مفهوم التعبير الشخصي
المرتبط بمفهوم التعبير الآخر
فلسفة الحزن والذات الباحثة
قراءة نقدية
أحمدالمالكي
في نص الشاعرة العراقية
سلمى حربة
الصورة الشعرية يجب أن تكون في مكانها مع بنية الأدب المطروح وفق البنى اللغوية المتعارف عليها بين صبغية النسق الشعري الحديث
والمشاهد الموسيقية الخاصة بعزف النص الكتابي القائم على أنماط التفكيك الشكلي واللغوي المتناسق مع آليات المنهج المطروح. ..أي أن لا تكون الموسيقى الجمالية في مكان و الإشارات الجمالية والصور المجازية في مكان ثاني ….نعم هناك مقولة تساعدنا في فك هذا التأويل الشعري. …تلك المقولة التي تحمل في داخلها فلسفة تشبه فلسفة هذا النص المتأثر. ..والمؤثر في آن واحد. … المقولة هكذا تربط الخطوط الفاصلة بين الجمال كصفة والشيء الذي يحمل هذه الصفة تماماً مثل حال( من يفهم )
المقولة. …
(على الباب الجميل أن يكون قبل كل شيء بابا ) … هنا باتت الحاجة الجوهرية إلى الولوج في مكامن هذا النص ومعرفة ما يدور في مداره ومداه عبر كل هذه اللهفة والقناديل المنحازة ….نحاول معاً معرفة الأسباب التي سلطت عليها الشاعرة كل هذه الأضواء المكثفة باللغة الغامقة المصقولة بالوجع والآلام الموحشة. …
من يفهم حزن المرافيء
أن يرث التوازن ما كان وما سوف يكون في هذا الطرح الشعري المنسق من حيث وضوح الهواجس الإنسانية والانفعالات المجردة من الفرح فهي تحاول أن تقول لنا نص رسالتها المكنونة والدالة على الأدب النثري الحديث
من يفهم حزن المرافيء وعلى سبيل الأيحاء الحسـي الوجودي المرئي تقدم لنا الشاعرة هنا تأويلات الغبطة المصحوبة بلذة اللوعة التساؤلية ماسكة شاعرتنا المرآيا العاكسة للواقع المر من منتصف الأنعكاس. …هنا نرى علاقة الإشارة التي تبدأ … (من ) ….هذه الإشارة لم تكن ولم تأتي في تكرارها المقصود والمنطقي
هكذا اعتباطا نعم تقدم لنا الشاعرة نماذجها الخاصة / من يفهم / من يعي / من يغطي هنا يكاد ….الميم الذي أشرق بنور التوصيف أن يكون هو الآلة الموسيقية المرئية التي تصاحب أغلب نوتات هذا النسيج المتمرد على الملوحة القاتمة هنا الألوان المجازية تعتلي سلم اللوحة التصورية التي أرادت شاعرتنا الجنوبية بها أن تُبشَّـر أرض هذا الطرح وتقول قد أصبحت أرض خصيبة لا متناهية من حيث التشكيل الحافل بالتشبيهات المناهضة للفرح
مفرداتها التي تجبرنا على الغوص في مالم يقال / من يغطي سنابل الدموع. .. تنقلنا. … ( من ) الشاعرة
من التسأول المبهم إلى التأويل المعلن المتصل بتسلسل النص نعم المجال واســع هكذا يأتي الصدى من محابرها واســع …. نحن لكـي نقتفـي مجازاتها التي تتواطأ مع الدهشــة الشـعرية كثيـراً
