( ملك الموت )
على أهبة الأستعداد لخطف أرواحكم .. !! حين تؤدي الأخطاء إلى التعلم على المرء أن لا يخجل منها طالما أضافت إلى الحياة الكثير من الدروس ويقول البعض إن العلم بنيَّ عليها وهي لذا تتحول إلى مفيدة لأنها قادت الى الحقيقة والمنفعة وأن تخسر نتيجة الأخطاء في البداية شرط أن تتعلم منها أفضل من أن تخسر النهاية وتتألم ، أحياناً لا يولد النجاح إلا من رحم الأخطاء فالوقوع في الأخطاء لا يعني عدم النجاح وإنما تكرارها والوقوع في المزيد من الأخطاء هو الفشل بعينه حيثُ من المخجل التعثر بالحجر نفسه مرتين . قدمت هذه المقدمة أيها السياسيون الممسكون بالفشل لأثبت بعد أكثر من عقد من الزمان بأنكم أرتكبتم المزيد من الأخطاء القاتلة ويبدوا من النتائج بأنكم أرتكبتم جلها بسوء نية واليوم أنتم تشاهدون صور خيبتكم القاتمة التي رسمتموها بفرشاة الفشل . نرجع بكم الى الخلف إلى سنوات الميزانيات الأنفجارية وصولاً الى الحاضر لِنُريكم ما أهدرتموه من أموال طائلة بفسادكم المالي والإداري فكل مال صرفتموه بلا إنتاج هو فساد إضافة الى ما كنزتم دون وجه حق من أموال الشعب الى أن صرخ بوجوهكم الكالحة الواقع تحت وطئة سوء إدارتكم للبلاد والعباد ، رُّبما يقول البعض أنتَ لا تستثنى أحداً فأقول إنِّي أتكلم عن مرحلة وأحكم على ضوء المقدمات والتتائج عليها لا أتكلم عن الأفراد عن طاقم أدار المرحلة من ٢٠٠٣ ولغاية كتابة هذا المقال وأنا أتكلم أستحضر صور من الواقع التي تؤلم وتفطر الفؤاد ولا أتكلم عن الصور التي فيها أفراد قليلون أستفادوا بطريقة أو بأخرى من الوضع القائم بالتأكيد لا أتكلم ولا أكون مترجماً لسعادة أولائك الذين حول قمة الهرم من الذين رضوا لأنفسهم تشيد ناطحات سحاب من السعادة على حساب الشعب ولا أتحدث عن أولائك الذين في قمة الهرم في طغيانهم يسرحون ويمرحون والشعب في دوامة مشاكلهم التي نضحت نتيجة لسنوات الفشل . يرتكب البعض المزيد من الأخطاء ممن هم في دست الحكم وغالباً بسوء نية ويبنون سعادتهم على تعاسة الآخرين لا أدري هم إلى أين يمضون بِنَا ؟! وكيف ينظرون للحياة .. كيف ثوار الأمس تحولوا إلى جلادين اليوم وكما قلت لا أستثني أحداً لأَنِّي أنظر الى عملكم الجمعي الخائب ، بالأمس تراكمت حسابات الأخطاء التي أرتكبت وكانت النتيجة ولادة تاريخ لا يمكن أن ينسى . نعم إنِّي أقصد ٩-٤-٢٠٠٣ فالقوم دفعوا فاتورة أخطاء أكثر من ثلاث عقود دفعة واحدة فالبعض ربَّما يقول إن القوة الجبارة صنعت هذا التاريخ وأقول إن تلك القوة لولا تراكمات الأخطاء لما جازفت بخوض تلك المعركة لولا علمها بأنه حصل عندنا شرخ كبير بين من هم في دست الحكم والجماهير فأصبحت الشعب أمام خيارين صعبين أما الوقوف مع الوطن وبقاء الدكتاتور أو( التخلي ) عن الوطن وبالتالي سقوط الدكتاتور فما كان من الشعب إلا الذهاب الى الخيار الصعب ليسقط الدكتاتور فالتاريخ ٢٠٠٣ حصل لان الشعب وضع بين معادلتين قاسيتين نتيجة لتراكمات الأخطاء فحصل ما حصل . ونطرح الآن سؤال هل كان بالأمكان أن يحصل غير الذي حصل ؟!فالجواب كلا لأنه قد حصل . واليوم تراكمت الأخطاء والمعادلات الصعبة قد نضجت فنحذركم يا ساسة اليوم من العواقب من باب من حذرك كمن بشرك أخشى أن تكونوا مثل ذلك الذي دخل في حوار مع نبي الله شعيب ع حيث قال : لماذا لا يعاقبني رَبِّي وأنا أرتكبتُ كِلْ هذه الجرائم والموبقات ؟! فأجابه النبي ع أنك واقع تحت أشد انواع العذاب ولكنك لا تعلم ، وكذلك مثل ذلك الذي قال لملك الموت أرجوك قبل أن تأخذ روحي أعطني إنذار فأنا لا أحب أن تخطف روحي فجأةً ! وذهب ملك الموت وهو مأمور وتركه ولم يخطف روحه وبعد فترة رجع اليه قال جئتُ لأخطف روحك .! فقال لملك الموت ألم أطلب منك إنذاري ؟! قال ملك الموت بلا ! قال إذن لِمَّ لم تفعل ؟! قال لقد فعلت وأنذرتك . ! قال كيف ؟! قال ألم أخطف روح جارك على اليمين وعلى اليسار !؟ ألبس هذا بأندار ! وأنتم يا ساسة العراق لقد تراكمت أخطائكم وساء وضع البلد على أيديكم ؟! وهناك سخط جماهيري واضح ألا تخشون ( خطف أرواحكم ) !! وخصوصاً إن ( ملك الموت ) على أهبة الأستعداد لخطف أرواحكم ..