جالسة عند كهفِ الروح أداعب وترَ الجليد بعينين من أَملِ بالحياة … ….لست أدري أي الأوقات مكثت إلّا أنّي كنت المدركة اِرتحالي إلى اللاّ شيء… إحساس اِنهزام أمام حنيني….كانت أمامي كتب أبجديات من أنشودة السياب المشهورة ….غيّبت ذاكرتي عمّن يلاحقوننى بأسمائهم, هؤلاء الذين رافقوني عمرا ولكن وجهي وإن اِغتسل ببرد الطريق بعيني وبمطر الحنين على طاولتي جثوت وببقايا كتبٍ وساعةٍ للعاديين ومدفأة تستنشق رائحة البردِ في جسدي والمطرُ يُنشدُ في جوقةِ عشقهِ نشيدَ الياسمين.
ركضتُ بعيدًا عن قلبه الأبيض البارد … خفت للحظة من شعور … وقفت على حياد منه شربت و من رحيقِ عيني نكهة َ كوثرٍ يتخلق خمراً للأغاني سمعت صوت كلاود إيريس كأنّه يناديني…زمن لي غائبة عنه وغائب هو عني لمْ يكنْ غياباً يرسمُ تلاشي ذاكرتهِ كانَ وجعاً يزدادُ عمقهُ في قلبي….. وتتلبسني حالةٌ من نرجسيةِ الغياب عن فُتاتِ الثرثرة .. أتقاسمُ مع عواءِ الليلِ كأسَ بردهِ المُسكر ، وأَتذكّرُ على حينِ نسيان حديثه ناصحًا لي بأيّ السبل أسير…. الآن وهنا ،إلّا ملامح مغطاة بالفقد الشهي …. فناديتُ من خلفِ صوتي : عندَ عتبةِ البوحِ تنخطفُ القصائد واضحةً للبعيدْ أردت أن أكتب شيئا أكتب قصيدًا له نداء المعاني لما أريد أن أبوح به الليلة وتلك عادة الكتابة , لا أحملُ الأجوبة اليقينة … كل جواب أصلهُ يحملني لأسئلة جديدة … ولم يرق أيضًا هذا الشرود, حتى القصيد قد توقف ….جرّتني حيرتي الى طاقة روحيةٍ تسري في روحي ، أتملّى …أحدق في الأشياءِ أو بالأحرى ، في حضورِ الأشياءِ وتبدو وكأنها بلا ملامح ،اِتخذت من كتاب مركون على نافذةٍ تُطلُ على جدائلِ الشمسِ الصباحية ، وكأسُ النبيذِ لم يغسل بعدُ شفاههُ الطازجة بصلواتِ الثمالةِ الدنيوية . – كل شيءٍ يسري إلى اِعوجاجِ الوقتِ في جسدِ الحلم . همست ذاكرتي لخيالي المتمرغ في أمواجِ العزلة ، يا إلاهي إنّي أغسل عن مادةِ الروح أتربة الخطايا المُبجلة في صفحاتِ عمري هذا اللا وقتي . تناولت كأسًا من حليب دسم, بياضه شديد كأنّه ممزوج بضحكاتِ الأبدِ ، وصلواتِ الجسدِ على نهدِ الخلود ، رشفت منه طعمَ الحياةِ المحروثة في أوردةِ النور … والكتاب ينفتحُ على صفحاتهِ المجدولة بحبرِ الوجع الحي … – لتحرثي نوران وجع الشجرِ في جدائلِ الماء المتناسل … هكذا نطقت لصمتي الخارجي ، بكلِ أوجاع ضجيجي الباطني … أرهفت سمعي لبعض موسيقى و نظرة لوحت بها في الأبيض المتراكم على سطح الأرض ….ولأن الحدث لا يأخذُ أبعادهُ في نفسِ الإنسان ،إلا أن أستحضره وكان واقعا فعلا كنت أفتقد كلاود إيريس ملهمي وصديقي, معه أحس براحتي, السكينة تعيد السريان دبيبًا لروحي …..كان كلّما ذكرته وجدته أمامي, طرق النافذة : سياقٌ يُخرجُ التيهَ لغةً منك , مابك يا نوران ؟ أجبت :-المفردةُ تستمطرُ أحاجي المعنى والبياض وما يحيطني مهمشٌ في تكسراتِ الألفاظِ. قال : ” التيهُ الأخيرُ يسري في دوائرِ النور ِ … مفتاحٌ أعوجَ من سقطاتِ اللغةِ الصدئة … والبابُ البعيدُ ينهشُ برُفاتهِ الكوني خلايا الوقتِ في الوجود … فلا تتيهي يا أعز الأصدقاء إِنّى أراكِ والرب يراك وأنتِ ترين نفسك وترين ما في داخلك . -كنت في وطني, القريب يضيق بالقريب… فيه المسؤول وصاحب المنزلة آت من نرجسيتهم يطفون كذباب… على صدر الجمع المتأكل كفخار لم ينضجه الفخار أعلم هؤلاء المتشدقون المتحذلقون لأجل مصالحهم أتذكّر سلوكاتهم أجد أنّ الفكرة مقززة حدَّ العظم يا صديقي ….. في حياتي سالكة بقاياها في شريانِ شرودي … لم أَتطهّر من رشاقةِ صوت الحياة الملتصق بوهمي إنّها أفراح وإنّها عدالة اِجتماعية… إيثار حب صادق, إحساس أمان مع من نحب لكن …كلها كلمات بكماء, وأحاسيس باتت جوفاء ……
أتعرف كلاود …أراهن أنّه في بلدنا قِلّة بل ندرة ومنهم ذاك الصديق الذي قلت لي يوما عنه.
-من المسكون ذاك برعشة نرجسيته ؟
لا تصدقيه فهو صاحب منصب كبير و أيضا شخصية مشهورة قد يكون بألف وجه سيكون لك المتسع لاِكتشافٍ جعبةِ العمرِفي واجهته. !
لقد سرت يا كلاود في تيهِ خطواتي ، أَعدُّ سيئاتي المُشتاقة لرؤيةِ ذاتها ! … وكم كنتُ غبية إذ صدقتُه
ضحكت نوران ضحكة مدوية و أكملت
لا جمال أرواح صار في وجودنا لكن ذاك الشخص إلى الآن يراود ذهني و يحتلني في نومي في إغفاءتي ويقسو عليَّ حضوره رغم غيابه إنّه يطاردني في أوقاتي بفيض .
. في صحائفِ قلبِه قال كلاود آيرس مسجونة أنتِ إذن لمملوءة بفيضِ روحه الأولى ، أنت.
مقتطف من رواية مرايا نوران