عدنان شمخي جابر الجعفري
اصبح معروفا للجميع ان الحركات التبشيرية العالمية تتعمد التخفي باشكال غير شكلها الحقيقي من اجل التواصل القريب مع الناس وايصال الافكار الارتدادية اليهم .
هذه الحركات تستخدم اساليب مختلفة متناقضة تماما بين التبشير الداخلي والتبشير الخارجي.
ففي التبشير الخارجي(اي عندما تعمل على ارض غير ارضها) تتخفى وراء المنظمات الانسانية الاغاثية مستغلة فقر وحاجة الناس من اجل تسهيل مهمة اصطيادهم, فهي تعتمد اسلوب مايسمى باصطياد السمك من خلال القاء الطعم في افواه الضحايا.
اما في التبشير الداخلي اي عندما تعمل على ارضها فسيختلف الامر ,فوجهها الحقيقي سيتكشف بعد مسح مساحيق التجميل عنه,وستكشر عن انيابها وتنقض على فريستها من خلال التدخل السياسي في ابداع قوانين الضغط والاكراه,وتضييق حياة الناس حتى يصبح دينهم حملا ثقيلا على ظهورهم, والايحاء لهم ان منفذ الخلاص امامهم هوالاندماج التام في المجتمع الجديد ثقافيا (ودينيا ان امكن) مع نكران تام لماضيهم الاجتماعي والثقافي والديني..وهذا ما اعتقد ان السيدة ميركل سعت وتسعى اليه,ليس في المانيا وحدها بل وفي كل انحاء اوربا.
السيدة ميركل ذات الماضي التبشيري المعروف هي ابنه القس المبشر هورست كاسنر,وكما هو معروف عن ابناء رجال الدين في اي مكان من العالم وفي كل الديانات.. يعيشون مدللين في صغرهم ,لا يعرفون الحرمان ,ويستمتعون باهتمام المحيطين بهم ,والاهم من ذلك كله انهم في اغلب الاحيان يتمتعون بمستوى عالي من الانانية والتعصب لمصدر رزق ذويهم وهو الدين.
من خلال متابعتي الشخصية لحياة السيدة ميركل اجد انها قد سجلت اكبر واضخم اختراق للحزب المسيحي الديمقراطي,فهي تحمل جذور بروتستانتية وهذا الحزب له جذور كاثوليكية,وايضا اعتقد انها تحمل افكار مناهضة للاسلام رافضة للمسلمين توافق افكار الجناح المتشدد في الحزب الاشتراكي الديمقراطي وليس الحزب المسيحي الديمقراطي..لذلك تعتبر فترة حكمها لالمانيا هي الاشد ضغطا على المسلمين,خاصة انها حكمت المانيا من خلال الشراكة بين حزبها وبين الحزب الاشتراكي الديمقراطي مع ابعاد حزب الخضر عن سدة الحكم..حزب الخضر هو الحزب الوحيد في المانيا الذي ينظر للمسلمين بشيء من التفهم ويعمل على تقويم الحزب الاشتراكي تجاه المسلمين حينما يشاركه في ادارة حكم المانيا,او حتى داخل ادارة المدن الالمانية.
السيدة ميركل استطاعت ان تتسلق سلم الحكم بسرعة واستطاعت ان تبث افكارها داخل حزبها وداخل المجتمع بطريقة متقنة جدا,وتمكنت من ازاحت كل من يقف في طريقها بدهاء منقطع النظير ,وتمتلك القدرة على التنكر لاقرب الناس لها ,فعلى سبيل المثل كانت تعتبر مدللة المستشار السابق هلمت كول ووصلت للوزارة عن طريقه ولاكنها تخلت عنه وانتقلب عليه وكان شيء لم يمكن.
اثناء فترة حكم السيد شرويدر بدات السيد ميركل حملتها الانتخابية قبل اوان الحملات الانتخابية في المانيا من خلال قيادة المعارضة داخل البرلمان والتركيز على موضوع الاجانب ,والالحاح الشديد من اجل سحب لجوء كل العراقيين وتسفيرهم الى بلدهم بعد نهاية الحرب على العراق مباشرة,اي انها جعلت عشرات الالاف من العراقيين عوائل وافراد ضحية لطمعها الشخصي بحكم المانيا بدون اي رحمة او انسانية..مما اثار كراهية المواطنين الالمان البسطاء تجاه العراقيين, وسبب بالتالي سحب لجوء الالاف من العراقيين مما سبب لهم معاناة كبيرة بعضهم يعاني منها الى يومنا هذا.
ميركل بدات حملتها بالمنادة بالوطنية من جهة والتحريض على الاجانب من جهة اخرى حتى كسبت اصوات كل النازيين والعنصريين في المانيا لصالحها,ودمجت بين الوطنية وكره الاجانب وخاصة المسلمين بطرق جديدة ومبتكرة ومدروسة.
