برادوست ميتاني
ترجمها إلى العربية:
أ. لالش اسماعيل.
قبل مئات السنين كانت قبيلة شرقيان الإيزيدية تسكن في شنكال بزعامة المكنى بعريض المنكبين (Pîpehin) ومن شنكال اتجهت إلى مصايف كردستان الشمالية (Zozana) وكان زعيمهم يتحلى بخصال حميدة ومن صفاته الشجاعة والرجولة وكان قوي البنية، لهذه الأسباب اعتمدت عليه الدولة العثمانية وجعلوه مسؤولاً أمنياً على تلك المناطق , وكان طبعه يساعد الفقراء والمحتاجين ويدعمهم مادياً ومعنوياً . لم تعجب الدولة العثمانية هذه التصرفات لذا قامت بإبعاده وتجرده وعزله من المسؤوليات, وبالإضافة إلى ذلك حرضت العشائر والقبائل الأخرى عليه، حيث هجمت الدولة العثمانية البربرية وبالتعاون مع القبائل الأخرى عليه ونفذت مجزرة له في سكناه , قتلوه (عريض المنكبين) (Pîpehin)مع خمسة من أولاده وشاءت الأقدار أن نجي طفله الصغير الذي التجأ إلى أحد الخيم المجاورة لمرابع والده لكن للأسف أن أهل تلك الخيمة لم يهتموا به كثيراً فكلفوه برعاية أبنتهم الصغيرة وهي في المهد وكانوا يقسون عليه إذ كلما بكت تلك الصغيرة يضربونه, فأستاء من وضعه كثيراًً وغضب، ففي صباح أحد الأيام طعن تلك الصبية بالسكين وفر هارباً وانضم لمجموعة من الشباب الذين كانوا يسلبون وينهبون القوافل المارة بتلك المناطق ومع مرور الزمن كبر وأصبح شاباً يافعاً . تلك المجموعة من الشباب رحلوا ونصبوا خيمهم بالقرب من أحد المرابع التي وجدوها مناسبة لسكناهم . بعث إليهم زعيم تلك القبيلة بمراسله ليخبرهم بترك هذا المكان كونه تابع لمضاربه .
لم يستجيب الشباب لكلامه بل أخبروا مراسله ليقول لزعيمه : إن كان ذو شأن وقوة وعزيمة فليأتي هو وليخرجهم بالقوة. أوصل المراسل رسالتهم لزعيم قبيلته وبعد التداول والمشاورة أيقن بأنه لا يستطيع إبعادهم بالقوة .لذا كسبه بالمرونة وصاهره حيث زوجه ابنته وخلال اللقاء الأول مع زوجته في يوم الدخلة لمح آثار الجروح في جسمها، فسألها عن قصة الجروح. قالت الفتاة :أن أهلي يقولون عندما كنت صغيرة كان يقوم ولد برعايتي ولكنه طعنني بالسكين وفر من ديارنا . عند سماعه ذلك قال لها كنت أنا ذلك الولد .
أحبته الفتاة على صراحته وجرأته وآمنت بنصيبها ورضيت بقدرها فأحبا بعضهما البعض وأنجبا ولداً أسمياه ملحم وعندما كبر ملحم تزوج هو أيضاً وخلف صبياً أسماه عفدي. كبر عفدي وشب وأصبح يمارس ويتصرف مثل الآخرين في حياة اللهو والصيد .
بينما كان في إحدى المرات في الصيد هو وزملاؤه ،فجأة رأوا خنزيراً هرب من أمامهم, رموه بسهامهم ونبالهم أصابوه ومن أثر إلاصابة أصبح الخنزير يترنح يميناً وشمالاً كالمثمل ,وفي تلك اللحظة كانت عيشا ولي تغسل الصوف على ماء النهر وبيديها المخباط(شونك) .
عندما أصبح الخنزير أمامها وهو متجه نحوها ضربته بالمخباط على رأسه بكل قوتها فخر طريحاً على الأرض ومات. عندما رأى عفدي تلك المرأة شدة أنتباهه شجاعتها وقوتها, أعجب بها كثيراً ،فأقترب منها ليتعرف عليها لكن في لحظتها لم يحظى بمعرفتها حيث هي أبت ذلك وبالسؤال عنها في المضارب عرفها من الناس وعلم بأن اسمها عيشا ولي وهي يزيدية أيضاً .
تقدم عفدي من أهلها طالباً القرب منهم والزواج من أبنتهم عيشا ولي. تزوجا وأنجبا طفلين اسمياهما درويش وسعدون .
درويش كان طفلاً جريئاً نشيطاً محبوباً من الناس ،كبر وأصبح شاباً أنيقاً ،أحبوه الجميع وخاصة الشابات في قبيلته . في يوم ما ذهب زملاؤه للغزو والكمين بينما كان هو مريضاً ،ولكن عندما سمع بالخبر غضب من والدته, لماذا لم تخبره بذلك , ورغم مرضه ذهب بمفرده للغزو ونهب القوافل وأتى بالمال الكثير وعاد لمرابعه .
الخيم والمرابع كانت عائدة لـ زور تمر باشا زعيم قبيلة ملان وكانت مملكته مترامية الأطراف تمتد من سهول ويران شهر حتى جبل شنكال وسهول سروج وبادية الرقة حتى ضفاف نهر الفرات وجبل كوكب وجبل كزوان(عبد العزيز) .
التجأ درويش وأصبح فرداً من عشيرة شرقيا وكان قد سمع بعدولة ابنة زور تمر باشا وكان يتحين لرؤيتها وعدولة أيضاً كانت قد سمعت بدرويش وكانت معجبة بشجاعة وبسالة درويش وكانت تنتظره في الأزقة لتستمتع برؤيته، درويش وعدولة أحبا بعضهما البعض وكانا يتحينان الفرص للقاء ببعضهما البعض وأحياناً كانا يلتقيان على طريق الحلبة (Riya bêriyê) .
في أحدى المرات أرسلت عدولة خادمتها وزودتها بهدية لدرويش، سلسال من الخرز الجميل. درويش وعدولة كانا يلتقيان كثيراً ويجلسان سوية ويتحدثان عن حبهما. عبرت عدولة عن رأيها وقالت أفكر جاذماً وأخاف من والدي ألا يوافق على زواجنا لأنك من الإيزيديين وأنا لم أنسى قصة والدك وعمتي رحمة , والدي قتلها من أجل ألا يتزوجها والدك .
جيلو أحد أصدقاء درويش وهو ليس من عشيرته بل هو من قبيلة الإيزوليين وكانت صداقتهم متينة ودرجة المحبة بينهما عالية ، والد جيلو قبل وفاته أوصاه بترك وهجرة القبيلة بعد موته وقال له أعرف تماماً بأن أولاد عمك سيأخذون رئاسة القبيلة منك وحتى أنهم سوف يأخذون أخواتك الخمسة منك، لهذا اذهب بعيداً عنهم . عملاً بوصية والده بعد وفاته وتحت جناح الليل ترك ورحل من ديرته وبينما هو وأخواته في طريقهم ،علم أولاد أعمامه برحيلهم فأتبعوهم ولكنه قاتلهم بشجاعة وأثناء القتال كانت أخته الصغيرة كلفدان(Gulvedan) تساعده وتعاونه في القتال وحينها كانوا قريبين من خيم قبيلتا شرقيان وملان .أصوات صرخاتهم وصرير سيوفهم كانت تصلهم .نادى سعدون أخوه درويش وقال له يا درويش لقد جاء يومك ودورك. حينئذ تعاون درويش ورفاقه معهم فأنقذوهم وحموّهم من بطش أولاد عمه الذين تقهقروا وفروا مدبرين.
