القومي يتبلور في عصر النهضة في الفترة الواقعة بين القرنين 14و 16، حيث بدأ المفكرون يتناولون تاريخهم وماضيهم في ضوء مفاهيم التفكير القومي والوطني. وفي مجال العلوم، حلت اللغات القومية محل اللغة اللاتينية. وفي مجال المسيحية ظهرت الإصلاحات الجريئة التي حدت من احتكار الكاثوليكية للكنيسة. وبدأت الأمم الانكليزية والفرنسية والهولندية بالظهور. وأما بالنسبة إلى الأمة الألمانية، فأنها بدأت بالتكون في منتصف القرن التاسع عشر ضمن عملية النضال ضد حملات نابليون، حيث ظهرت فكرة الجمهورية الحرة، التي صاحبت الأفكار القومية لآرندت وفون كلايست وفيشته وغيرهم.
وظهرت في أوروبا في القرن التاسع عشر بوادر الاستقلال الوطني ومحاربة النفوذ الأجنبي. وراحت القوانين تحتوي على المفاهيم القومية والوطنية والاستقلالية. واعتبرت الشعوب الأوربية التوسع النابليوني تدخلا فضا في شئونها الداخلية.
وربط كل من ماركس وإنجلز مسالة الشعور أو الوعي القومي بنظرية التعاقب الحتمي للتشكيلات الاجتماعية-الاقتصادية السياسية وبتطور القوى المنتجة ومن ثم الصراع الطبقي كمحرك حاسم في عملية الانتقال. وأن مسالة تكون العشيرة والشعب فالأمة، لها علاقة عضوية بتلك التشكيلات، وأنها عملية طويلة، معقدة، متشعبة ومتعددة الجوانب، تتحكم فيها جملة شروط ذاتية وموضوعية.
وترى الماركسية أن الأمة تتكون وتنظم نفسها عبر دولتها التي لها سوقها المشتركة. وقد تضم هذه الدولة أمة واحدة أو عدة أمم وقوميات، بيد أن الأمر الحاسم يكون بيد الأمة الكبيرة التي تقودها الطبقة الرأسمالية، ذلك أن الأمة الرأسمالية، في مفهوم ماركس، نشأت على أساس تطور العلاقات (الأثنية) لجماعات بشرية في إطار التشكيلة الاجتماعية-الاقتصادية الاقطاعية. وتعود بداية هذا النشوء إلى الثورة البورجوازية المبكرة في فترة 1517 – 1525/26 والتي اختتمت في ثورة 1848/ 49 في ألمانيا.
أما الماركسية- اللينينية، فرأت أن الصراع التناحري الذي كان قائما بين المعسكرين، قبل انهيار المعسكر الاشتراكي، سيقود إلى الانتقال الحتمي إلى الاشتراكية فظهور الأمة الاشتراكية. أي أنها اختصرت شروط تكون الأمة إلى شرط واحد فقط هو: التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية الاشتراكية ودولتها الموحدة. كما ورأت أن مسالة الوعي الاشتراكي إنما تنشأ ضمن هذه العملية.
ولاشك أن هذه النظرية تستند بالأساس على مقولة لينين، التي صرح بها بعد انتصار ثورة أكتوبر، حيث قال: أن الاشتراكية حلت والى الأبد مشكلة القوميات في الاتحاد السوفييتي.
وفي حينه رد الاشتراكي- الديمقراطي النمساوي أوتو باور مؤكدا، بأن النظام الاشتراكي لا يحل هذه المشكلة، بل يمهد الطريق لخلق الوعي القومي. وأثبت التأريخ، أن السبيل الوحيد لحل المشكلة القومية، هو الإقرار بحق تقرير المصير.
إننا إذا سمحنا لأنفسنا بتوجيه ملاحظة انتقادية إلى المفهوم الماركسي تجاه قضية نشوء الأمة، نرى أن موقف ماركس تجاه هذه القضية، أويرو سنترزم (المركزية الأوروبية)، رغم أنه كان أمميا خالصا، إذ أنه في نظريته هذه وكذلك في نظريته حول الانتقال الحتمي للتشكيلات الاجتماعية الاقتصادية، أعتمد بالدرجة الأولى على تأريخ أوروبا الغربية، وجعله، عن غير قصد، مقياسا لتاريخ العالم كله. علما أنه في مجمل نظريته، كان ينطلق من مفهوم وحدة التأريخ العالمي. وسواء هو أم إنجلز، لم يعتبرا نظريتهما شيئا مطلقا ومنتهيا، بل أكدا على ضرورة إكمالها وتطويرها من قبل الأجيال القادمة. ولابد من الإشارة إلى أن الدراسات التاريخية والتنقيبات المتعلقة بالشرق، كانت محدودة في عصرهما. ولذلك، ومن حيث شاءا أم أبى، تقولبا ضمن إطار تأريخ أوروبا الغربية، بيد أن المشكلة الرئيسة، تكمن في أن المنظرين الماركسيين الجامدين، حولوا هذه النظرية إلى وصفة جاهزة وفريدة، يجب أن تطبق في كل بقعة من هذا العالم. بالإضافة إلى أن مناقشتها كانت من المحرمات.
نشوء وتطور الوعي القومي عند الكورد
يعتبر الشعب الكردي من الشعوب الجبلية القديمة التي جاء ذكرها في أحد الالواح السومرية التي تعود إلى 2150 قبل الميلاد. ويبدو أن بعض أقسام بلاد الكورد كان يتمتع بنوع من الحكم الذاتي، كما جاء في كتاب أناباسس، الذي كتبه المؤرخ والقائد العسكري اليوناني زنفون، الذي قاد حملة العشرة آلاف جندي إلى بلاد الفرس في القرن الرابع قبل الميلاد.
كانت بلاد الكورد الجبلية تقع على أطراف الامبراطوريات الكبرى مثل بابل وآشور وفارس والحيثيين والرومان وبيزنطة الخ. وكانت هذه الامبراطوريات تتحاشى التوغل في أعماق أراضي هذا الشعب المعروف بالقتال واستعمال أنواع الأسلحة والتفاني في الدفاع عن الأرض المشتركة. ولعب العامل الجغرافي الصعب، دورا حاسما في بقاء هذا الشعب مشتتا وغير موحد. وأدى هذا التشتت إلى التطور غير المتساوي ونشوء عدة لهجات. هذا الفارق نجده عند زنفون، حيث يصف في طريق عودته إلى اليونان المناطق والقرى الكردية التي مر بها، فإلى جانب القرى المتطورة، ذات القلاع والأواني الفاخرة وأنواع الأسلحة وفنون القتال الغريبة عليه، يصف الحياة البدائية للكورد الذين كانوا يعيشون في الكهوف ويقتاتون على البلوط ولحوم الحيوانات البرية مثل الضباع.
ومما زاد في تشتيت هذا الشعب، تقسيمه في القرن الخامس عشر بين الامبراطوريتين العثمانية والفارسية- الصفوية ومن ثم في القرن العشرين على أساس اتفاقية سايكس- بيكو السرية المعقودة بين بريطانيا وفرنسا في العام 1916، حيث تم تقطيعه إلى خمسة أقسام.
إن الوعي القومي الكردي كقوة اجتماعية ذات أهمية، تعتبر في الحقيقة ظاهرة فتية. ولكن هذا لا يعني أن هذا الشعب كان يفتقد في ماضيه مثل هذا الوعي الذي يمكن وصفه بالغريزي.
ولاشك أنهم منذ أقدم العصور كانوا يميزون أنفسهم عن الشعوب المجاورة التي لا تتكلم لغتهم ولا تشاركهم حياتهم ومعتقداتهم. فهم عندما شاركوا في القتال إلى جانب الاسكندر المقدوني ضد داريوس في القرن الثالث قبل الميلاد مثلا، كانوا يسمونهم بفرقة الرماة الكورتيين أو الطليعة الكورتية المهاجمة. ونفس التسمية كانت تطلق على الذين وقفوا إلى جانب داريوس ضد الاسكندر المقدوني.
وبقي هذا الشعور الغريزي يلازمهم إلى أن أسسوا الدولة الميدية التي جاء ذكرها في الكتابات الآشورية منذ القرن التاسع قبل الميلاد على المرتفعات الواقعة على غرب إيران. ويقول المؤرخ اليوناني هيرودوت أن هذه الامبراطورية توسعت وشملت منطقة هاليس في الأناضول. وبعد معركة 585 ق.م. ضد اللويدر، تم الاعتراف بالحدود الرسمية. وسقطت الامبراطورية الميدية فيما بعد على أيدي الفرس الذين أستخدمهم الميديون. ومن الجدير بالذكر أن الميديين تحالفوا في العام 612 ق.م. مع البابليين ضد الآشوريين، حيث أزالوا سلطة نينوى إلى الأبد.
