زوات حمدو
في عهد الطفولة البعيد…..
أذكر لما كانت الشمس تميل مودعة السماء
معلنة العودة إلى مخبئها متثائبة
لتنام في اﻷفول..وتستقر في ميامنها
وينشر الليل وشاحه اﻷسود الداكن
كانت الذئاب تنتشر في جميع انحاء غابة الجبل
المقابل لمنزلنا الريفي البعيد
ويتوزع صدى عوائها في جميع أرجاء الجبل
وﻷني اجسد في حضن امي واحة الحنان
وجزيرة اﻷمان..والسور المنيع
الذي ردع عني ويﻻت الزمان
كنت القي بنفسي في حضنها
وبقبلة حنان وتربيتة امان يتبدد خوفي وتتعزز سكينتي
مع مرور اﻷيام واﻷعوام….
أصبح الذئب يتجول في كل مكان بتفاخر وثقة عالية
وﻻ يستمر بطقس اﻻختباء نهارا والعواء ليلا
بل اصبح يعوي ويتعالى عواءه في الليل والنهار
من وراء النوافذ والجدران
في جميع اﻷماكن توجد غابة تشبه غابة قريتي
لكن الفرق!!!!!
ان ذئاب البريةتلتزم بقوانين الغابة
وتحافظ على ابناء جنسها
ذئاب البرية…تعرف التحالفات والعﻻقات الاجتماعية
ﻻتخدع ﻻتخون لا تغش.. ﻻ تنهش ابناء جلدتها
اما غابة ذئاب البشرية….
فيها من الغدر والغش والخداع والمكر
مايكفي
ليثبت خطرها على المجتمع اﻹنساني
الذئب كائن خطير جدا…
لكن اﻷخطر..
هو اﻹنسان الذي يرتدي بزة من جلدالذئاب
تحت رداء براق وابتسامات رائعة
يقبع خلفها ناب سام..يفتت جسد من يشاء
ويهشم روح من يشاء دون ادنى تفكير
والمخيف حقا….
هو اﻹنسان الذي يرتدي قميص الذئب
يخفي خلف رصانة ووقارة مرتديه
على عقد وقذارة العالم
أعدك امي….لن أسمح لحسن الظن في اﻵخرين
بان يضللني لدرجة اعتبار طعنة خنجرهم في ظهري خطأ رماية
لن ارتدي قناع الذئب للتأقلم مع ذئاب البشرية
لن اضبع صوتي في سرد حكاية قميص الذئب
وبراءته في مدينة الصم
لن أهين قلمي ﻷشخاص كل رصيدهم في عالم الكتابة
جملتان….وسطران…ونقطة في آخر السطر