فرج ياسين
البنات الصغيرات والأولاد الصغار ، احتفلوا في صبيحة أول أيام العيد على نحو لامثيلَ له ، اشتروا بعيديّاتهم أسلحةً خفيفةً : مسدسات وبنادق رشاشة بخراطيشَ سود تُملأ بقذائف بلاستيكية ملونة مثل حبّات اللوبياء .
في اجتماعهم الأول بعد الظهيرة ؛ عقدوا العزمَ على مهاجمة بيت مديرة روضة الأطفال الستْ منيرة ، وبيت المضمد زارق الإبر القاسي العم حنون ، وبيت العجوز الوقحة فوزيّة ؛ التي تكره الأطفال ، متخيّرين وقتَ الظهيرة لتنفيذ مخططهم الإجرامي .
بعد ساعتين كانت قذائفُهم تقرعُ أبواب الأهداف الثلاثة وتنال منها . . وفي اليوم الثاني قرّروا مهاجمة مدرسة الحي المغلقة ؛ فتسوّر بعضهم الباب الواطئ ، ودخل الجميع إلى الصفوف ؛ فأمطروا السبورات والرحلات بوابلٍ من قذائفهم .
أما في اليوم الثالث فقد عزموا على الخروج إلى الشارع ، ومهاجمة العربات والسابلة ؛ لكنهم اختلفوا حول طريقة التنفيذ ، فانسحبوا إلى الأزقة الخلفية ، وأخذوا يقتتلون فيما بينهم وهم يتبادلون اللعنات والشتائم ؛ فأصيب من أُصيب ، وهربَ من الميدان من هرب .. واستمر ذلك حتى الغروبْ .
هكذا انقضتْ أيام العيدْ .