ويرتبط الشعور القومي الكردي الذي تنامى بعد الحرب العالمية الثانية بشكل ملحوظ بأمجاد هذه الامبراطورية، حيث جاء في النشيد المعروف:(ئه ى ره قيب)
ئه ى ره قيب، هه رماوه قه ومى كوردزمان
نايشكينى دانه رى توبى زه مان
كه س نه لي كورد مردوه
كورد زندوه
زندوه قه د نانه وى ئالاكه مان
ئيمه روله ى ميديا و كه ي خه سره وين…
أيها الرقيب، إنه لباق قوم الكورد
لا تقولوا أبدا أن الكورد ماتوا
الكورد أحياء
أنهم أحياء، ولسوف لا تلوينا مدافع الزمان.
ولن تنتكس رايتنا
نحن أولاد ميديا وكيخسرو…
وحتى بعد دخولهم الإسلام وتوزعهم بين العثمانيين والفرس، راحوا يفرقون أنفسهم عن الأتراك والعرب والفرس من حيث اللغة والتقاليد الاجتماعية. هذا إلى جانب تفريقهم لأنفسهم عن بعض الشعوب المجاورة من حيث الدين.
نجد عند أحمدي خاني الذي كتب ملحمة (مه م وزين) في القرن السابع عشر مقطعا شعريا ضمن عنوان: “أمراضنا” (ده ردى مه)، يقول:
كه ر دى هه بوفا مه ئيتيفاقيك،
فيكرا بيكيرآ مه ئينقياديك،
رووم و عه ره ب و عه جه م ته مامى،
هه ميان زى مه را ديكير خولامي،
ته كميل ديكير مه دين و ده فله ت،
ته سهيل ديكير مه عيلم و حيكمه ت.
لو كان ثمة تآلفا فيما بيننا
لو كان عندنا، من نسمع كلامه فحسب
لتبعنا الاتراك والعرب والعجم أجمعين
إذ ذاك تمكنا أن نكمل ديننا ودولتنا
فننصرف للحكمة والعلم.
مع ملحمة مه م وزين، بدأ الوعي القومي الكردي بالظهور والتبلور عند الفئة المتعلمة المحدودة، حيث كانت نصوص هذه الملحمة تدرس إلى جانب القرآن الكريم وحافظ وسعدي في الكتاتيب والجوامع. كان أحمدي خاني قد شخص في شعره:”أمراضنا”، المشكلة المزمنة التي كان ولا يزال يعاني منها الكورد، وهي التفرقة والمنازعات المميتة بين القبائل والالتجاء إلى الأجنبي لمحاربة الأخ الخصم. وكان يعتقد أن الحل الوحيد لمشكلة الكورد، يكمن في مجئ ملك قوي، يوحد القبائل والإمارات المتنازعة ويحررها من سطوة الأجنبي ويوجهها في طريق التطور والاستقلال. ولم يتبلور الوعي القومي عند الكورد ويتحول إلى قوة محركة جماهيرية نسبية، إلا في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، أو بالأحرى عند ظهور حركة تركيا الفتاة، حيث بدأ التوغل الرأسمالي الاوروبي في أنحاء الامبراطورية العثمانية يسرع في انهيار العلاقات الاقطاعية التي كانت قد دخلت أزمتها الحادة.
وتميزت المرحلة الاولى من الوعي القومي كونه كان مقتصرا على الطبقة العليا من الاقطاعيين والامراء ورجال الدين، الذين كانوا يريدون التخلص من سطوة الدولة المركزية وعدم الخضوع لأوامرها والايفاء بالتزاماتها تجاهها، والعودة إلى العهد الذهبي الذي كانوا يتمتعون فيه بحريتهم. وأما التزام عامة الشعب بأوامر رؤسائهم عند الانتفاضة على الحكومة المركزية، فلم يكن صادرا عن وعيهم القومي، بل من ولائهم المطلق إما للأمير أو الاقطاعي أو الشيخ الديني.
في مرحلة أنحلال العلاقات الاقطاعية التقليدية ونشأة العناصر الاولى للعلاقات الاقتصادية- الاجتماعية- السياسية الرأسمالية، والتي تعبر عن مصالح الرأسمال التجاري المرابي الآخذ بالتكون، حدثت في الحركة الكردية التحررية تغييرات كبيرة. فبالاضافة الى نمو الوعي القومي الكردي، تكونت إمكانات واتجاهات جديدة لحل القضية القومية. كان الاساس الايديولوجي في المرحلة الجديدة للحركة القومية الكردية مشروطا أيضا بمرحلة صعود انتفاضات الشعب في القرن التاسع عشر.
ويمكن اعتبار القرن التاسع عشر حقا بأنه عهد الحركات الكردية المناهضة للدولة العثمانية المركزية. وجاءت انتفاضات الكورد كنتيجة مباشرة للاضطهاد السياسي ولانتقاص مصالحهم القومية والاجتماعية من قبل الحكام الاتراك. إن اشتداد سياسة الظلم والاضطهاد أثار استياء شعوب الامبراطورية التي اندمجت بدورها في المجرى العام للحركة المناهضة للباب العالي. وكان الظهور الساطع لهذه الحركة هو انتفاضات الكورد في الفترة 1854- 1855 المشهورة بأسم قائدها يزدان شير، التي جمعت في نضالها ضد الاضطهاد التركي ليس الكورد فحسب، بل أقساما من الارمن والاشوريين والعرب واليونان وممثلي القوميات المضطهدة الاخرى.
وتعتبر انتفاضة القائد الكردي الشيخ عبيد الله النهري عام 1880 أشد باسا وقوة، ذلك أنها أوقعت الذعر في نفوس الحكام العثمانيين وعدد كبير من ممثلي الدبلوماسية الاوروبية على حد سواء. وفي هذه المرحلة بالذات أفصحت الحركة الكردية بوضوح نسبي عن أهدافها السياسية وملامحها الايديولوجية، التي كانت تميز العقد الاخير من القرن التاسع عشر والتي حملت في أحشائها جنين الافكار العامة لكل القوى المناهضة للسلطان في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
اتخذت انتفاضة الكورد بقيادة الشيخ عبيد الله طابعا دينيا. وهنا لابد من الاشارة إلى أنه كان للدين عند القبائل الكردية احتراما ومنزلة، وإن لم تكن ترقى إلى مرتبة التعصب، ولرجاله عندها حرمة. ومن النادر أن تجد قرية كردية تخلو من مسجد مهما كان صغيرا، شيده القرويون لوجه الله. على أن الدين لم يكن قد انغرس في النفوس بدرجة من العمق الذي يجعل الاتحاد السياسي ممكنا تحت لوائه وعلى أسس مفاهيمه. كان ممثلو الدين الملالي في كردستان ذيولا لرؤساء العشائر، يعيشون على عطائهم ويدافعون عن مصالحهم وتصرفاتهم المناقضة لتعاليم الدين الحقيقية ومبادئه الخلقية ولا يكتفون بالوقوف موقف المتفرج إزاء ما يجرى حولهم من تعسف، بل ينحازون عادة إلى جانب الآغا الظالم ويزودونه بالتخريجات والفتاوى الدينية تبريرا لسلوكه. بيد أن الأمر أختلف تماما وأنقلب الميزان عندما انتشرت الطريقة الصوفية- النقشبندية وتحولت إلى قوة جماهيرية، فمشيخة نهري التي أسسها ورعاها السيد طه النهري ، أستغرق ترسيخها حياته وحياة ولده الشيخ عبيد الله، حيث أفلح الاخير في ضم القبائل وتوحيدها تحت سلطته الروحية التي حولها الى أهداف سياسية وطنية. وتحدى هذا الشيخ الثائر، ليس سلطة الاقطاعيين حسب، بل الامبراطوريتين اللتين تقتسمان كردستان في ثورة مسلحة لا عهد لهما بها من قبل.
