مناقشة كتاب صورة الشهيد في الشعر الفلسطيني المعاصر للدكتور عبد البديع عراق.
ضمن الجلسة نصف الشهرية التي تعقدها اللجنة الثقافة في دار الفاروق تم مناقشة كتاب “صورة الشهيد في الشعر الفلسطيني المعاصر” وقد افتتح الجلية رفعت سماعنة، الذي تحدث قائلا: “أن دار الفاروق تهتم بكل ما ينشر في الساحة الفلسطينية، من هنا جاءت مناقشة كتاب الدكتور عبد البديع عراق، وبهذه المناقشة نريد أن نؤكد وحدة الثقافة الفلسطينية، فهمومنا واحدة وتضحياتنا متماثلة.
ثم فتح باب النقاش وكان أول الشاعر “عمار دويكات” الذي قال: ” نظره عامة في صورة الشهيد في الشعر الفلسطيني المعاصر يرجع أهمية مثل هذه الدراسات النموذجية إلى تدوينها وترسيخها لكثير من النصوص التي قد تندثر في غبار السنين مع توالد الكثير من النصوص الشعرية لغزارة الإنتاج الشعري الفلسطيني والعربي على حد سواء، وقد أضاف الكاتب أيضاً طريقته الجميلة في تقديم هذه الدراسة حيث جعل مضمون النص الشعري أولاً وليس الشاعر ذاته ليخرج عن الرتابة التسلسل الممل. كما قدم قدّم لنا الكاتب أسماءً كثيرة من الشعراء الغائبين أو المغيبين، فقد نبش ونقش على جدران ذاكرة القارئ هذه الأسماء التي قاربت مئة شاعرِ كتبوا للشهادة والشهداء. الكتاب بفصوله الستة هو لوحة فنية رسمها الكاتب، وكان الإمضاء باسم كل هؤلاء الشعراء الذين حملوا على عاتق أقلامهم تخليد الفكرة والمنهج، فكانت هذه الفصول متنوعة خارجه عن الملل منبعثة بالتجدد من خلال استخدام النصوص الشعرية للشاعر ذاته في أكثر من موقع. لقد جعل الكاتب الشهيد أيقونة الوطن بلا منازع، ولكن هل تراه أغفل شيئاً عن هؤلاء الذين يحفلون الشهيد بإرثه القاسي، وليس فقط ذلك الإرث الذي تغلّفه الكثير من العواطف، نعم الشهيد هو الرمز والقائد الحقيقي للوطن، ولكن إذا وضعنا العواطف قليلاً على قارعة الحقيقة، سنجد أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المجتمع كله بلا استثناء، وهو إرث الشهيد العائلي والذي من خلاله نرى حجم الوفاء لهؤلاء الشهداء. في الحقيقة لقد كان هذا الكتاب نبراساً ووفياً لهؤلاء الشهداء، ولكن يوجد هناك زاوية مهمة يجب الوقوف امامها، وهي الحالة النفسية لذوي الشهداء وزوجات الشهداء وأبناء الشهداء، ولا أعتقد أن من مهمة صاحب هذه الدراسة وضع الحلول فهذه ليست مهمتة، ولكن مهمة المثقف الأولى هي تشخيص الحالة، ويخط ببالي هنا قول درويش: الشَّهيد يحذّرُني: – لا تُصدّق زغاريدهنَّ وصدّق أبي حينَ ينظرُ في صورتي باكياً: – كيف بدَّلْنا أدوارَنا، يا بنيّ، وسِرتَ أمامي؟ أنا أوّلاً.. أنا أولاً. ”
وتحدثت الأستاذ سامي مروح قائلا: ” صورة الشهيد في الشعر الفلسطيني أن الناقد والكاتب عبد البديع عراق قام بعرض كل ما وصل إليه من. النصوص الشعرية في محاوله ناجحة في إبراز البؤر الإبداعية في كل نص. وخاصة في ما يتعلق بالشهيد الفلسطيني مما جعل قضية الشهيد هي القضية المركزية التي تشكل الفكر الفلسطيني. وقد استعان الناقد بأفكار ما توصل إليه النقاد الآخرين لتوضيح ما يريد طرحه، من هنا كان استشهاده بالقصائد موفقا ويخدم الفكرة التي يطرحها.”
وتحدثت الأستاذة داليا حسن قائلة: ” قرأت مقدمة البحث لأعرف ما الذي أقرأه و قد أعجبت بأسلوب الكاتب و توضيحه لمجالات البحث بطريقة سلسة مما يساعد القارئ على معرفة وفهم مواضيع البحث ورأيت من الجميل تقسيم الكاتب البحث أو الكتاب لعدة فصول كل فصل يتكلم عن موضوع له علاقة بالشهيد حيث أوضح في الفصل الأول صورة الشهيد في الشعر الجاهلي وبعد الإسلام أما الفصل الثاني فقد تحدث عن صور الشهيد قبل الشهادة وفي الفصل الثالث تحدث عن صور الدماء وقد أعجبت بالصور التي اختارها للشعر حيث اختار معان جميلة مثل الدماء تسقي والدماء والجواهر أما الفصل الرابع فقد كان عبارة عن صور الجراح والنزف والفصل الخامس كان صورة الشهيد الكلية وأوضح فيه تصوير جرح الشهداء في الشعر والفصل السادس أوضح فيه ظواهر وقضايا فنية.
الكلمات التي انتقاها الكاتب كانت سهلة و بسيطة في الفهم.”
وتحدث رائد الحواري فقال: “تكمن أهمية هذا الكتاب في تناوله لمجموعة كبيرة من الشعراء، فالباحث لم يهتم بالأسماء الكبيرة في كتابة، بقدر اهتمامه بالقصائد التي تخدم موضوع كتابه، من أحدث توازنا بين القصائد وبين الشعراء، وإذا ما توقفنا عند مداخل الباحث فسنجدها قد تناولت كل ما هو متعلق بالشهداء، وهذا ما يعطي الكتاب قيمة معرفية وأدبية، فالمجهود المبذول كبير جدا.
حضر اللقاء الكاتب همام الطوباسي، وتقرر أن تكون الجلسة القادمة يوم السبت الموافق 7/1/2023، لمناقشة كتاب الكتابة على ضوء سمعة، إعداد وتحرير حسن عبادي وفراس حج محمد،
ملاحظة:ـ لمن يريد المشاركة هناك نسخ من الكتاب توزع مجانا، في دار الفاروق، شرق المقاطعة، مقابل مركز إسعاد الطفولة.
مناقشة كتاب صورة الشهيد في الشعر الفلسطيني المعاصر
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا