ملصقات تحريم مغفلة التوقيع !
احسان جواد كاظم
ملصقات التحريم والمنع التي شوهت حيطان بعض مناطق بغداد بما تحملها من قيم متخلفة, لايصعب على اي عراقي من تشخيص مصدرها, مع انها بقيت مغفلة التوقيع. ولولا وجود اسم الامام الصادق على احداها لكان من الممكن لداعش وحتى بوكو حرام ان تضعا عليها توقيعهما بكل اريحية. فهي تشبه الى حد كبير النواهي التي تطبقها الدولة الاسلامية داعش على مواطنينا في المدن المغتصبة… وكأن ذات الشيطان قد عمّر قلوبهم, يا سبحان الله !
الملصقات بمضمونها البهيمي الماضوي… بثنائيتها الأزلية التي تجمع الشهوانية بالعنف, تتمحور حول منع الغناء ومصافحة المرأة والتبرج على حد تعبيرهم او عن حكم التي ملأت عينها من غير زوجها كما جاء في احدها وغيرها من النواهي الغريبة عن الطبيعة البشرية, والمتناقضة مع حياتنا المعاصرة, في مصادرة وقحة لدور رب العالمين في محاسبة المذنب. ويستعجلون أنفاذ اوامرهم ونواهيهم على البشر, بدون تفويض الهي, رغم انف الارادة الالهية التي تمهل ولا تهمل.
ولزيادة جرعة الاقناع الورع في هذه الملصقات ارتأى ناشروها ان تتضمن عبارات خارجة عن اللياقات الاجتماعية والاخلاق العامة بالاشارة الى ” الديوث ” وانشغالاتهم بشأنه.
ومادام الحديث عن الدياثة حاضراً, فأن ملصقاتهم لم تشر بكلمة عن ممارسة قادتهم لها, بشكل جماعي, لمصلحة دول الاقليم ضد بلدهم الام, ولا لحرمة سرقة المال العام وفقر العباد ولا عن احكام تقبل الرشوة و الكومشنات او جرائم الاعتداء على اعراض وكرامات الناس, او تذهيب قبب الموتى والعراقيون بلا ماء ولا كهرباء وبدون رواتب او حصة تموينية. فهذه كلها عمت ابصارهم وبصائرهم عنها.
واذا كانت دولة داعش الاسلامية, بكل عتهها, لا تخجل من مهر تحريماتها ببصمتها الكريهة المعروفة فأن من يقف وراء ملصقات بغداد, بكل صلفهم, يشعرون بالعار من التعريف بأنفسهم وتركوها منكرة.
وبينما تنكفأ دولة داعش, التعبير المادي عن افكار التكفير والتحريم على الارض في العراق وسوريا, فأنهم يتمنون وراثة انجازاتها والأبقاء على قيمها السقيمة, لكن بعد تغليفها بورق سلوفان شرعي براق.
وما من انسان موضوعي يعترف بالمخاض الصعب لعملية تطورالقيم الانسانية خلال قرون طويلة الا أن يعتبر, محاولة استدعاء قيم الماضي المتخلف وتطبيقها على عالمنا المعاصر المتمدن, يخالف منطق العقل والاشياء. وان كل من يسعى لذلك من هؤلاء لابد وانه يعاني من حالة ” استفعس نفساوي” ميئوس منها, كما شخصها الفنان القدير عادل امام في احد افلامه لحالات مشابهة قريبة.
ان زعيق البعض عن الاسلاموفوبيا التي تنتاب الغرب بأعتبارها ظاهرة مصطنعة ليس لها مبرر ولا وجود, فلير هؤلاء, الاسلاموفوبيا التي تعصف بالمسلمين ذاتهم والتي تدفعهم الى الهروب, حتى على قوارب منفوخة, من نعيم بلدان الشريعة وحكم اهل التقوى, والنفور افواجاً افواجا الى جهنم بلدان الغرب (الكافرة) لكن المتسامحة والتي تحترم انسانيتهم وحقوقهم.
لم يعوا هؤلاء بعد بأن كل مفروض مرفوض , وما من عراقي غيورعلى وطنه يقبل بأيرنة العراق او سعدنته و لا حتى قطرنته, سوى شلة الفسّاد والحرامية المتحاصصة على نهب ثروات البلاد والمنتفعين من دهمائهم, فهؤلاء غاسلين ايدينا منهم, ويومهم قريب لا محالة.
ملاحظة : للتوضيح دفعاً للألتباس, أيرنة – ( مشتق من اسم ايران)
سعدنة – ( مشتق من اسم السعودية)
قطرنة – ( مشتق من اسم قطر)
على وزن البلقنة والفتنمة واللبننة.
http://www.iraqpressagency.com/?p=182112&lang=ar