رغم ان ارقام الاصابة بفايروس كورونا ، بين المواطنين في ازدياد مقلق ، وتصريح ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق د. أدهم إسماعيل قبل اربعة ايام ، زاد من هذا القلق ، حيث قال ( استمرت الزيادة في اعداد الإصابات على هذا المستوى ، فان النظام الصحي سينهار خلال فترة من اسبوع الى اسبوعين القادمين وعلى المواطنين تحمل المسؤولية) لكن مستشار رئيس الوزراء السيد هشام داود ، قال الثلاثاء الماضي “أغلب حالات الوفاة بكورونا هي لأشخاص مصابين بأمراض مزمنة”!
فبأي تصريح منهما ، نثق ؟.. شخصيا اثق بالتصريحين ، لكني اجد من الضروري بقاء شمعة الامل مضيئة ، من خلال التصديق بأن اغلب حالات الوفاة هي من أصحاب الامراض المزمنة .. اذن الامر بسيط نوعا ما .. فأصحاب هذه الامراض معروفون لدى وزارة الصحة ، من خلال دفاتر الامراض المزمنة الصادرة من المراكز الصحية ، والمستشفيات ، وتوفير الادوية لهم باستمرار حسب المواعيد المثبتة ، يخفف من حالات الوفاة ، لكن حين يتأخر الحصول على ادوية القلب والسرطان والسكري والضغط والتهاب المفاصل ، ستحدث انتكاسات ، تؤدي معظمها الى الموت!
سيدي مستشار رئيس الوزراء : الشهر الماضي ، لم استلم دوائي كمريض بمرض مزمن ، من المستوصف ، وحين سألت قالوا انهم لم يستلموا حصتهم من مذاخر الجهات الصحية المختصة ، وبحثتُ عن الدواء في الصيدليات ، وجدت بعضه بسعر عال ، والبعض الاخر لم اجده !
واكيد هناك آلاف من مرضى الامراض المزمنة ، حالهم مثلي ، ومؤكد ان بعضهم لاقى ربه ، واحتسب على وفيات الكورونا !
من الانصاف القول ، ان الحكومة الجديدة ، جاءت على اعتاب تركة ثقيلة ومتشابكة ، وحلها لن يتم إلا بقارئ فنجان حصيف ، وقارئ هذا الفنجان ان وُجد ، فانه سيكون خائفا ، لأنه يدرك ان من الخطر أن يقول الحق ، فالوضع العام غير مستقر، وليس هناك من يفهم ان الحق فوق القوة، والشعب هو الاساس ، ومصارحته بالمخفي اول دروس الاصلاح ، والجسر الذي يوصل الى الامان والسكينة ..
اعود سيدي المستشار الى القول ان الامراض المزمنة ، هي عبارة عن مجموعة من الأمراض التي لا تنقل من شخص لآخر، ولا علاقة لها بالفيروسات أو البكتيريا ، وهي بطيئة الحدوث، ومن الناحية العلاجية تحتاج إلى وقت طويل ليتم السيطرة عليها او الحد منها ـ وقد تمتد إلى مدى حياة الشخص المريض، فأي تأخير في توفير العلاج لمريض السرطان ، السكري ، القلب ، ارتفاع الدهون ، الضغط وغيرها ، تؤدي الى انتكاسات خطيرة ، فيضطر المرضى الى الذهاب الى المستشفيات ، ما يشكل عبئاً مضافاً على الكادر الطبي ، لاسيما ان ” الجيش الابيض” هو الان يكثف جهوده لمحاربة جائحة كورونا … فلنخفف عنهم ازدحام مراجعي الامراض المزمنة وعللهم الكثيرة ، من خلال عدم التباطؤ في توفير ادويتهم من المنشأ الرصين ، وبذلك نضمن صحة مستدامة لهم ، وتخفيفاً عن المستشفيات من مراجعاتهم !