مواقيت الإفاقةِ
جابر السوداني
غارقٌ بالتفاصيلِ صمتُ المساء.
ومسكونةٌ بالتوجسِ ساعاتهُ الطويلةْ.
تلهمُ الغيبَ سرهَ الدفينَ فينا
وتعلنُ للعابرين انكساري عليكِ
منذُ ارتقينا صاعدين
ندورُ في دوامةِ الأزلْ.
كريشةٍ تدورُ في سعةِ المدى
كنتُ اعرفُ انكِ قدري وموتي
وانكِ حينَ ترحلين.
لن يطأ قدمُـكِ المهاجرُ
مساحاتِ عشقنا سومري من جديد.
سنينٌ التيهِ
أنجبَت فـــرحاً كسيح.
وعمرٌ من الانتظارِ
أسدلَ ستائرَ الختامِ على أمنياتنا المؤجلة.
لا حلمَ يشفعُ لانكساري عليكِ
وليسَ في أفقِ الانكسارِ صبحٌ يجيءْ.
ما حولَ وجهي:
مراكبٌ من الورقِ البليد.
على أرصفةِ الانتظار.
وظلمةٌ من الحيفِ تترى
وبحرٌ من سعير.
الريحُ تزأرُ في سمائي
ومجاديفي وأحلامُ المرافئ
كلها ماتت حزينةَ بارتحالِكِ
من أين لليلِ رنينٌ مثل خطوِكِ
تأتين عائدةً معي
تتمايلن…. وتصخبين
إوزةً بيضاءَ تعلو في سمائي
ويداكِ تصهلُ في يدي.
كأننا شبحان ثلجيان في صمتِ المكان.