*د. حسن طوالبه
بدأت محكمة امن الدولة في الاردن بمحاكمة رجل عراقي يحمل الجنسية النرويجية على خلفية دخوله الاردن بهدف القيام باعمال تخريبية ارهابية ضد مؤسسات اردنية بتوجيه من فيلق القدس الارهابي .
فقد نشرت جريدة الرأي الاردنية اليومية شبه الرسمية خبرا منسوبا الى مصدر مطلع في محكمة امن الدوله انه تم القبض على رجل عراقي – نرويجي وبحوزته كمية كبيرة من المواد المتفجرة الشديدة الانفجار ويبلغ وزنهت 45 كغم كان قد خبئها في منطقة ثغرة عصفور في محافظة جرش شمال مدينة عمان وان قوات الامن الاردنية احبطت مخططه الرامي الى تنفيذ عمليات ارهابية. وافاد المصدر ان المحكمة برئاسة القاضي العسكري العقيد الدكتورمحمد العفيف ستبدأ محاكمة الارهابي اعتبارا من يوم الاثنين 6-7-2015 .
هذا دور جديد لفيلق القدس الارهابي الذي يقوده قاسم سليماني الذي ذاع صيته لكثرة الاعمال الارهابية التي نفذتها قواته , وكثرة تصريحاته العنترية التي ادعى فيها انه يحكم العراق وجنوب لبنان . وقد سبق ان كتبنا العديد من المقالات التي توضح للراي العام العربي والعالمي الدور الارهابي الذي يقوم به هذا الرجل المرتبط مباشرة بولي الفقيه علي خامينئي . وهذا يؤشر الدور الارهابي الذي يضطلع به نظام الملالي في ايران في المنطقة العربية , انتقاما من العرب الذين اسقطوا الامبراطورية الفارسية قبل اربعة عشر قرنا . ويخططون لاستعادة مجد امبراطوريتهم البائده , ولكن هذه المرة على اسس طائفية .
هذا الدور هو الذي حذرت منه السيده مريم رجوي رئيسة جمهورية ايران المنتخبه في اكثر من مناسبة واخرها مساء الجمعة 3 يوليو/ تموز في مؤتمرالاسلام الديمقراطي والمتسامح ضد الرجعية والتطرف في باريس حيث اقيم بدعوة ودعم من لجنة مسلمي فرنسا للدفاع عن حقوق الأشرفيين بمناسبة شهر رمضان المبارك. حيث أعلنت أن مسلمي العالم من الشيعة والسنة لهم عدو مشترك هم المتطرفون الحاكمون في إيران. وان سيل الدماء والنار التي أشعلها المتطرفون تحت يافطة الاسلام يمكن وضع حد لها . والحل يكمن في التضامن مع المقاومة الايرانية والشعب الايراني والصمود بوجه نظام ولاية الفقيه والمتعاونين وينفذون سياساته. من أمثال بشار الأسد والتيارات التي تتبعه في كل من العراق واليمن ولبنان وسوريا .
واكدت رجوي طالما ان هذا النظام قائم على الحكم فان الشعب الايراني وغيره من شعوب منطقة الشرق الأوسط لن يرون الحرية والديمقراطية. هذا النظام الذي مازال يصر على امتلاك القنبلة النووية رغم معارضة الشعب الايراني والمجتمع الدولي له يشكل خطرا على العالم برمته.
السيدة رجوي بصفتها امرأة مسلمة فقدأكدت على ضرورة فصل الدين عن الدولة وأعلنت باسم جيل نهض منذ خمسة عقود للدفاع عن الإسلام المحمدي الحنيف بوجه الرجعية والتطرف فنادت بالوقوف ضد اية حكومة تفرض سلطتها تحت راية الاسلام , وتكفر اصحاب الراي الاخر, سواء كانت باسم الشيعة أو السنة فمثل هذه الحكومة هي ضد الاسلام والسنة المحمدية السمحاء. واضافت اننا نتبع الاسلام الحقيقي, أي الإسلام المتسامح والديمقراطي؛ الاسلام المدافع عن السلطة الشعبية والاسلام المدافع عن المساواة بين المرأة والرجل. ونرفض التمييز الديني وندافع عن حقوق أتباع جميع الأديان والمذاهب. واسلامنا هو التآخي بين كل المذاهب. اما الصراع الديني والتفرقة بين الشيعة والسنة هو ما جلبه نظام «ولاية الفقيه» البغيض لاستمرار الخلافة اللااسلامية واللاانسانية.
لم يتمكن نظام الملالي من تنفيذ حلقات مهمة من مخططه لولا الخنوع الذي ظهر في سلوك بعض الزعامات العربية , ولولا موقف الغرب المتماهي مع نظام الملالي والذي غلب مصالحه على المبادئ التي يتشدق بها وخاصة حقوق الانسان وحرية الاديان والتعايش السلمي . ولن يوقف ارهاب الملالي اذا لم يتكون حلف حقيقي من الدول المؤمنة بالحرية والمساواة والسلم المدني . ولن يوقف عند حده الا اذا وقفت هذه الجهات مع المقاومة الحقيقية ضد نظام الملالي ممثلة في منظمة مجاهدي خلق والحركات الايرانية المضطهدة سواء في الاحواز او كردستان ايران وكل القوى الايرانية المطابة بالحرية والحياة الحرة الكريمة .
*كاتب اردني