مَـــــعــــشــــوقَــــةُ الــــــقَــــــمَـــــر
يَـتـهامَسُ الـعُـشّاقُ عـنـدَ مُـرورِهَـا
هــذي الّـتي فُـتنَ الـرّجالُ بِـنورِهَا
الــقَــيـروانُ تَــكـحّـلـتْ بِـضـيـائِـهَـا
وَسَـرى إلـى قرطاجَ نَفحُ عُطورِهَا
هـــذا يُـكَـبّرُ .. يــا لَـسِـحرِ جَـمَـالِهَا
هـذا الـذي يَـرجُو جَميلَ حُضورِهَا
(يعيشك).. يُحاولُ أنْ يَنالَ عبارةً
مـنها.. لِـيرشفَ من مَعينِ حُبورِهَا
أو ذاكَ يَـثملُ حـين أوحـى حرفُها
مـعـنىً لــهُ يـتـلوه بـيـنَ سُـطورِهَا
سَـكِروا بِـمِسْكٍ فـاحَ مـن أشْعارِهَا
هَـامُـوا بِـسْـحرِ عُـيونِها وظُـهورِهَا
وَهِــيَ الـفَـراشَةُ والّـتـي تَـشـتَاقُهَا
الأزهـارُ واشْـتاقَتْ جِـنانَ زُهـورِهَا
مَــارفـرفـتْ إلا كَـصُـبـحِ قَـصـيـدةٍ
ضَـحِـكَ الـرّبـيعُ بِـهمسِها ونـفورِهَا
أخــفـتْ مَـشـاعِرَهَا بِـعِـفّةِ رُوحِـهَـا
والــرّوحُ لــمْ يـهدأْ هَـديرُ بُـحورِهَا
هـــي جَــنّـةٌ لِـحـبـيبِهَا .. حُــورِيّـةٌ
مـابَعدَها فـي الحُورِ مِثلُ شُعورِهَا
مَـــا غــيـرُهُ يَـنْـثَـالُ فـــي ذَرّاتِــهَـا
حـتّـى ارْتَــوى تـاريـخُهُ بِـعُصورِهَا
قَــمَـرٌ تَــفَـرَّدَ ضَـــوؤُهُ فـــي لَـيـلِـهَا
فَــتَـبَـسَّـمَـتْ أنـــــوارُهُ بِــبُــدُورِهَـا
حَـسـناءُ أهْـدتْـهُ الـجَـمَالَ حـديـقةً
مَــدّتْ الــى كَـفّـيهِ كَـفَّ جُـسورِهَا
لِـسواهُ مـا كَـشفتْ بَـرَاعِمَ حُـسْنِهَا
فَــتــوضّــأتْ أيّـــامُــهُ بِــطَـهـورِهَـا
غَــرسَ الـغَـرامَ بِـنـبضِها فَـتـعلّمتْ
حُـبّـاً تَـغـلغلَ فــي وَريـدِ جُـذورِهَا
حَـسّـونُـهَا يَـخـتـالُ فــي أحـلامِـهَا
بِـجـناحِ شَـدوٍ هَـزّ روضـةَ سُـورِهَا
أخــفــى بِـصـمـتٍ سِـــرّهُ .. لَـكـنّـهَا
عَـلمتْ بِمَا يُخفيهِ.. من عُصفورِهَا
تـنـسابُ عِـشقاً فـي جَـداولِ حُـبّهِ
يَـنسابُ كُـحلاً في سَنَا يَخْضورِهَا
بقلمي :
الشاعرة سميرة الزغدودي
تونس