بعد أن تم القضاء على الامارات الكردية وعادت كردستان ترزح تحت وطأة الادارة العثمانية، عجز الشعب الكردي في الواقع عن القيام بانتفاضة، إلا من خلال التجمع المشيخي. وفي هذا الصدد يقول المؤرخ الكردي السوفييتي جليل جليلي:”إن ثورة 1880 الكردية بقيادة الشيخ عبيد الله النهري من الوجهة الوطنية والسياسية الوحدوية احتلت بحق وجدارة إحدى أبرز القمم في الحركة الكردية المكافحة في التاريخ الكردي الحديث من حيث الاتساع والشمول وقوة الاندفاع والآفاق التي كانت ترمي إلى بلوغها والاهداف والمطامح المحددة والمرسومة التي أختطها لنفسها…لا تدانيها ثورة في هذا المضمار إلا ثورة بدرخان وثورة الشيخ محمود والثورة البارزانية..(أنظر: جليل جليلي، مجلة شمس كردستان، العدد1، حزيران1971، ص13-14)
والواقع أن ثورة الشيخ عبيد الله النهري كانت قد تجاوزت الحدود المصطنعة التي رسمتها إرادة الحكومتين العثمانية والايرانية. كان التجاوب الشعبي مع الثورة جيدا، فقد استجاب الكورد في راوندوز وبوتان وبتليس وغيرها وأعلنوا تضامنهم معها. وأشترك الشيخ عبد السلام البارزاني وهو من تلامذة نهري،في هذه الثورة وكان له صلات وثيقة بها. ولبى مع مجموعة من مريديه نداء الواجب. وتمتع الشيخ عبيد الله بسبب عدالته وبساطة نهج حياته المتواضعة باحترام فائق من لدن أتباعه.
أتهم عبيد الله، الذي أنتفض على رأس عدد كبير من دراويش المذهب النقشبندي، الحكام الاتراك والايرانيين، بأنهم كفار. وفي اجتماع واسع للزعماء الكورد، أعلن أن هاتين الحكومتين(التركية والايرانية) تقفان عقبة في طريق تطورنا، ولهذا كان أجدادنا يطلبون من كل المؤمنين أن يضحوا بدمائهم من أجل الدين وحرية الوطن. “أنظر، أفريانوف: الاكراد في حروب روسيا مع الفرس والاتراك خلال القرن التاسع عشر، تفليس1900، ص229
جاءت التناقضات القومية بين المنتفضين ومستعبديهم لتطغي على التناقضات الدينية التي كانت مجرد ستار في برنامج عبيد الله التحرري. وأخذ برنامج انتفاضة الشعب الكردي بعين الاعتبار العوامل الخارجية والداخلية التي تسمح بالنجاح الاكيد للثورة. وكان ينتظر تكوين دولة كردية مستقلة، على أن يجري بالتدريج تحرير كردستان الايرانية كبداية ثم التركية. يقول عبيد الله:”إنه لمن الحكمة استخدام الظرف المناسب. ففي الوقت الذي يحارب فيه الفرس التركمان، سيرسلون كل قوتهم إلى هناك، وهذا يعني أن الوقت سيكون ملائما جدا لدخولنا فارس.. وبما أن قسما من كردستان يتبع فارس، فاننا نكون قد حررنا إخواننا، ونكون بحربنا ضد الاضعف قد استولينا على بلد غني وخصب كأذربيجان، نملك فيه نبعا لا ينضب ضد أعدائنا العثمانيين”. (أنظر: أفريانوف، ص230)
وفي الحقيقة لعبت الدعوة الدينية للشيخ عبيد الله، التي دعت إلى النضال، دورا شديد الاهمية في مرحلة تحضير الانتفاضة وتوقيت قيامها، بحيث فشلت كل مساعي الاستفزازيين الاتراك لأجل دفع الحركة الكردية ضد جيرانهم المسيحيين الارمن. وقيم بذلك عبيد الله بشكل صحيح مكائد الاتراك الرامية إلى إشعال الحقد القومي بين شعوب الامبراطورية وسياسة فرق تسد، إذ أعلن في مؤتمر الزعماء الكورد:”إذا كان الباب العالي يؤيد حتى الآن الكورد في كل شئ، فانه إنما يهدف الى وضعهم في مواجهة العنصر المسيحي في الاناضول.. لأنه إذا ما قضي على الارمن، فقد الكورد قيمتهم في نظر الحكومة التركية”. (نفس المصدر،ص228)
انتهت انتفاضة الكورد عام 1880 بالفشل، فقد أخمدتها السلطات التركية والايرانية بوحشية مستخدمة التنكيل الجماعي وإفناء القرى عن بكرة أبيها ونفي مئات الألوف من سكان كردستان الى الاماكن النائية في الاناضول، بالاضافة الى جملة إجراءات تأديبية أخرى، الأمر الذي شكل ضربة قاسية للحركة التحررية للشعب الكردي. بيد أن هذه الاجراءات البربرية لم تستطع
إيقاف ولادة وتكون حركة التحرر الوطنية الكردية، فقد أنعكست أفكار التحرر الوطني على مؤلفات التقدميين من ممثلي الادب الكردي وعلى نشاط المثقفين الاكراد القلائل.
