من يكذب، الصدر والكاظمي ام الاعرجي!!
متي كلو
” الكذب لا يخفي الحقيقة، انما يؤجل انكشافها”
ألدوس هكسلي
كاتب/ إنكليزي
لوح السيد مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، بكشف محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الفاشلة في السابع من تشرين الثاني 2021 ،اذا لم تعلن لجنة التحقيق التي شكلها مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء، لكشف حقيقة استهداف منزله واغتياله في المنطقة الخضراء بواسطة طائرات مسيرة تحمل صورايخ والكشف عن الجهات المتورطة في هذا العمل، كما صرح الكاظمي ايضا “سنلاحق الذين ارتكبوا الجريمة، نعرفهم جيدا وسنكشفهم”.
اذا ان الجهة التي استهدفت منزل الكاظمي ومحاولة اغتياله، معروفة لدي السيد مقتدى الصدر والسيد رئيس الوزراء ، وكانت تصريحات مقتدى الصدر صريحة وعبر منصات التواصل الاجتماعي والتي نقلتها الكثير من القنوات التلفزيونية الفضائية، وبانتظار مصطفى الكاظمي باعلان المتورطين واذا تاخر فان السيد الصدر سيعلن عن تلك الجهة.
وعلى اثر تصريح السيد الصدر، اعلن مشرق عباس، المستشار السياسي لمصطفى الكاظمي عبر منصة”تويتر” حيث غرد قائلا” الأيام القادمة سيتم فيها الكشف عن بعض الحقائق والأفلام والصور والأدلة عن عملية الاستهداف الغادرة التي نفذها الإرهابيون ضد رئيس وزراء جمهورية العراق مصطفى الكاظمي. لن ننتبه إلى محاولات التضليل، كما نأسف لمن يتأثر بها غافلا.. والحقيقة لا تموت”.
بعد هذه التاكيدات عن معرفة الجهة المتورطة، عقد مستشار الامن القومي، قاسم الاعرجي، مؤتمرا صحفيا وتحدث بخلاف ما اعلنه كل من السيد مقتدى الصدر و السيد مصطفى الكاظمي وعن طريق قنوات التلفزة قال فيه “اللجنة بعيدة عن أي سجال سياسي، التحقيقات حتى اللحظة لا تتهم أحدًا لا شخص ولا جهة، إنما تبحث عن الحقيقة، وتحتاج القضية إلى مزيد من الوقت”و”لا نريد أن نتهم أحدًا” لكن ما حدث “يؤشر إلى وجود خلل”.
هنا يطرح سؤالا لابد منه ، اذا كانت الجهة المتورطة معروفة عند السيد الصدر وعند الكاظمي، فكيف مستشار الامن القومي ولجنته التحقيقية لا تتهم احدا واي الخلل يتحدث عنه! والمتهمون معروفون عند السيد الصدر والسيد الكاظمي، بالرغم من ان هناك ادلة واضحة وفق ما صرح به قاسم الاعرجي، بتوقيف ثمانية ضباط بينهم اثنان برتبة لواء، واحدهم وهو اللواء صباح الشبلي رئيس فريق مكافحة المتفجرات الذي قال في اليوم الأول إنه رفع البصمات، لكن في اليوم التالي غيّر رأيه وأخبر اللجنة بتفجير المقذوف من دون رفع البصمات!!فهل هذا التغير اخفاء الحقيقة ام تواطئ !! ولمصلحة من !! وهل سوف يكشف من وراء هذه العملية!!
لسنا بمحللين سياسيين من الطراز الاول، ولسنا من قراء “الممحي والفنجان” لكن ان يطلب مستشارالامن القومي قاسم الأعرجي ممن يملك دليلا حول عملية الاستهداف، فهو ينفي نفيا قاطعا ما قاله كل من السيد الصدر والكاظمي بمعرفتهم الجهة المتورطة بهذا العمل الاجرامي بحق الدستور العراقي ،والادلة متوفرة عند اللجنة التحقيقية ومنها ما قام به اللواء صباح الشبلي ومعرفة مكان اطلاق الطائرات المسيرة بصورة دقيقة جغرافيا، ام الكاظمي ولجنته ترغب بابعاد الشبهات عن المليشيات والاحزاب السياسية الاسلامية التي هددت الكاظمي بعدة اساليب علنا، ولتجنب الاحتقان السياسي الذي يعم المشهد السياسي بعد خسارة تلك الاحزاب للكثير من مقاعدها في البرلمان بعد الانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من تشرين الاول الماضي، والتي ادت الى تظاهرات واعتصامات لتلك الاحزاب المنضوية تحت ما يسمى “الإطار التنسيقي” اضافة الى بعض الفصائل من الحشد الشعبي، ام غلق القضية ضد مجهول لقاء تجديد الولاية الثانية لمصطفى الكاظمي، ثم القبول بنتائج الانتخابات بعد ان حسمتها اللجنة العليا المستقلة للانتخابات، ام خوف الكاظمي بعدم الكشف عن الجهة المتورطة والتي يرجح بانها من الاحزاب الاسلامية السياسية ومليشياتها المددجة بالسلاح التي ربما تؤدي الى حرب اهلية ووفق معلومات شبه مؤكدة، بان قطع الاسلحة التي تملكها هذه المليشيات تفوق ما يملكه الجيش العراقي من السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل.
ان عملية استهداف واغتيال رئيس الوزراء، ادت الى خلط الكثير من الاوراق، تداولها عدة جهات، محليا واقليميا ودوليا، منها الاحزاب السياسية الاسلامية الموالية لايران و تجديد ولاية ثانية للكاظمي و فوز التيار الصدري باعلى الاصوات وامريكا وايران وعلاقتهما بمفاوضات الملف النووي الايراني والجهة المتورطة في محاولة اغتيال الكاظمي، وموقف الرئيس الامريكي جو بايدن والمجموعة الاوربية التي تدعم الكاظمي، هذه كلها اوراق وعناوين للمشهد العراقي ومدى تاثيرها على القرار السياسي، اذا كان كل هؤلاء مساهمين بخلط الاوراق، فمن يعيد ترتيب تلك الاوراق.. وينجو العراق من كارثة تحرق الاخضر واليابس !!