أنضم جيلو لعشيرة شرقيان وأصبح واحداً منهم وعاشوا معهم . غالباً كان درويش يغير على القوافل لوحده. في أحدى المرات وبينما هو في كمين لأحدى القوافل العائدة لعفرى جيسي وواقف في منتصف الطريق دون حراك، عند الاقتراب منه غضب عفرى جيسي وتحمس لمعرفة الشخص الذي يهددهم وهو واثق من نفسه وبدون خوف ولوحده. أرسل عفر أحد رجاله لاستطلاع ذلك . قال درويش لمراسله مخيرا” إياهم بين أمرين : إما التخلي عما معهم في القافلة من الأغراض والماشية له أو ليأتي زعيمكم للمبارزة لوحده معي .
احتار عفر وقال أخيرا ” نعم أنا أذهب لمبارزته ،وقد نصح رجاله قائلا” عندما تشعرون بأنني لم أتغلب عليه ،أتوا بالماشية لتلتف حوله وتطوقه فحاصروه ونلتم عليه ونوقعه أرضاً .عندما ذهب عفر إلى درويش وتعاركا فلم يتمكن منه ،عندها ساق رجاله الحلال إلى مكان المبارزة وعملوا بمشورته .التف الغنم حوله وأوقعوه أرضاً ووضع عفر السيف على رقبته.
حينها قال درويش لعفر : أقتلني . قال له عفر : لا ،لا لن اقتل شابا” شجاعا”، لقد أحببتك وانبهرت بشجاعتك وقد دخلت قلبي ،لنتعهد ونتأخى. وعليها أصبحوا أخوة وكتبوا أسميهما على حجرة وطمروها بالتراب وأهداه عفر مهرته المسمى بالهدبان .
في أحد المرات كان درويش وبوزان يلعبان بالداما . خسر درويش بالداما أمام بوزان ،فغضب وقال كيف تغلبت عليّ وأنا كحل عيون عدولا ملي وأستطيع ان أغير على مرابع زور تمر باشا وأسلب منه جميع ممتلكاته وأسبي نساءه وأجعلهم ملكاً لأهلي وأصدقائي . كان عندهم حينها عيسو ملا علي ابن أخ زور تمر باشا ،فغضب من كلامه وذهب لعمه وأوشاه بكلام درويش .
تأهب زور تمر باشا وأجمع رجاله استعداداً للهجوم على قبيلة شرقيان حينها التجأ درويش للمكر وقال سأذهب إلى خيم زور تمر باشا لألهيهم, لكي يتسنى لكم الوقت الكافي لتجهزون أنفسكم وتستعدون للمواجهة .
في نفس الليلة جاء رجلان من العرب برسالة من رؤساء قبائلهم لزور تمر باشا زعيم قبيلة ملان ،تتضمن تخييرهم بين أمرين إما التخلي عن بادية شمال الرقة وإما الحرب والقتال .أعطى زور تمر باشا الرسالة لـ عفدي وقال له خذها وبلغ عشيرتك بها والذي يقود المعركة سوف أزوجه ابنتي عدولة. أخذ عفدي الرسالة وأخبر زوجته عيشا ملي وطلب منها بألا تخبر درويش بمضمون الرسالة وكلام زور تمر باشاي ملي ولكن عيشا ملي قالت هذه مسألة شرف ،لذا أخبرت درويش بالوضع قال درويش سوف أقود هذه المعركة ،فهي معركة العرض والشرف . قال عفدي أنا أعرف نوايا زور تمر باشاي ملي فهو يريد استغلال هذا الوضع ويتخلص منا نحن عشيرة شرقيان .كررت عيشا ملي رأيها وقالت هذا عرضنا وهذه أرضنا يجب علينا عدم التخلي عنها وحمايتها من الطامعين. قال درويش هذه فرصتي لأفوز بعدولي، سوف أقود هذه المعركة لأحمي الأرض والعرض. عارضه والده عفدي وقال لا أريد منك أن تشارك في هذا القتال, فهو مكيدة لنا .رد درويش على والده قائلا” : أبي أنت عانيت من آلام الحب، ألم تكن تحب رحمة أخت زور تمر باشا ومن أجل ألا يتحقق مرادك زور تمر باشاي ملي قتل أخته رحمة، نعم لهذا السبب تكره زور تمر باشاي ملي كونه تسبب في عدم استكمال محبتكم أنتما الاثنان .