ولعل الخطأ الكبير الذي وقع فيه الشيخ عبيد الله، هو أنه حارب أمبراطوريتين مستبدتين في آن واحد، الأمر الذي أدى بهما لنسيان خلافاتهما، وتوجيه ضربتهما القاضية المشتركة إلى حركته.
الوعي القومي عند الفئة المثقفة الكردية
في نهاية القرن التاسع عشر بدأت الفئة المثقفة الكردية المتنورة بالظهور وهي تحمل في ذهنها عناصر الوعي القومي والوطني. وكان معظم هؤلاء من أصل أرستقراطي فهم إما أولاد أمراء، نفتهم الحكومة العثمانية الى أستانبول أو أبناء رؤساء قبائل، درسوا في مدارس محلية، أو تخرجوا في الاكاديميات العسكرية للأمبراطورية، والتي فتحت أبوابها للشباب الكورد في العام 1870
وفي أستانبول وقف فريق من هؤلاء المثقفين على الافكار البورجوازية الوطنية، وبدأوا يصدرون الجرائد ويؤسسون الجمعيات السرية والعلنية. وحتى قيام حركة (تركيا الفتاة) كانت طلائع الحركة الكردية الوطنية مبعثرة في عدة حلقات وتجمعات. وفي الحادي والعشرين من نيسان 1898 صدر في القاهرة أول عدد من الجريدة الكردية بأسم (كردستان)، وبذلك تم وضع حجر الاساس للصحافة القومية. وكان هذا حدثا مهما في تأريخ الحياة الاجتماعية الكردية بصفة عامة وفي الثقافة الكردية بصفة خاصة. وغدت (كردستان) الجريدة المعبرة عن أيديولوجية الحركة الكردية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
كان يشرف على تحرير هذه الجريدة، مقداد مدحت بدرخان المهاجر من تركيا الى مصر، حيث أسس الجريدة. كان صدورها نتيجة مبادرة شخصية من كردي وطني، أدرك أهمية الصحافة في مجال التوعية ونشوء الوعي القومي، في حياة شعب مضطهد محروم من أدنى ظروف الثقافة القومية.
أن فئة من المعارضين لنظام السلطان، كانت قد قامت إذ ذاك بنشر بيانات خارج البلاد، تدعو الشعب الكردي إلى توحيد الصفوف والنضال ضد الرجعية، بيد أن الضرورة الملحة كانت تتطلب إصدار جريدة كردية بانتظام، يلتف حولها السياسيون ومن الجدير بالذكر أنه
ظهر أول تنظيم كردي في الفترة التي تسلمت فيها حركة تركيا الفتاة، مقاليد الحكم، إذ أن الزعماء الكورد ساندوا هذه الحركة، على أمل الحصول على حقوقهم القومية في ظل الوضع الجديد.
أسس علي بدرخان بك والجنرال شريف باشا والشيخ عبدالقادر نجل الشيخ عبيد الله نهري (كان الاخير رئيسا لمجلس الشيوخ العثماني)، جمعية عرفت بـ (جمعية تعالي وترقي كردستان). وأصدرت جريدة باللغة التركية بأسم (كورد تعاون و ترقي كازيتسي). كان جميل بك رئيسا لتحريرها. تناولت هذه الصحيفة مشاكل الثقافة الكردية واللغة والوحدة الوطنية، فما لبثت أن نالت شعبية طاغية في أوساط جميع المبعدين الكورد الى أستانبول.
ومما زاد في زخم الحركة الثورية في تركيا بشكل عام، ثورة 1905- 1907 الروسية،التي ألهبت حماس شعوب متعددة في الامبراطورية العثمانية للنضال الحاسم ضد نظام السلطان عبدالحميد، المستبد. كان النضال المعادي للحكومة مكثفا، ولاسيما في المناطق غير التركية من الامبراطورية، فأصبحت المدن الكردية دياربكر، بدليس ووآن مسرحا للأحداث السياسية. وحظيت انتفاضة كورد درسيم عام 1905 بدعم واسع، وأدت مقاومة الكورد والارمن الى إمكانية تحرك القوات الحكومية في عموم درسيم. وفي العام 1906 جرت في أستانبول مظاهرات ضخمة، قام بها الكورد أمام الدوائر الرسمية، ردا على التعسف الذي لحق بهم في المدينة. وساهمت النساء في هذه المظاهرة أيضا.
