تحاول حكومات الدول المتقدمة بعد توليها السلطة اولا و اخيرا بذل الجهود و العمل باجتهاد لاجل تطبيق نظام تستطيع الدولة على اساسه ان تعمل او بالاحري ان تشتغل كمحرك السيارات و عندما تتاكد من تشغيل مؤسساتها تتجه الى الاحلام و الامال و الامنيات. فاذا كان محرك السيارة لا يعمل اليوم فكيف تريد ان تحول السيارة الى الطيارة ( طائرة) غدا؟
المشكلة مع الحكومات الشرقية هي انها و بعد توليها السلطة تعمل العكس او بعبارة اخرى لا تتجه الى واقع يعمل وفق نظام معين بل الى احلامها الكبيرة و المبالغة فيها من الخطة الخمسية الى التاميمات و الى بناء جيش قوي و العمل في مشاريع مختلفة تنافس الدول المتقدمة.
العواقب الوخيمة لسياسات الرأس الحار و الساذجة هذه هي بلد لا تشتغل مؤسساتها لتبقى احلامها المتطرفة و مشاريعها احلاما لا تتحقق او حبرا على ورق فتبدأ من يإسها بالدعاء و التوسل الى الرب لتحقيق امانيها – لا تختلف عقلية شعوبها عنها لانك تجد الناس تتوسل الى الرب يوميا و تجد الاخر يبارك بالدعاء و يقول: امين يا رب و عندما تنهار المؤسسات يتحول الشعب المسكين الى متسول يطرق باب دول الكفار بحثا عن الرحمة.