مع قصة “أزهارُ البنفسج” للأطفال للكاتبة د. روز اليوسف شعبان
بقلم: شاكر فريد حسن
أهدتنا الصديقة الشاعرة والكاتبة د. روز اليوسف شعبان من بلدة طرعان الجليلية، باكورة أعمالها القصصية للأطفال، بعنوان “أزهارُ البنفسج”، الصادرة حديثًا عن دار الهدى ع. زحالقة في كفر قرع، وكان قد صدر لها في العام المنصرم 2020 مجموعة شعرية حملت اسم “أحلام السنابل”.
تقع القصة في 25 صفحة من الورق الصقيل، وغلاف سميك مقوى، وطباعة أنيقة، زينتها رسومات الفنان د. فارس قرة بيت، التي جاءت معبرة جدًا ومتمازجة مع مجريات الاحداث والتطورات في القصة.
وهي قصة هادفة ومشوقة ذات أبعاد سياسية ووطنية، يطغى عليها الحس الإنساني والطابع الوطني، وتحمل كل معاني الوجع والألم والمرارة، وتتناول قصة التشريد والترحيل والتهجير من الوطن، وتحكي رواية اللجوء والعيش في المخيم، حيث البؤس والقهر والجوع، وتصور ما خلفته الحرب من مآسٍ وويلات وعذابات وما تركته من طفولة مشردة واحلام مبعثرة ومتناثرة، وترسم حلم وطريق العودة، وتؤكد حق الطفل الفلسطيني بالوطن المستقل والحرية والغد الأجمل والحياة بشرف وكرامة كبقية أطفال العالم.
القصة رائعة بمضمونها وبعدها الوطني، مشوقة بأحداثها، عميقة بتفاصيلها، جميلة بسردها، متينة بحبكتها، صاغتها د. روز اليوسف شعبان بلغة شعرية سهلة وسلسة ورشيقة، وبأسلوب قصصي سردي ماتع، يشد الطفل القارئ ويجذبه لمتابعة الأحداث فيها، ويجعله يغوص في عالم من الخيال والدهشة والمتعة، فضلًا عن الأوصاف الفاتنة الأخاذة والآسرة.
للقصة رسالة وطنية وإنسانية وتربوية سامية، تثري معجم القراء الأولاد والفتيان، وتنمي ذائقتهم الفنية والادبية، وتمدهم بنبض الإحساس والشعور الوطني، وتغرس في وجدانهم قيم الانتماء والهوية والاعتزاز بالوطن والتسمك بالأرض، وتعزز الثقة بالنفس والطموح والاصرار على الحلم لتحقيق العودة، رغم كل الآلام والهزائم.
وفي المجمل العام، قصة “أزهارُ البنفسج” عمل فني إبداعي راقٍ، ناجح بكل المقاييس والمعايير والمفاهيم النقدية والذوقية، وقصة ناضجة مميزة بمضمونها، ولغتها العذبة الساحرة، وتعابيرها الخلابة الجميلة، وصورها الوصفية المشرقة الملونة، التي أضافت لها جمالًا ورونقًا وبهاءً ساطعًا وناصعًا، وهي تجربة رائدة في مجال الكتابة للطفل. أهنئ صديقتنا الشاعرة والكاتبة د. روز اليوسف شعبان، وأشد على يديها في مواصلة الدرب، والمزيد من العطاء الشعري والقصصي وبلوغ قمة السلم، مع خالص التحيات، وبوركت جهودها في رفد وإغناء المشهد الإبداعي في هذه الديار، بما هو هادف وجاد وماتع.