وفي خريف 1908 تشكلت (الجمعية الكردية لنشر المعارف). ويبدو أن جمعية تعالي وترقي كوردستان، كانت هي الممولة لها. وتم فتح مدرسة كردية في حي جمبرلي بأستانبول. ولابد هنا من الاشارة الى أن هذه الجمعيات لم تكن منظمات سياسية ببرنامج واستراتيج واضحين. بيد أنها رغم ذلك تمكنت من أيجاد الوعي القومي عند المثقفين المهاجرين والوطنيين الكورد على اختلاف آرائهم ومشاربهم، وتمكنت أيضا من خلال نشاطها الاجتماعي والثقافي تنوير عقول عتالي الشوارع الكورد ليكونوا سندا جيدا للحركة السياسية الكردية فيما بعد.
وفي الوقت الذي كانت أستانبول تشهد نشاطا كرديا ذا أهمية، بدأت كردستان نفسها تستيقظ على الحياة السياسية العصرية، فأقام مناضلون ومثقفون كورد نواد كردية في مراكز مدن مثل بدليس، ديار بكر، موش، أرضروم، الموصل وأخذت تقوم بنشاطات فعالة في إقامة العلاقات مع العشائر المهمة. وعندما أفتتح نادي بدليس في نهاية العام 1908، كان عدد الأعضاء لا يتجاوز السبعمائة، بيد أنه في غضون أشهر قليلة وقبل أن تغلقه السلطة، قفز عدد المنتمين الى عدة الآف.
تنامي الوعي القومي وتحوله إلى حركة جماهيرية
بعد سلسلة الانتفاضات والثورات التي قمعت بوحشية لامتناهية، سواء من قبل الاتراك أو الايرانيين، وبالنظر لأن هذا القمع، الذي رافقته سلسلة من الإعدامات والقتل الجماعي وتخريب القرى والتهجير القسري، راح يشمل كل عائلة كردية بغض النظر عن دورها في هذه الانتفاضات، بدأ الشعور القومي يقتحم مشاعر الكورد في كل مكان. ويمكن اعتبار كل من انتفاضة الشيخ محمود (1919) والشيخ سعيد (1924-1925)، مرحلة انتقال تدريجية من الولاء القبلي من قبل الفلاحين للزعامات المشيخية إلى وعي قومي له أهدافه الواضحة في التمتع بالحقوق القومية وحق تقرير المصير. وأقتصر الوعي القومي ليس على المدن والقصبات، بل أمتد الى أعماق بعض مناطق الريف النائية. وفي سبيل المثال نجد المطالب التالية في مذكرة قدمها الشيخ عبدالسلام البارزاني إلى الجهات الرسمية في العام (1907)، علما أنه وجه نسخا منها الى الشيخ عبدالقادر النهري وأمين عال بدرخان والفريق شريف باشا:
1. جعل اللغة الرسمية في الاقضية الكردية الخمسة، اللغة الكردية. وهي دهوك، زاخو، العمادية، عقرة وسنجا.ر
. . جعل التعليم باللغة الكردية2
3.يعين القائممقامون ومدراء النواحي وبقية الموظفين ممن يحسنون اللغة الكردية.
4 .لما كان الاسلام دين الدولة الرسمي، فمن المقتضى أن تجري الاحكام بموجب الشريعة الاسلامية.
. .يعين لمنصب القضاء والافتاء من أصحاب المذهب الشافعي5
6.تؤخذ الضرائب من المكلفين بمقتضى ما نص عليه الشرع ويلغى ما يزيد عن ذلك أو يخالفه.
7.تبقى ضرائب بدلات العملة المكلفة كما هي على أن تخصص لإصلاح الطرق في الاقضية الخمسة.
