مَوَاسِمُ الغِـــــيَابْ
—————
أكْتُبُ فَوَقَ صَفِيْحَ النُوْرِ
نَغَمَاتُ نَبْضِ الطُيُوْرِ المُهَاجِرَة
وأتْرُكُ فَضَاء التَأرِيْخِ مَفْتُوْحَاً
لِحَدِيْثِ الغُرّْبَةِ وَالإنْتِظَار ..
أيتها الغيمة النادرة غردي باحلامك
فوق أغصان شجرة الملح
وَسِرّ بقافلتك محذات النهر الكبير
صارع أتون الأمواج العالية
لا تَبُحْ بِسِرِّ أكسير الحياة لأحد
الفراشات قادمة للنور ..
تتربص الأقدار من بعيد
لتغتالك بأظافر الموت الشائكة
ترانيم مفردات القصيدة ضحلة
لَمْ تبقَ للأسماك الطائرة
موطن لإقامة صلوات الحزن
لتفرغ ما بجعتها من ألم ..
حرك مجداف غواصتك الخشبية
باغوار التراب واترك لعنات الموت
لأشرعة النسيان المرعبة
وأستنشق من ترياق حصنك الأمين
قبل أن يلعق كفني صراطه المستقيم
بهلوسات قصائد زخات مطر ..
جلدت بسوط النداءات الموحشة
لولادة الرَّعْد من رَّحِمِ السماء
والبرق يفطم من ثدي هذيان ثَغْرِهِا
فالهاكم التكاثر ..
وأقَنِعَةُ المَوْتِ تُعَلْبُ المَقَابِر
أجنحة ظلي لا تقاوم ندى القوافي
ونصف الأشباح ساهرة محاصرة
تتموسق داخل متاهات العصف المأكول
أمتلأت جيوب الريح المثقوبة بالنفاق
وأحدودب أعين مرآتها وهي تغمز للرَّدى
معانقة بشاشة نجوى الآلهة الورقية
حين تزدان طقوس المعابد ..
بخمائل عيون خمارة ناعسة
تقبل يد بشارة نبتة الخلود بانسلاخ العبيد
ليتنفس عَدْوَ الخيول في مساحات الفوضى
مترحماً على مواسم الغياب …
طرزت جنانها بسيقان زهرة متمردة
ترتل خطوط الرغبة خلف تلول نارنجية معطرة
بتوقيع شفاه أبطأت بنحر القبلات
مكتنزة حفاوة سطور آلية مبرمجة
على رخام جيدها المرمي ..
فأجهش بياض الثلج فوق أكتاف
طواحين الهواء بالبكاء ..
وعجنت دموع الرَّب فُتَاتَ خبزه الأسمر
عشية ممارسة النهر عادته السرية
تحت وطأت مناقير لم يلجمها الوجوم
ونقره فوق جذوع مرجانية صلبة
عمرها بعمر جدتي ..
وهي تخبئ جذورها العارية
تحت عباءة مواسم الغياب
طليقة بفراسة الذهن في معرفة الأنساب
قبل ان تلد شجرة الزقوم ..
فراخها المشؤومة وتفقس براكين الوعد
يراقات تدلك خصر الكون .
—————————–
شاعر السلام / عدنان الريكاني
2020-07-02