نحن بحاجة الى البحث عن المساحات المشتركة بيننا كبشر لنا ثقافات مختلفة ، وتكون هدفا للحوار فينطلق المتحاورون من موقع الرغبة في البحث عن المساحة المشتركة بينهم من خلال الحوار. لأن الذي ينطلق في حواره من هدف اكتشاف المساحة المشتركة والكلمة السواء بينه وبين الآخر المغاير ينطلق في ذلك بروحية إيجابية أكثر بكثير ممن يجعل الغلبة هدفا للحوار. وهذا يحتاج إلى تأسيس لثقافة جديدة وتجذير هذه الثقافة وتوسيعها وهي ثقافة نسبية الحقائق في عالم الإنسان وليس من صواب مطلق ولا خطأ مطلق بل هناك صواب نسبي وخطأ نسبي وإذا ما تركنا قضية الصواب والخطأ وتحدثنا عن المغايرة أو التباين والاختلاف لا بد من وعي أن ليس هناك من فواصل حادة بين المتباينات وأن ليس هناك تباين بالمطلق بل إن هناك مساحات مشتركة بين رؤية وأخرى مهما تباينتا وإن هذه المساحات المشتركة تمثل مساحات التداخل بين الدوائر المتباينة تباينا نسبيا وهذه المساحات المشتركة تمثل الجسور الممتدة ونقاط اللقاء بين كل الأطراف. واليوم شهدت بغداد عاصمة الرشيد حوارا جادا بين القادة الكورد والعرب في العراق بحثا تلك المساحات وكيفية تقليص المسافات للوصول الى نقطة العمل المشتركة لعودة الوطن المجروح الى مكانته الدولية والحضارية وتلاحم ابناء شعبه وعودة السلام الذي اصبح غاية كل عراقي غيور .