(أنظر:بى ره ش: بارزان وحركة الوعي القومي الكردي 1826- 1914، 1980،ص99)
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وتصاعد الزخم التقدمي والديمقراطي بعد القضاء على الفاشية، بدأت حركات التحرر الوطنية بالانتعاش، ولا سيما لأنها وجدت الدعم من قبل الاتحاد السوفييتي الذي لعب دورا كبيرا في القضاء على النازية الألمانية. ودخل الوعي القومي الوطني الكردي مرحلة نوعية جديدة، وراح الكورد في جميع أنحاء كردستان المقسمة يحلمون بحق تقرير المصير، وتأسيس دولتهم الموحدة. بيد أن هذا الحلم ظل أمرا بعيد المنال، فإلى جانب الحدود الرسمية التي ترسخت وأصبحت أمرا واقعا لا يمكن أن يتنازل عنه أي دولة من هذه التي اقتسمت كردستان بسهولة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الدول تناست خلافاتها وتوحدت ضمن أكثر من حلف واتفاقية لعدم التساهل مع الحركة الكردية، نقول أن القيادات الكردية بقيت متفرقة، وحركتها مقيدة، تطوقها العلاقات العشائرية وتعرقلها المنازعات الداخلية. ورغم كل ذلك فان الوعي الوطني راح يتغلغل في صفوف الجماهير الكردية، فتأسست جملة من التنظيمات والاحزاب الكردية، منها كومه له والحزب الديمقراطي الكردي. وبعد الركود الذي أصاب الحركة الكردية في تركيا بسبب الضربات البربرية، انتعشت في كل من العراق وإيران. وحين وجهت الضربة القاضية ضد الحركة التي قادها البارزاني في كردستان العراق في منتصف الاربعينات، حيث ساهمت الطائرات البريطانية في قمعها، توجه المقاتلون الى كردستان إيران. وساهموا هناك في وضع لبنات أول جمهورية كردية في التاريخ الحديث، سميت بجمهورية مهاباد.
يقول آرشي روزيفيلت، مساعد الملحق العسكري الاميركي في طهران، والذي عمل هناك في الفترة الواقعة من مارت 1944الى شباط 1947، وهو من ضمن الشخصيات الأمريكية الأربع التي زارت جمهورية مهاباد الكردية:
“في الفترة الواقعة بين كانون الاول 1945الى كانون الاول 1946، تحقق حلم الأكراد القوميون في تأسيس جمهورية مستقلة صغيرة في إيران. إن جذور هذه الجمهورية الكردية الصغيرة، تاريخها القصير العاصف وسقوطها الفجائي، هذه كلها أجزاء تأريخ، القى ظله على الشرق الأوسط آنذاك. إن أجزاءها المتناقضة بشكل غريب، المنازعات العشائرية، الاستعماريون المتنافسون، الأنظمة الاجتماعية الفاسدة، الشجاعة الأسطورية والروح القومية المثالية، كلها تعطي صورة واضحة لمدى تشعب وتعقيد أوضاع الكورد، الشعب الذي لم يتوحد أبدا، والذي يتوزع الآن بين خمس دول، لا تعترف أي واحدة منها بابسط حقوقه المشروعة”.
(أنظر: جيرهارد شايلاند، كردستان والكورد، الجزء الاول، كوتنكن وفينا ص 231).باللغة الألمانية).
الذين نصبوا المشانق هذه المرة لم يكونوا من الاتراك، بل من الحكام الايرانيين، الذين تعاون معهم حتى ستالين الذي كان البترول عنده أهم من التضامن الاممي. وهكذا ذهب الشاه وذهب ستالين، والشعب الكردي، الذي لم يبق أمامه سوى أن يسلي نفسه بمثله القديم: “الشعب يمرض، ولكنه لن يموت..” مازال باقيا، ومازال مجزءا، وما زال مضطهدا في بعض أجزاء كردستان، بيد أنه مسلح بالوعي الوطني، الذي يمنحه الزخم والقوة في النضال المستميت من أجل الديمقراطية والتحرر والسلام.
المصادر:
——
1. جليلي جليل: نهضة الكورد الثقافية والقومية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، نقله عن الروسية: بافى ئازى ود.ولاثو وكدر، بيروت 1986.
بى ره ش: بارزان وحركة الوعي القومي الكردي، 1826 – 1914. 1980 ؟ .2
.عزيز الحاج: القضية الكردية في العشرينات، بغداد 19853
4.نه وشيروان مسته فا ئه مين: حكومه تى كوردستان. كورد له كه مه ى سوفييتى دا، 1993؟.
5- Chailand u. a., Kurdistan und die Kurden, Bd. 1, Gottingen1984.
6- Bruinessen, van M.M., Agha, Scheich und Staat, Rieden 1989.
7- Nebez, Jemal: Kurdistan und seine Revolution, Munchen 1972.
8- Al- Dahoodi, Zuhdi: Die Kurden, Frankfurt a.M, 1987.
9- Marx/Engels: Ausgewahlte Werke, Leipzig 1972.
10- Xenophon; Anabasis, Leipzig 1968.