مكاتيب زمان
كنت اخشى اذا بعثت لك مكتوبا
ان يقراه الحمام الزاجل في الطريق
تصورت ان الرسالة نصف المواجهة
وان الحمام الزاجل اذا سطى عليها
فستنقص
النصف قد يصبح ثلثا
او ربعا
فاضطر لكتابة اخرى واخرى واخرى
الى ان يمل ساعي البريد
وقتها كنا نرى من نرسل له المكاتيب
نراه بلحمه ودمه
نحس انفاسه
اكثر مما نفعل الان على السكايب
وكان هو يرانا وهو يقرا الحروف
كاننا نتحدث له
كثيرا ماكانت الرسائل توضع تحت الوسادة
او في الكتب
من يضع سكايبا اليوم تحت وسادته؟
كان الخيال بكرا والقلوب اكثر خفقانا
والوسادات امينة
لن ابعث لك رسالة بعد الان
فالبريد في مدينتنا اغلق
وساعي البريد صار يدور على الابواب يدقها
الابواب التي كان ياتي لها بالرسائل
ليشحذ منها قوت يومه
لقد هرم
وخطواته ثقلت
لكنه مازال يتذكر العناوين كلها
من دون خطا
غدا سارسل لك سكايبا
واريدك ان تضعه تحت الوسادة
وتتركه
وتذهب لتنام في الغرفة الأخرى