صادق غانم الاسدي
أثناء دخول القوات الامريكية الى العراق وبضمنها العاصمة بغداد فقد ت هذه المدينة مكانتها العلمية والثقافية والعمرانية كنتيجة طبيعية لما ألت اليها الأوضاع مما اقترفته الأيادي الخبيثة ,وأضرمت في وزاراتها ومؤسساتها النار وحلٌ الخراب وتعطلت الحياة فيها لفترة ليس بالقصيرة ,وشهد ماشهدته الاعين وانبهرت فيها العقول المستنيرة وكيف انتشرت النفايات من الدوائر التي تم تخريبها ونالت الشوارع والأزقة حصتها من بقايا الاخشاب والاجهزة الكهربائية والاسلاك والاوراق المحروقة , وظهرت حالات غريبة وجديدة في العاصمة وهي حفر الشوارع وبناء اساسات لأكشاك ومحلات تجارية مستغلة غياب السلطة الرقابية وتعثرت حركة المرور ولم يستطيعوا رجال المرور من أداء دورهم الوطني بسبب الفوضى والترهل بعدم تطبيق القوانين والأنظمة وسادت الظواهر السيئة التي يمارسها نفر ضال سيطر ونفذ إغراضه الدنيئة, وكنا نتصور من خلال تلك المشاهد الواقعية لاتقوم قائمة لهذا البلد والشعب , ومابين لحظة وأخرى كنا نقول الفرج قريب ولم يهمل الله سبحانه تعالى هذا الشعب الجريح, علاوة على غيرة الرجال الشرفاء الصادقين والوطنيين , حتى انقلبت الموازين لصالح البناء وجمع لم الشمل وأصبح القاسم المشترك للجميع هو التعاون وازالة الدمار والخراب الذي خلفته الحرب واستغله اضعاف النفوس كذلك الانتباه الى الخطر القادم من دول الشر , ما نحن بصدده ألان هو ان بغداد مدينة السلام والاضرحة الشريفة ذات الاستقطاب الديني العالمي , اخذت تستعيد مجدها وقد شهدت هذه العاصمة وضع حجر الأساس لمشاريع عملاقة من مجسرات وبناء بطراز عالمي ذو مواصفات لأتقل عن البناء في الغرب , رغم التحديات الموجه اليها من كل دول الظلام , فقد تم اعادة الكثير من الوزارات المدمرة التي اضرمت فيها النار بعد سرقتها من الصداميين والتكفيريين لكي لايستفيد منها ابناء الشعب وهذه المرة تم اعادتها بحلية أجمل مما كانت في السابق ولا أريد أن اذكر تلك الوزارات التي تم اعادتها بحلية حديثة كما لايخفى ذلك على ابناء شعبنا,ومن جانب أخر قد وضعت ضمن مشاريع بناء البنية التحتية مشروعين في منطقة العلاوي هو بناية وزارة الاسكان المتكونة من 10 طوابق ذات المواصفات العاليا جدا والجميلة وبطراز حديث واكتملت لتناطح مثلياتها في دول الجوار والثانية بناية محافظة بغداد ذات التصميم العالمي وحسب ماقال لي احد المهندسين المشرفين عليها انها تعتبر الاولى في الوطن العربي من حيث الجودة والبناء والمتانة وبالطراز الصيني ,اما نسبة الانجاز في هذه البنايتين قد بلغ نسبة أكثر من 90% وحسب علمي في منتصف هذا العام سيتم افتتاحها , وهذه من الامور التي يفتخر بها المواطن العراقي ان بلده ينهض عمرانياً ويتنافس مع دول العالم في البناء والتطور , اما فيما يخص المجسرات , بعد ان عانى اهالي بغداد من كثرة الازدحامات والطرق الضيقة مما يؤدي الى تأخير في وصول المواطن الى عمله ويضاف الى ذلك اعباء أخرى نحن في غنى عنها , قسم من هذه المجسرات قد أنجزت رغم مرور فترة طويلة استمر العمل بها والباقي من المؤمل أن ينتهي العمل بها هذا العام حسب اللوحات الموضوعة في مواقع العمل ومن خلال ما بدأت أن تظهر هياكل ومعالم هذه المجسرات بشكل واضح وأصبحت تشارف على الانتهاء ,لتحل مشكلة عانى منها سكان مدينة بغداد حتى في زمن النظام السابق, والمواطن البغدادي سيرى النور في الظلام والفرج بعد صبر طويل , وعلى الرغم من ان هذا العمل لايتناسب مع الإمكانيات والمبالغ المتاحة إلا أنها بادرة خير ونقطة مضيئة نستطيع أن ننميها ونشجعها كي نحصل على مشاريع أكثر وأفضل في المستقبل القريب ولازال العمل يأخذ مدى اكبر عندما نتكلم عن المساحات الخضراء والالعاب الموضوعة داخل مساحات كانت عبارة عن اتربه وانقاض لاتصلح للسكن ولو إني انتقد إجراءات أمانة بغداد في أعادة أكثر إعمال الساحات والتشجير مرتين مرة تشجر الأرض وتنصب الألعاب الخاصة بالأطفال والمرة الأخرى تلغى ويعاد تشجيرها وكل هذا يكلف مبالغ يمكن أن تستثمر لمشاريع أخرى تضاف الى جمالية العاصمة كما شاهدنا هذه الحالات في ساحة بيروت وساحة المستنصرية والساحة المقابلة لوزارة المالية تحت الخط السريع والتي أعيد العمل بها أكثر من مرة وأتمنى من دائرة المشاريع في أمانة بغداد أن لأتقدم على عمل دون دراسة وكشف موضعي كي لاتذهب جهودكم وتستغرق منكم وقتا وقد تذهب المبالغ المخصصة لكم سدى , ونشد بفكرنا وقلوبنا وايدينا مع كل جهد يراد منه الارتقاء لخدمة البلد وتطوره ليكون بخط متوازي مع دول العالم وكلآً يمارس مسؤوليته في سبيل ان تتزين مدينة بغداد والمحافظات الاخرى رداء وحلية التطور ولنتذكر يوماً أن مدينة بغداد كانت عاصمة الدنيا .