!مشهد كاريكاتوري للفجيعة
احسان جواد كاظم
قدم لنا برلمانيونا, ممثلو الشعب وصلة جميلة من اللقطات الدرامية التي تفاوتت بين التراجيديا والكوميديا, في الجلسة الأولى لانعقاده.
بدأت الجلسة بعرض أزياء مأساوي هو خليط من اكسسوارات تتراوح بين أكفان بيضاء وملابس عسكرية وعباءات سود, وملابس رياضية ودشداشة مخرّقة وعمائم ستن, ولولا الحلل المزركشة لنائباتنا الكرديات, لأصبح العرض كله هم وغم, واستدعاء مبكر للمآسي.
تحول المشهد لاحقاً لعملية انتخاب رئيس المجلس ونائبيه, التي فشل مخرجها في سبك مقدمتها الدرامية, بعد محاولة رئيس السن, كبطل أساسي للمسرحية, تأجيل الجلسة لصالح ممثلين فاشلين, معجبيهم يتلاشون يوماً بعد يوم, فصعد له مشاهدوه محتجين على خشبة المسرح, حتى تحولت درامية المشهد إلى لقطات ” أكشن “, تضاهي بهلوانيات فقيد الكونغ فو” بروس لي “, كما قيل, جعلت المسكين يدخل في غيبوبة, لكن حبكته للدور لم تقنع أحداً .
آخر الميلودراما البرلمانية, شهدنا انقلابها المفاجيء من حالٍ إلى حال, في غرفة طوارئ المستشفى , وكما هو معتاد في الأفلام الهندية, إلى دراما رومانسية, حيث الأحباب, من مؤلف النص والسيناريست وحارس الكواليس, بكل تلوناتهم الميليشياوية والدعوية من حواليه وهو ” منسدح ” على سريره, بمحيا ( متفّح ) مغموراً ببياض طاغي, غير ان السينوغرافيا المحيطة, وكامل الديكور في غرفته بقيت بائسة.
يبدو من الوجوه المستبشرة, أن الجو العام تغمره قفشات كوميدية, ذكّرتنا بخفيف الظل ” شكوكو “, أجبرت هذه الوجوه العبوسة والمنكسرة نفسياً على الضحك من مصيبتها… أنه ضحك كالبكاء !
لم ينته العرض بل كان لابد أن يكتمل, بتقديم تظلّم إلى حاكم الضبط, ليقدم نقوده الفنية لكامل العرض وأبعاده, لعل وعسى, يكون لهم نصيب من جوائز المسرحية, رغم أن تجاربهم السابقة باءت بالفشل, لفطنة الجمهور ومهنية الحاكم, وثقل دم ممثليهم, الذين بلا موهبة ولأدوارهم الشريرة وسوء نواياهم.
بعد كل هذه الاخفاقات السياسية, كم نتمنى أن لا يكونوا بطيش ” أوفيليا ” بطلة شكسبير التي رمت نفسها من جرف بل بحكمة هاملت الأمير الدنماركي الذي انتحر شرفاً !
ولكن من جانب آخر, من أين تأتيهم الحكمة وهم في خصام معها ؟!!