كيـف …لا … وَهـي تتَّحـدث عــن تجاعيد الرغيـف ….تلكَ الأتساقات الموصومة بعار اللهفة تلكَ المُنعزلة عن آثـام القناديـل لمنـحازة الشـاعرة هنـا تُحطـم جـدار الواقـع بِمعول الخيـال …. النـص المنهجـي يختصـر الظـلام الدامـس فـي ثقافـة المُعتاد وتعبـر منهجيـة محابرها عناصـر العزلـة المُتعـارف عليـها فـي الأدب المُحاور. ..أو …النصـوص الموجـه شـاعرتنا التـي تصفـع تقاسـيم العـدم والجمهور حينما تتـرجم لنا عبـر هذا النـص الـذي تَصـدع من الألـم كمـا هـذهِ الوجوه ….الوجوه التـي ألقت بِظلالهـا .صـوب نواحــي
ما غائـب وما خفـي ….الشـاعرة وعبـر الذات المتـكور فـي أعين الكينونـة التـي تُناجـي اســمال غريبـة التـكور هنا شاعرتنا تحاول إعـادة تدويـر اسـتعارات دلالية جديدة تلقـي بـها شاعرتنا عبـر استحضـار الإشـارة الصوتيـة التـكور وَهـي تبـدأ بالترجمة الفورية للعيون الغير مطمئنـة هنـا يأتي كيـد المحابـر المجـددة حينمـا تدخلنـا الشاعرة وبكـل قصـد القراء عبـر بواباـت المفـردة العابـرة للبيئـة. … هنا حينمـا تقـول لنـا الشـاعرة أنَ التَفكيـك والتحليل يحتاج التشعب في واقعيـة ما جـاء فــي هذا النــص …. وَماطرحتـه عبر هـذا النثر من مفاهيم غير مُسـتهلك
نواحي حلم مبتور
وشايات الفصول المرسومة
بوجه السماء
من يعي لغة أصفاد الهواء. ..تكشف لنا حقيقية التناقضات عبر مفهوم اللوعة المتصلة كما أحبت الشاعرة أن تكون مرتبطة بين السماء والأرض
نعم نـص لا تمرد فيـهِ سـوى الألم المُكتـظ بالصـور اللغويـة العالية …نص لا صوت نسمعهُ سـوى صراخ التيهِ الذي يأتي محمـولاً علـى ظهـر صـدى الواقــع المجرثـم بكل مفاهيم الكآبـة الموجعـة
الشـاعرة العراقيـة القادمة من جنوب الأبداع تقدم لنا فلسفة الوجع عبر هذه الهمهمات المجازية التي تعالى فيها الحس والإحساس والمفهوم المفكك لما اخفته الظلمة والظلم …والظلام المجرد من أضواء العيون الباحثة عن شموس السعادة المفقودة. ….
شكرا لهذا الأدب والبنية اللغوية لظاهرة بمظهر التجديد
النص
من يفهمُ حزن المرافيء
مَنْ يفهمُ حزنَ المرافيء…..
مَنْ يعي لوعةَ موجة ملوحة في البعيدِ ………
من يغطي سنابل الدمع……………………
…منهمر على تجاعيد الرغيف………..
موصومة بعار اللهفة تلك القناديل……………….
منحازة……………….
تثير رغبة الهواء في صفع تقاسيم الوجوه
وجوم يلقي بظله نواحي بحور قرون آتية تستمد كينونتها من أسمال الكره
لِمَ يغيب التوق ؟
لِمَ يتمدد الظلام ؟
لِمَ تمد يديك ترتجف نواحي حلم مبتور
بليدٌ ذلك الشحوب يتسربُ كماء نهر
ملوث بالأنين
الأنينُ صوت الشجر
همهمات تتنحـى جانباً
وشايات الفضول المرسومة بوجه السماء السماء منهمكة بلملمة لغط المتعبين
عاقرة مكلومة
عندما تغضب تنز اثدائها مطرا أسود
أكثر سواداً من كحل عيني
من يفهم حزن السماء؟؟؟؟
من يعي لغة أصفاد الهواء
ملعون ضجيح التوق يلقي بلغطه
وينتظر ……
ينتظر طويلاً طويلاً…..!!!
سلمى حربة _____________________________