ملالي ايران والبعد عن الواقعية السياسية !!
اردلان حسن
الضربات التي تطال ايران ، اصبحت بالكثرة التي لم تعد تجدي معها اكاذيب مثل تماس كهربائي او انشاء نفق تحت الجبل او تهديم بناية قديمة وبناء اخرى جديدة ، بل الكل اصبح يعرف انها حرب سيبرانية وهذه الترجمة العربية ل ( -Cyber Electronic Warfare ) ، ومثل هذه الحروب لا طاقة لايران او غيرها من الدول التي تصرح وتصدح بالشعارات الكاذبة اكثر مما تفعل في الواقع .
التاريخ علمنا ، ان الحياة ومعها اسلوب الانسان في العيش والتفكير والتصرف في تغيير مستمر ، وهكذا ايضاً الحروب ونوعيتها ، فقبل آلاف السنين كانت الحجارة والاخشاب هي السلاح ثم تطور الى استخدام الاسلحة الفتاكة كما في يومنا هذاً ، مروراً بالنار والحديد والسيوف وحتى الفيلة . ايران اليوم رغم عديد قواتها وامتلاكها لبعض الاسلحة التي يعتقدون انها متطورة نوعاً ما ، فإنها مقارنة باسلحة امريكا واسرائيل لازالت تعيش في اعوام السبعينات من القرن الماضي .
ما يميز ايران اليوم عن غيرها ، انها عرفت كيف تستغل الدين وخصوصاً العامل المذهبي فيه وحشدت المجتمعات وشخصيات ( وكلاء ) لها ، لكي تستغلهم في حروبها التي لا تنتهي منذ اندلاع الثورة الخمينية ١٩٧٩ ضد الشاه ، ذكاء ملالي طهران تجسدت فقط في معرفتهم ، بأن المجتمعات تكتشف زيف ادعاءاتهم واكاذيبهم الطائفية بسرعة وهذا ما حدث في العراق وسوريا والى حد ما لبنان ، ولذلك اهتمت بانشاء احزاب وتسليحهم بغرض استعمالها ضد الشعوب عند الحاجة واستشهاد الشباب العراقي بسلاح المليشيات التابعة لايران في ثورة تشرين ٢٠١٩ اكبر دليل على ذلك .
مشكلة نظام ايران هي ، انها الى اليوم لم تستثمر الانسان الايراني وثروات البلاد بل وثروات العراق التي تتم سرقتها كل عام من قبل المليشيات الولائية والحكومات العراقية العميلة لها وتهريبها الى ايران ، في بناء الدولة الحديثة ، بل استخدمت هذه الاموال في الاسلحة لقتل الشعوب وتوريطها في حروب اهلية وطائفية ولبناء مفاعل نووية بمليارات الدولارات لتدمرها الطائرات الاسرائيلية ببضعة صواريخ لا تكلف اكثر من مليون دولار ، رغم وجود اكثر من ١٣ مليون ايراني يعيشون تحت خط الفقر . بذلك ضاعت مليارات الشعوب هباءاً منثوراً ، تماماً كما فعل صدام حسين في العراق وجميعنا نعرف مصيره !!
العملة الايرانية تتهاوى كل يوم اكثر والاقتصاد اصبح في مهب الريح وخاصة مع انتشار وباء كورونا والاموال المسروقة من العراق اصبحت أقل بكثير ، بسبب انخفاض انتاج واسعار النفط ، الى حد ان عميل ايران في لبنان والذي كان يعتمد على المال العراقي بنسبة سبعين بالمائة من مخصصات حزبه بامر من طهران، اصبح يتوسل امريكا لمساعدة شعب لبنان ، وهو الذي جرهم الى حروب ومصائب للخروج من الازمة المالية التي تعصف بهم ، والمضحك انه رغم ذلك ، لازال يدعوا اخوانه العراقيين لحرب مع امريكا وماذا يهم هذا الشخص او غيره ، اذا كان الدم الذي يسيح، عراقياً فقط ؟.