مشكلة إيران
سربست بامرني
لم تبخل إيران بتقديم المساعدة للمعارضة العراقية (الكوردستانية والعربية) لا في أيام النظام الشاهنشاهي ولا في العهد الإسلامي بقدر ما سمحت لها ظروف المنطقة والمصالح المتشابكة الإقليمية والدولية، ومع ذلك لا تحظى إيران باي ود من العراقيين ولا اعتبارها دولة جارة صديقة.
مشكلة إيران الأساسية انها تطلب أكثر من حق الجيرة من العراق وتريد إعادة عقارب الساعة للوراء 1400 عام وتستعيد كل العراق باعتباره جزأ من املاكها الإمبراطورية عندما كانت طيسفون او طاق كسرى عاصمة للبلاد.
مشكلة إيران انها لا ترضى بقبول الحقائق على الأرض ولا الاعتراف بحقوق الاخر المختلف وتعمل على فرض طريقتها في الحياة اليومية والعبادات والانتماءات الدينية والثقافية والاجتماعية على العراقيين.
مشكلة إيران هي في الاستعلاء القومي العنصري والاستعمار الاستيطاني والسيطرة على ثروات العراق ونهبها عن طريق شلل من اللصوص وسارقي المال العام والعصابات المسلحة.
مشكلة إيران هي في معاداة الديموقراطية والعلمانية والتطور التاريخي للمجتمعات البشرية وحقوق الانسان (الكورد والبلوش والاذريين مثالا) ولذا لم يكن غريبا تسميتها بسجن الشعوب.
مشكلة إيران يكمن في القليل من الشجاعة لإلغاء التوجهات المذكورة أعلاه والدخول في القرن الواحد والعشرين وإعادة بناء جسور الثقة بالنفس وبالعالم الخارجي ومع مكونات العراق على وجه التحديد على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلد وتعزيز العلاقات التأريخية الإيجابية بين مكونات البلدين.
السياسة التي تتبعها مراكز القرار الإيرانية في العراق تخلق باستمرار حالة من الرفض والعداء حتى في صفوف المقربين اليها ولكل ما هو ايراني، في الوقت الذي يمكن إلغاء هذه السياسات العبثية ان يؤدي الى بناء علاقات تعاون مثمر بين البلدين وتضمن السلام والاستقرار في المنطقة فالسيطرة الإيرانية الحالية وتدخلاتها المعروفة في كل صغيرة وكبيرة مرفوضة جملة وتفصيلا والتي يرى فيها الكثيرون تأسيسا لكل المقدمات الضرورية لصراع إقليمي كبير قادم لا محالة.