(من داخل السّور)
“مقطع لنص لم يكتمل”
جريًا على عادتي في بَعثرَةِ الوقت ، كنت أبعثرُ خطواتي في طرقات بغداد على غير هدى ، أعبر جسر ال (مها) ،التي لم أتبين ملامحها حتى ذلك الحين ، بين الرصافة والضياع..(في صوب الكرخ)،ثم أعود لمحطة استراحتي جهة الرصافة التي أُنهي مشواري عندها ، علوة الحاج ميَسّر…
حيث أقضي بعض الوقت مع شقيقه صديقي الأثير… الذي ما إنْ يراني مقبلا حتى يرشقني بوابل من الشعر المقفى الموزون الذي يحفظ منه الكثير…
قال لي ذات مرّة :
– هل تعلم أنّ ابا العلاء المعري شاعر مُلحد…
إندهشت من قوله وطلبت فنجانا من القهوة كي أضيف المعلومة الجديدة في رفوف انسكلوبيديا شطحات الشعراء…
ماهذا الذي يفعله الشعراء في العصر العباسي!!!!!!
أيّ فرس،جموح حملتهم لِتُلقي بهم في فيافي التمرد العقائدي…
المتنبي يدعي النبوة والمعري لايحسب مقال الرسل حقا…
الشعر فتنة وغواية… وعلينا ألّا نطيل الوقوف بين يديه…
صديقي عامر ينتصب فوق رأسي… ينتظر نهاية لحظات (دقائق) الاستغراق الذي أخذتني بعيدا عن المكان ..إختزلت خلالها أحد عشر قرنا ويزيد بلمحة شعرية…
استفزت حواسي المسيطرة
– ماذا دهاك يارجل!!!! ليس،هذا وقت مناسب (تضرب بي صفنات)… الا يكفيك ما تمارسه في صومعتك المعزولة من أفانين ( الدالغات)…
هنا أنت معي يابهجت… يجب أن نمتص الوقت ، ولم يعد هناك مجال لبعثرة المزيد منه…
سرب حمام يدخل فجأة الى المكان… حشد من الأجنحة والمناقير دون تغريد…
لماذا دون تغريد؟
كانت منشغلة بالزهور التي تحملها في مناقيرها…
دخلت المكان فاضطرب كلّ شيء…
كانت هي بكل عنفوان حضورها ،وبريق عينيها الواسعتين.