( مرّينا بيكم حَمد * )
تلك الأغنيةُ من قلبِ الأهوار
الثقيلةُ كأحذية الجنودِ المهزومين
الموجعةُ كعشٍّ خشنٍ
فَقَسَ ملايين العشّاقِ , لكنهم
كلّما حلّقوا , عادوا بسِلالٍ فارغةٍ
وأجنحةٍ مهيضةٍ .
الأغنيةُ العاليةُ على مقامِ الحجاز
الممتدةُ من مذابحِ الوردِ
إلى أضرحةِ الأولياء
بقطاراتٍ ليليةٍ مفجوعةٍ .
الأغنيةُ التي نسيَتها عاشقةٌ
ذاتَ وداعٍ على الطينِ ..
فتشظّتْ جمرةً في القلوب .
الأغنيةُ التي تمزقُ قمصانها في الليلِ
كالمجانين ,
وتئنُّ كالثاكلاتِ في ظهيراتِ
المقاهي البائسة .
الأغنيةُ التي حرثتْ روحَها التجاعيد
ومازالتْ شجرتُها وارفةً
تُجيدُ الرقصَ مع النادباتِ
ولا تعرفُ شيئاً
عن نفخِ الشّفاهِ أو مستحضراتِ التجميل .
الأغنيةُ المصابةُ بمثيلوجيا السومريين
وشيفراتِ القلقِ الوراثية .
الأغنيةُ المثقّبة بالحنين
تقولُ للقصبِ الذي سيصبحُ
في يومٍ ما نايات :
لن أتركهما بسلامٍ ,
لا العاشقُ ولا المعشوق .
*( عنوان قصيدة عامية للشاعر الراحل مظفر النواب )
ثامر سعيد العراق