من هو السياسي ..الحكيم..المخلص
——————————–
د.يوسف السعيدي
السياسي المخلص هو من يؤمن بان المنصب مسؤولية وانه تشريف وتكليف….
والسياسي المحنك هو الذي لا يتعامل بالراهن وحده انما من تشراب عيناه وفكره الى المستقبل وما يحمل من امكانات ومن معوقات ومن مصادفات…
والسياسي الحكيم هو من يوقن بان الناس قد يقتاتون على الوعود والشعارات ردحاً من الزمن…. ولكن يأتي يوم لا يصدقون فيه وعداً، ولا ياخذون الكلمات بالاعتبار… فهم يصبرون لكنهم في النتيجة يحاسبون على النتائج الملموسة وليس على الوعود…
والسياسي الحكيم هو من لا ياخذه الغرور بالتصفيق والهتاف، وهو الذي لا يغتر بقوته العسكرية….وهو الذي لا يعتمد بان لديه من الاجهزة الامنية ما يحميه… كلا ولا الجبال الشامخات بوسعها ان ترد الاذى أو الموت عنه..
وليدرك قول الحق تعالى ” اينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة “….
والسياسي الحكيم هو الذي لا يتعامل على اساس حالة الضعف والوهن عند الطرف الآخر.. فيتعالى عليه، وينسى عونه فيما مضى…ويتنكر للروابط التي رسمتها الطبيعة واقرها الله، فكما ان القوة آيلة للنضوب فان الوهن يستحيل الى قوة بمرور الايام….
والسياسي الحكيم هو الذي لا يرسم اهدافه على اساس ان الفوضى والاضطراب سائدتان في وقت بعينه …فكل فوضى زائلة، وكل اضطراب ينتهي …ذلك لان الانسان بطبعه مجبول على حب الاستقرار، وان حياته لا تزدهر الا في ظل الامن والسلام…
والسياسي الحكيم هو الذي يعرف ما يمكن ان يتحقق من اهدافه وما هو مستحيل التحقيق…. اما لانه باطل، أو لان هناك مواقع ومصدات ذاتية وموضوعية… او لان هناك من لا ترضيه هذه الاهداف وانه الاقوى…
ومن الحكمة البليغة ان لا يعتمد السياسي على اي وجود أو عون اجنبي… فالاجنبي لا يعين حباً، ولا شفقة، ولا انتصاراً للحق، انما يوجد ويعين لمصلحة، والمصالح تتغير فاليوم مع هذا الطرف وغدا مع غيره….
واذا كان الاجنبي اليوم صديقا حميما فانه غداً عدو مبين…ثم ان كل وجود اجنبي الى زوال…
لست سياسياً… ولا بذي خبرة في شؤون الدول والاقاليم… انما هي محض تهويمات اردت ان اضعها تحت انظار مسؤولينا من السياسيين… وارجو ان تصل اليهم وان تتسع صدورهم لها ..فاحيانا بين البقاء والهاوية خيط ……محض خيط….
الدكتور
يوسف السعيدي