معضلة التقديم والقبول في الدراسات العليا في العراق
حيدر حسين سويري
فيما سبق كنت كتبت عن آلية التقديم القبول في الدراسات العليا، ومدى صعوبة ذلك بسبب العقبات التي تضعها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وبفضل الله وجهود الخيريين تم تذليل تلك الصعاب قدر المستطاع، بالرغم من استمرار يعض العراقيل التي يفتعلها ضعاف النفوس من الموظفين في الوزارة والدوائر التابعة لها، وكأنهم يمنون على المتقدم بإعطائه مقعد دراسي، بالرغم من كونهِ مقعد على النفقة الخاصة.
اليوم نناقش الموضوع من جهة أخرى، أي من الطرف الثاني، دائرة الموظف الذي يريد التقديم للدراسات العليا، والعقبات التي تضعها دائرته في طريقه الى التقديم، بحيث لا ينالها الا ذو حظ عظيم او واسطة عظيمة او معجزة إلهية، ولنأخذ مثالاً على ذلك: (المعلمين والمدرسين) الموظفون على ملاكات وزارة التربية…
افتتح التقديم يوم 1/3/2022 وينتهي يوم 12/3، علماً ان 11 و12 منه يصادف جمعة وسبت، وبحسبة بسيطة فان امام المتقدم عشرة أيام حتى يجمع أوراقه، لينال موافقة مبدئية على منحة إجازة دراسية.
واليكم أحد الأمثلة: قصة وقعت هذا العام في المديرية العامة لتربية محافظة بغداد الرصافة الثانية / شعبة الاجازات الدراسية، حيث بدأ (المدرس سعد والمعلم الجامعي حسين) رحلتهما في التقديم لدراسة الماجستير في الرياضيات وعلى نفقتهم الخاصة، ومحاولة جمع اوراقهما حسب المستمسكات المطلوبة:
- شهادة كفاءة الحاسوب
- شهادة كفاءة اللغة الانكَليزية
- شهادة كفاءة اللغة العربية
- كتاب عدم ممانعة المدرسة بتوقيع وختم مدير المدرسة (وهذه من اهم العقبات حيث اغلب مدارسنا لا سيما في بغداد مناطق الأطراف تعاني من قلة الكوادر التدريسية بسبب الفساد الإداري والامر معروف لدى الجميع)
- كتاب تأييد الاستمرار بالخدمة
- خلاصة خدمة (توقع من شعبة الملفات وشعبة الموارد البشرية وشعبة الاشراف ومدير الدائرة ثم الصادرة وبأربعة نسخ اصلية)
- وثيقة تخرج جديدة لهذا العام، يذكر فيها معدل المتقدم وتسلسله ضمن دفعته ومعدل الطالب الأول وعدد طلبة الدفعة للدورين الأول والثاني وللدراستين الصباحية والمسائية (طبعا بس هذي الوثيقة يحتاج لها أسبوع، ولا أدرى لماذا لا تقبل وثيقة العام الماضي؟!)
- البطاقة الموحدة وبطاقة السكن مصورتان بنسختين
- الامر الوزاري للتعيين والامري الإداري (المباشرة) مصوران
- تعهد خطي بصحة المعلومات (هذي الأوادم كلها الي وقعت وانوب تعهد!)
- كتاب استثناء من السيد المحافظ (وهذا الكتاب ……………… ما أدري شحجي! بالنتيجة هو تحصيل حاصل يعني المحافظ ما يرجع أحد لعد ليش هذا الروتين وضياع 3 أيام مراجعة للمحافظة! ما أدري!؟)
- فتح حساب الكتروني وسحب استمارة الكترونية تتضمن المعلومات المتوفرة في البيانات أعلاه (وهذه أسهل ما بالموضوع، بحيث تقعد بالبيت ولا سره ولا تعب تمليها وتعطيها طباعة وبثواني تطلع لك وهذا ما اسميه بهاشتاكي المعروف #حلبلاب)
عموماً وبمعجزة الهية وتوسط الخيرين تم جمع الأوراق ووضعها في فايل ازرق اللون وتسليمها الى شعبة الاجازات الدراسية في الوقت المحدد؛ لكن هنا حصلت المفاجئة، حيث تم رفض الاستمارة الالكترونية للمدرس (سعد) لوجود خطأ فيها، لم يكتشفه المدقق الا بعد انتهاء الوقت المحدد للاستمارة، أي بعد غلق موقع الاستمارة الالكترونية؛ أنهى (سعد) رحلته واحتسب امره الى الله منتظرا العام القادم؛ بقي (حسين) ينتظر الموافقة المبدئية… ليتفاجأ بظهور قوائم الأسماء التي لا تحوي اسمه! لماذا؟
الجواب وبكل سذاجة (ان المقاعد المخصصة لمديريتنا 7 مقاعد وحين مقارنتك مع المتقدمين فان تسلسلك اعلى من هذا العدد) ولي أن اسألهم: من ضَمِنَ لكم ان هؤلاء الـ 7 سيجتازون الامتحان التنافسي الذي تقيمه الكلية؟ احتمالية فشلهم كلهم او بعضهم موجودة، وبهذا تكونون فرطتم بحصة المديرية، أليس كذلك؟! لماذا لا تدفعوا بـ 10 مثلاً او جميع المتقدمين حتى؟ فان قلتم: مقاعدنا 7 فقط، قلنا: ان اجتاز الـ 10 الامتحان التنافسي (وهو شبه مستحيل) حينذاك اعملوا مفاضلتكم واختاروا الـ 7، وكان الله يحب المحسنين.
بقي شيء…
لماذا يشعرنا البعض بانه صاحب فضل علينا؟ لماذا عندما يجلس على مكتب يرى نفسه الهاً يجب ان يعبد من دون الله؟ فليفهم هؤلاء (من كلا الوزارتين) باننا متقدمين على نفقتنا الخاصة، لا أعرف لماذا يصعبون الأمور؟ أهو غباء أم حماقة!؟