مَقبرةُ يقينٍ
……………………………..
صوتُ الرِّيحِ الهادرِ, يُهدهدُ أشجارَ السنديانِ العتيقةِ, مبحوحٌ صَداهُ , حشرجتُهُ تفتنُ ظِلالَ الظلامِ
يخرجُ الخوفُ مُعتمراً قلنسوتهُ بخطى ثابتة يربتُ على ظهورِ العاصين , مُرابطون على حدودِ الشك
والأسئلة عقيمة , أفتحُ عينيّ بتثاقلٍ موحشٍ ,النظرُ مجازفةُ العارفين ,جاحدٌ هو اليقينُ ,غشاوةُ تملأ قلبكَ بالغيظِ ,مقيتٌ هو الرحيلُ حيثٌ غبارَ الأمسِ ,الرجوعُ متاهةُ نتقن الخروج منها ساعةَ هٌروب الأمكنةَ الفارغة من كنهها ,نخافُ اليقينَ عندما ينصفُنا الرياء ,لكنَّ اليقين كقطعة دومنوفريدة أسقطت كلَّ القطع المرصوفة فوقَ الأحاجي يتتابعٍ ينتشي ساعة ضجر, الخوفُ وأنا نقفُ على حدودِ مقبرةٍ ,الخوفُ يتفقدُ العتمةِ وأنا أتفقدُ شواهدَ الموتى ,قرأتُ إسمي على كلِّ الشواهد, كنتُ الشاهد الوحيد على موتي ,لم اكُ يوماً أعرفُ حدودَ الوهم الا عندما دخلتُ هوةَ التفاسير المركونةِ على أرصفةِ الأوطانِ الضائعةِ بين مدنِ السماء والأرض , مرصوفة بفسيفساء ملون ,عبثيةٌ كانت الوانه تثيرُ غثيان السحبِ ,تمطرالسماء تغسل العيون المغيرة بدخان السقم , تملأ الفجوات الفارغة, تركها الهواء مكشوفة لقدرها ..وهمها أم يقينها ؟!!!
بقلم
سلمى حربة