[[ مَايفترضُ أنْ يكونَ عَليهِ …]]
••••••••••••••••••••••••••••••
مِنَ المفترضِ
أنْ يكونَ الآنَ راعيًا وحَارسًا
لنخلةٍ على ضفةِ الفراتِ
وصلتْ إلى سنِّ اليأسْ ..
أوْ على الأقلِّ يكون عاملَ إِنقاذٍ
لسمكةِ “سلمون”
لم تعدْ تستطيعُ الركضَ مع أبناءِ قبيلتِها
للوصولِ إلى المحيطْ ..
بدلَ أنْ يجلسَ وراءَ طاولةٍ
يلعبُ ” الدومينو ”
مع رجلٍ يُشبههُ تمامًا
في الهيأةِ وتأتأةِ اللسانِ
وتاريخِ الميلاد ..
حتّى في الرقمِ المتسلسلِ لجوازِ السفرِ
رجلٌ ..كانَ من المفترضِ أيضًا
أن يكونَ الآنَ خبيرَ نخيلٍ
يفرّقُ من نظرةٍ أو لمسةٍ من أصابعِ يديه بين ذكورِ النخيل وإناثها ..
ويصنعُ إذا شاءَ من ” خوصِها”
حصيرًا وثيرًا لأسرتِهِ ..
أوْ يكون بحَّارًا
يجوبُ البحارَ والمحيطاتْ
ويعرفُ أسماءَ الجزرِ البعيدةِ ..
مترجمًا بارعًا للغةِ النوارس
والمعشوقَ الأوحدَ لجنياتِ البحرِ
هذا ماتنبأ لهُ أكبرُ عرّاْبيِّ الحروبْ
يومَ كان يلعبُ الغميضةَ
طيلةَ الليل مع رفاقِه
دونَ أن يطلبَ العسسُ منه
أوراقَ إثباتِ طفولتِهِ ..
من المفترضِ أيضًا أن يكونَ الآنَ
وتدًا وحبلًا متينًا
لتثبيتِ خيمةِ لاجىءٍ في البريّةِ
بدلًا مِنْ أن ينفخَ بوقَ الكلمات ..
مخبرًا عن قيامةِ العاصفةِ القادمةِ
من جميعِ جهاتِ الأرضْ ..
ومِنَ المفترضِ الآنَ
أن يكونَ كبُرَ في العمرِ ..
يتتبعُ أخبارَ التلفازِ عن أحوالِ الطقسِ
وعمّا إن كانت السماء
ستمطرُ غدًا ..ماءً وخبزًا وتمرًا ،
يوزّع قطع السكر على جيرانِه
لحظةَ يقرأُ بالخطِّ الأحمر نعوةً عاجلةً
عَن موتِ أحدٍ الملوكْ
بدلًا من رسمِ وجوهٍ دونً أفواهٍ بعكازته
فوقَ ترابِ الطرقاتِ
تمسحهاالريحُ كلّما هبتْ ..
أوْ انزلتْ غيمةٌ عابرةٌ دمعَها
فوقَ بيوتِ المدينهْ .
•• •• ••
~ رياض ناصر نوري~
٢٥ /٧/ ٢٠٢٢ .. سورية