اتسمت فترة حكم السيدة ميركل بكثرة الطرق الملتوية عبر ما يسمى بتوظيف القوانين من اجل تضييق حياة الناس وبالتالي اكراههم على اعتناق او حتى ادعاء اعتناق افكار لايؤمنون بها…المهم هنا سلخ الانسان عن جلده والباسه جلدا اخر ولو مكرها..وايضا السعي اوربيا من اجل تشديد القوانين ضد الاجانب وخاصة في السويد ,حيث اتهمت المانيا السويد علنا بانها تشجع الاجانب على دخول اوربا بسبب قوانينها المتساهلة واستمرت في ذلك حتى غيرت السويد طرق قبولها للاجانب,وبهذا ضمنت عدم هروب الناس من المانيا الى بلد اخر يمنحهم حرية اكثر.
بعض القوانين التي شرعت في المانيا خلال هذه الفترة جعلت من انتماء الناس لدينهم او وطنهم وبال عليهم,واليكم بعض الامثلة على ما اقول.
1.قوانين الاندماج في المانيا صممت في باطنها على انها قوانين انسلاخ للانسان العربي والمسلم عن ماضيه وثقافته ودينه وكانت متوافقة مع من هم من غير المسلمين,صممت على ان يكون اندماج من طرف واحد,هذه القوانين واجهت عنادا من قبل بعض المسلمين واستسلاما من قبل اخرين,ولكن هذا لم يكن مرضيا للسيدة ميركل حيث انها اعتربت ان تجربة التعدد الحضاري في المانيا قد فشلت فشلا ذريع وقالت في مؤتمر حزبها انها تاخذ على محمل الجد الجدل حول الاسلام..هذا يعني انها تعتبر اندماج المسلمين في المانيا كان فاشلا لانه لم يوافق المعايير التي وضعتها هي لهذا الغرض…قوانين ميركل للاندماج تعني لها التغيير الديني على ما اعتقد.
2.فرض المقابلات الامنية على المسلمين ,وتشمل هذه المقابلات الكثير من مواطني الدول الاسلامية قبل صدور او تمديد الاقامة لهم.
هذه المقابلات وضعت من اجل ان يكرة الناس اوطانهم او دينهم وليس من اجل امن المانيا على ما اعتقد,فلا يوجد ارهابي يقول للامن انه ارهابي,ولم تفلح هذه المقابلات بالكشف عن ارهابي واحد حتى اليوم,فقط هي لازعاج المسلمين ووضعهم في خانة الاشتباه المستمر ,وايضا اصبحت هذه المقابلات سلاحا بيد دوائر الاقامة ضد العرب والمسلمين من اجل تنغيص عيشهم,فعلى الشخص ان يعيد نفس المعاناة كلما اراد تمديد اقامته وعليه تحمل المواعيد والذهاب والاياب هو وافراد عائلته والوقوف امام المحقق كمتهمين محتملين ,وعليه تحمل اجور المترجم ان كانت لغته الالمانية غير كافية.
وايضا فان بعض المدن تاخر صدور الاقامة كما تشاء وتجبر الاجنبي على مراجعتها لاشهر عديدة بحجة البحث الامني,ومدن اخرى تطلب منك ان توقع على طلب اقامة اقل مما يسمح به القانون وان لم توافق ستجد ما لايسرك في المقابة الامنية .
بصراحة اجد ان هذه المقابلات صممت فقط لاذلال واضطهاد المسلمين ,وايضا هي عمل غير انساني ولااخلاقي ابدا..فالتحقيق مع البريء باستمرار مؤلم مهما كانت اسبابه.
ربما يقول احد ان بعض من المسيحيين يجرون المقابلات الامنية في بعض المدن من نفس الدول المذكورة.
نعم هذا صحيح ولكن بمعاملة خاصة جدا,وايضا هذا يسبب لهم كره للاسلام لانهم يجرون مقابلات امنية بسبب دين لاينتمون اليه,لان الالمان يعتقدون انه ربما يكون مسلم متستر بالمسيحية على سبيل المثال…كما يتستر المبشر بلاعمال الانساينة!!
3.جعل قبول اللجوء في المانيا محصور بالطوائف غير الاسلامية(كالمسيحية…الخ) اضافة للعوائل بدون معيل (اي العائلة كلها بدون الاب) او لمن يرتد عن دينه او الشاذ جنسيا ..يعتبر تمييزا عنصريا وضغطا نفسيا واستغلال انتهازيا لمعاناة طالبي اللجوء من اجل تخليهم عن دينهم باي طريقة كانت,حتى ولو شكليا من خلال الادعاء(فمن تكون السكينة على رقبته يكفر بربه احيانا من اجل الخلاص) ,فالالمان يهتمون للعامل النفسي في تعاملهم مع الاخرين ولايفعلون شيء بدون تخطيط ودراسة مسبقين.
4.انتهاكات حقوق الانسان العربي والمسلم في عهد السيدة ميركل كثيرة جدا تحتاج لمقال منفصل بل وربما لكتاب كامل.
المسلم مبتلى في دينه حتى في الدول الاسلامية,فالحاكم هناك لنا بالمرصاد والظالم هنا يبشرنا بالاضطهاد ولاترجى الرحمة الا من رب العباد
وشكرا
برلين