مرت ثلاث سنوات، كنتَ قد تعثرتَ بمساري صدفة، وتعثرتُ في عينيك أيضًا، ستقول.. كل الكُتَّاب أو دعنا نخصص ذلك أكثر: كل القصص تحكي عن هذا النوع من اللقاءات البوهيمية التي تخرج من جُبِّ البلاغة كساحر الهالوين! ولكن ماذا أفعل لك؟
الصدفة تتشابه عند البشر في كونها صدفة! في كونها حدثا غير مألوف بالمرة! في كونها تُختَلَقُ في زمان ومكان مُدهشان أو سورياليان.. وهذه ليست فلسفة وإن كنتَ تُحب ذلك، هذه حقيقة، لقد تعرفنا على بعضنا البعض بمحض صدفة واقعية، وأما وإن كنت تريد رأيي فأنا لا أراها كذلك!!
من فضلك لا تستغرب، إن ما حدث لكلينا وإن لامس المُحال والمجاز فإن لبعض التخطيطات الصغيرة فعلها المُسبق .. لبعض الصدف.. أن تُحاك .. كزربية بوشرويط، زربية من ملابس المواطنين الصالحين التي لم تعد كافية للاحتماء من برد جبلي قاتل!
قُلتُ، “خُطَيْطِطات” صغيرة جدا لن تخطر على بال الصدفة، مِثلَ ماذا؟ مثل زرع بعض الكلمات مثلا على خطى الفضاء الواسع، فأنا حين أشاهد غروب الشمس في كامل بهاءها أتمنى منها دائما أن تحمل لي رجلا مشعا يبزغ من الحياة، أو كأن تتخيل حبيبتك أثناء لعبك الرياضة، إنسانةً مدهشة ومختلفة وغير مكررة عن البقية.. أنا أقول مثلا، أشياء من هذا القبيل، حكايات داخلية وروحية مع الكون! عدا أنني يمكن أذهب بعيدا وأقول أن جلوسنا ذاك اليوم والثرثرة التي لا تنتهي لم تكن في الحقيقة إلا تتمةً لحديث سابق في زمن لاحق!!
والحقُّ أن الفضل يعود لتلك الجراح، نحن لا نصير بعد خروجنا من أنفاق الروح كما قلتَ إلا أكثر فراسة ونباهة، ليس الكل بالطبع.. فلنعد للقاء الغد، أتمنى أن لا تسقط الأمطار الغزيرة .. أتمنى أن تحمل مطرية.. أتمنى أن لا أتعثر مرة أخرى.. في عينيك.
فاطمة الزهرة رياض