أقام زور تمر باشا مهرجاناً أجمع الشباب ورؤساء العشائر وجاء بصينية الضيافة ووضع فنجاناً من القهوة وخصلات جدائل عدولة على الصينية وطلب من أحد غلمانه بأن يطوف بها على جميع الحضور والذي يرضى ويحتسي القهوة ويأخذ خصلات جدائل عدولة فأنه يقود الحرب وسوف أزوجه ابنتي عدولة، وبينما كان الغلام يطوف بصينيته بين الحضور لم يمد أحد من الحضور يده لإحتساء القهوة وأخذ خصلات جدائل عدولة . كانت عدولة تراقب درويش من خيمة النساء وعندما أصبح الغلام أمام درويش ,لاحت عدولة من بعيد له بألا يحتسي القهوة ،لأن عدولة تعرف تماماً بأن هذه مكيدة من والدها لإيقاع درويش بالفخ ويتخلص منه ، ولكن لم يبالي درويش بإيحاءات وتحذيرات عدولة، فاحتسى القهوة واحتفظ بخصلات جدائل عدولة بجيبه . أخذ درويش استعداداته للقتال، فجمع اثنى عشرة فارساً وهو منهم ،فكانوا من عشيرة ملان وشرقيان والأورفليين و بينهم جيلو الأيزولي, وعيسو ملا علي وبوزان ويوسب (يوسف) وسعدون وفرحان وعبيد وباقر آغا وسليم مصطفى .
في اليوم التالي غادر الفرسان الاثنا عشرة الخيم .
كانت عدولة قلقة وتراقبهم ،فأرسلت وصيفتها في طلب درويش لتحذره للمرة الأخيرة ،فجاء إليها درويش ولكن أيضاً لم يستجيب لرأيها بألا يذهب للقتال ،قائلا” لها إذا لم نجابه الغزاة فأنهم سوف يستولون على أرضنا وشرفنا ،فودعها بحزن وشد على زمام الهدبان وهو على ظهر ها ملتحقا” بزملائه الآخرين وهو يعلم بأنهم سوف يشاركون في قتال غير متكافئ في العدد . القوات المعادية مؤلفة من ألف وسبعمائة فارس يقودهم عفر الجيسي والشمريين بقيادة سلوك أبو شعر والتركمانيين بقيادة جيل أبرام .
اخذ الفرسان يبحثون في البرية عن الغزاة القادمين . قبل المعركة رأى درويش عدداً من النسوة اتجه نحوهن وسألهن ولكنهن لم ينطقن ببنت شفة ،فقط أڜرن له نحو الخيم .الخيم كانت للشيخ هويدي أبو عفر كبير عشيرة جيسيان . طلب الشيخ هويدي من درويش بألا يشارك في القتال مع المليين ،ولكن درويش لم يستجب لرأيه.
مساء يوم الحرب وبينما كانوا مجتمعين على تل حلف قال عيسو ملا علي لدرويش: هل تعلم إن هذا التل يضم عظام آباءنا وأجدانا من الكرد الميتانيين الذين في أسفل التل كانوا يقومون بتربية الخيول و ترويضهم وتدريبهم وكانت تجري مسابقاتهم .
طلب سعدون من أخيه درويش بالعدول عن رأيه والرجوع إلى مضاربهم ولكن درويش لم يستجيب لرأيه ،
قائلا” لهم : من يعتكف عن هذا القتال ليعتكف، فهو حر سوف، أخوض غمار هذا القتال بمفردي، حينها توعد الجميع بألا يتراجعون عن هذا القتال وأقسموا سوية على استمرار المقاومة حتى النصر أو الشهادة دونها ومن تاريخها أصبح اسم ذلك التل تل حلف كونهم أحلفوا لبعضهم بعدم التخلي عن بعضهم حتى النهاية(bi hev re sond xwarin ) .
