مسافر يا صديقي !!
إلى بلد بلا عنوان
بلا أحزان
أكتب مذكراتي بكل حرية
أرسم محطاتي بريشتي القديمة
أنسى همومي والأشجان
أبحث عن أرض تؤويني
ترويني من ظمأ الليالي
أنا الظمآن
أروي حكايتي هناك
للخلاٌن
أطرب لسماع الناي
يشجيني مع الأقران
سئمت أن أرى أرضي
تسلب مني
أتأمّل في وجوه الناس
أرى غير الأحزان
أسأل عن أحبابي وأصحابي
تفرقوا في كل مكان
أسأل عن حال الفن في بلدي
يقولون هجره كل فنان
الفقر شاع في بلدي
عمّ في كل الأركان
في كل ركن طفل يبكي
من الجوع يا خلان
قالوا سببه الوباء الذي عم بلادنا
قلت لسنا بأوثان
إننا على العهد ماضون
لن نتركهم بالبلاد وخيراتها
يعبثون
نحن هنا في بلدنا ثابتون
صامدون
لأمجادنا الغابرة نحكي
في المذياع والتلفزيون
لن يهدأ لنا بال يا صديقي
حتى نعيد الفرحة
والبهجة للأعيان
قررت أن لا أسافر اليوم
وأترك بلدي
لمن خان .. للعهد ما صان
سأركب جوادي وأجول في بلادي
أطرد كل عادي
في بلدي أشراف وأبطال
يبحثون عن مخرج للبلاد
للسؤدد والرخاء والأمان
تراجعت عن قرار سفري
سأبقى هنا مع مَنْ صانوا العهد
عهد الأجداد والشهداء
في بلدي سنعيد زرع الفرحة
مع التين والنخيل والرمان
صلاح الورتاني // تونس