جمانة البجاري
تقترب الشمس من موعد رحيلها ليحل محلاها الظلام تدريجيا .. ينهمل كأنه بحر اسود يغطي السماء ويغطي قلبها .. تنظر مطولا في مرآة صامتة لم تكن أبدا كتلك المرآة الناطقة في حكاية الاميرة والاقزام السبعة .. كآن الساعات تصبح ثواني في اوقات الخلل ..
أحبته كثيرا حتى أحست أنها تخللت في جسده كالروح فأصبحا واحد في أثنين .. شخص في جسدين !
كيف تدور الساعة الراهنة لتصبح حلبة لصراع ثلاث أجندة كلها تنشد حبا متلاشي في ثلاث اشخاص!
تحبه ويحبها ويحب غيرها وغيرها تحبه ولا تحبها !
شحبت بشرتها الصافية المملوءة بلون اللؤلؤ وأعادت النظر الى المرآة :
– لو كنتِ تنطقين ! أهي أجمل مني ؟
وكأي امرأة تبحث عن ما تفقده ويجده بغير امرأة !! أنها تبحث ولكنها لا تعلم عما تبحث !
أيا رجل تركتها للأنين والنحيب محبوسة في ساعات وايام التعاسة والحزن والغضب والقلق كل يوم موعد خيانة آخَر وليس آخِر .. لطالما بكيت وهي تشعر بك تغدق الاخرى بكلمات الاطراء واكثر من موعد عشاء تذوب في أحظانٍ تحسها عرض السماء .
وهي للوحدة امرأة مكسورة , موجوعة .. الف دمعة تتحسسها والف ابتهال يموت بها !
أنها الساعة العاشرة .. هاهي تسوي ربطة عنقك كما اعتادت ان تفعل !! أنها تعلم بأنك ذاهب لموعد خيانة اخر .. أن قلبها يبكي ولكنها تبدو بغاية الاتزان والهدوء .. أنها تتوسل جسدها ان لا تضعف وتسقط
انها تتوسل عيونها ان لا تنتج دموع في هذه اللحظات فأخر ماتريد هو ان تراها في قمة ضعفها .. فهي ككل امرأة, ضعيفة مهما اظهرت من قوة !
تقول لك بأبتسامة مصطنعة وهدوء مهدد بالفشل وتماسك هش – عد سالما – لكنها تعلم بأنك خائن وانها لن تسامحك على هذا الوجع مهما قوضت العالم لها وجعلته محبس تلمسه بأصبعها !
لقد كسرتها ,, وشوهت أجمل مافيها ,, رديت روعة حبها لك بمواعيد خيانة واحدا يتلو الاخر دون ان تشعر بأنك نادم او انك تشعر بها !
هي للأيام زهرة تصفعها وترميها ممزقة الاوراق .. تعلم بأنك تحبها لا تخفي عليها خيانة تتحسسها بعيونك ,, تشمها بقمصانك تشعر بها بانفعالاتك .
مالذي تفعله وهي تراك تغلق ابواب الراحة بوجهها ؟؟,, وانت ترمقها بأخر نظرة اعجاب مغلقا باب منزلاً احتوى حبكما ,شغفكما , جنونكما ,, ضحككما ,, بكاءكما ,مواستكما لبعضكما في اخر سنين انصرمت بومضة عين لتطوي صفحات الثقة والراحة وتبدأ رحلة شقاء وعناء وبكاء وخيانة وشك ,, لتوقع على ورقتك باخطائك وجشعتك وخيانتك ( اني خائن ) .
وغدا كيف ستعود ويداك مملوءة بدموعها ؟؟ وبألم قتلتها به وقتلت جمالها ونظارتها !! وبسكين ذبحت أنوثتها طائر حر يتنفس الهواء ويغوص في تكور الغيوم !
وكيف لشخص يموت ان يحيا بعد ! وكيف لنبتة خضراء ذبلت واندحضت ان تعود لتثمر !
خذ معك كل الذكريات التي تركتها في حقيبة حياتها واخرج محملا بعتاد تحارب به تأنيب ضميرك وتأنيب الايام .
ستتذكرها كل شمس تشرق وكل قمر جميل يتوسط ليله انت فقدته .
سترحل وبالقلب لوعة واحتراق .. فهي لا تعيش لرجل ذو حبين رجل يرضي غروره بحب امرأتين !
آجل لقد احبتك واتخذت قرارها بحبك ولفرارها اتخذتها قرارها فلا يعقل ان تعيش في هذه الزوبعة اللامنتهية ! ولو انتهت كيف ستنظر أليك وهي كل مرة تنظر أليك يعرض شريط خياتنك في مخيلتها ويعود الجرح ليفتح مرة اخرى!
سترحل وفي عينيها الف دمعة مالحة تشكل اعظم جدول دموع ينبع من عيونها مبلالا رموشها ليصب بقبلها.