في اليوم التالي اندلع الحرب بين الطرفين الغير متكافأين عدداً . انضمت المجموعة كاملة بالقتال المؤلفة من الاثني عشرة فارساً مع جيش قوامه ألف وسبعمائة مقاتل من العشائر المشاركة بالقتال. كلما كان درويش ورفاقه يهجمونهم من أعلى التل مثل الصقور التي تنقض على أسراب العصافير ،فكانوا يمزقونهم ويشتتونهم. كانت هجماتهم على هذا الشكل حيث كانوا يفرقونهم عن بعضهم ويقتلونهم بالعشرات رغم تفنيهم في القتال استشهد العديد من رفاقه , استشهد جيلو الأيزولي بعد قتله لسلوك أبو شعر تاركا” أخواته البنات الخمسة لقدرهن واستشهد كل من فرحان وعبيد اللذان كانا يحضران لحفل زواجهما وكانا قد اشتربا مستلزمات عروسيهما من آمد وكان من المقرر أن يكون حفلة عرسيهما في الاسبوع القادم واستشهد سعدون، فربطوه على حصانه وأرسلوه لوالديه عفدي وعيشا ولي, جرح عيسو ملا علي فربطوه وهو مثخن بجراحه على فرسه وأرسلوه لأهله .
بعد قتال حاد لم يبق إلا درويش وباقر آغا، اللذان كانا كالصقور التي تهاجم فريستها، وعندما خيم الليل استشهد باقر آغا. لم يبق في الميدان إلا درويش، رغم ذلك لم يتهاون ولم يستكين ولم يجبن. بقي درويش العاشق لأرضه ومحبوبته عدولة وحيدا” في معمعان المعركة . كان الخصوم يهاجمونه بالعشرات ورغم ذلك لم ينالوا من عزيمته شيئاً، وبعد عجزهم للنيل منه التجأوا للمكر والخديعة. عفر الجيسي وجيلو ابرام التركماني وضعوا خطة للقضاء عليه. قال جيلو سأهرب من أمامه ،ولأنني أعلم بأنه سيطاردني أعرف جيدًا أنه لا يشفي غليله إلا مني . سأغير فجأة اتجاهي لأجعله يتجه نحو أوكار الفئران .
نفذوا خططتهم وأوقعوه في أوكار الفئران مما أدى لكسر أرجل حصانه المسمى بالهدبان . عندما تهاوى درويش من حصانه ووقع أرضاً هاجموه بالعشرات إلا أن عفر الجيسي أبعدهم عن درويش وحملوه وهو مثخن بجراحه ووضعه بجانب صخرة فوق تل حلف وتركوه هناك وأقفلوا راجعين متخلين عن فكرة الحرب التي توقفت.
عندما وصلت جثة كل من سعدون وعيسو ملا علي إلى المرابع العائدة لقبيلتي ملان وشرقيان تأهبوا واستنفروا وانتفضوا وأعلنوا النفير العام .كل القبائل والعشائر اعدت من قواتهم . زور تمر باشاي ملي وعدولة وعفدي ملحم جاؤوا إلى تل حلف. لمحوا شيئاً أسوداً بجانب صخرة اتجهوا نحوه فعرفوا بأنه درويش المثخن بالجراح والمخضب بغبار المعركة، فبالكاد عرفوه. لم تتمالك عدولة نفسها وأمام والدها ألقت بنفسها على جسم درويش ورأت بأن درويش لم يمت بعد فوضعت رأسه على ركبتيها وبصوتها الجهور هاجته وناحتهباكية على عشقها الموؤد . مد.درويش وقبل نفاذ أنفاسه الأخيرة يده لجيبه وأخرج خصلات جدائلها وأعطاها لعدولة وعندها سلم روحه للباري عز وجل وأصبح جثة هامدة .
بهذا الشكل انتهت قصة رجل شجاع عرف كيف يربط عشقه لحبيبته عدولة بعشق الوطن والأرض لينتشر عبقه بين الناس ،وكان لهذا العشق صدىً رائعا” في رفع مستوى الروح الوطنية بين الناس والمجتمع .