« مجنون زِيليـــس…»
مَدينَـةٌ متوهِّجَـةٌ بِالبيَـاض
تُعانِقهَـا خطُـوطٌ زرقـاءٌ
وتنقُـشُ إِسمـها…
علَـى فُسيفسَـاء الأسْـوار
كأنَّهـا الحُلْـم…
تغّْـرس الأشعَـار
علَـى أقْـواس «زِيلِيـس»
* * *
قالَـتْ لِـي عنَـادل المدينَـة
وهِـي تتزيَّـن …
فِـي كَرْنَفَال الغُـروب
أّنْ أنْســاك…
أو أمُــوت
فالعِشْـق…
لا يشْفِيـه إلاَّ الحُلُـول
فَقُلتُ لِنفسِـي
وانَـا أسكبُ الحيَاة لِروحـي
لِمـاذا تُحاصرنِـي…
الزَّواحِـف المسحُـورة
والأمَـاكن…
المطْـروزة بالأسَاطيـر
وكبريَـاءُ البحْـر …
والمَـوج الذي يسكُـنُ
أرْواح الأضْرحَـة.
لِمَـاذا كواكِـبُ هَـذه النُوسْطَالْجيَـات
تمنَعُنِـي من الرَّحيـل
انَـا الإعصَـارُ…
فِـي أوجُـه الإغْـراء
أحجــبُ …
عُيونَـِك من الجُمـوح
وأختبِـئُ في معانِيـكِ
وفي السَّمــاءِ…
شمُـوعـي
يا لَلْحُـبّ الأول…
يَـا زِيليـس…
* * *
مَـاذا تركْتِ لِـي…
أيَّتُهـا الصَّغيـرة/المدلَّلَـة
غيْـرَ العُمــر…
يَصْـدأُ في أوانِـي الرَّتابَـةِ
أسافِــرُ…
علَـى سفينَـة
هَـذا المسَـاء الشّتائِـي
أنتظِــرُ…
نهايَـة مسَافَـات الزَّمـان
وأزْحَـف نحو باب البحْـر
أضَــعُ…
وَجْنتَـيَّ على كتِـفِ المدينة
آه …
يَـا مَـن هي أقْـرب منِّي
من نفسي…!
لماذا يتحـوّلُ شوقِـي لكِ هُيامـاً
يتموَّج في أعماقِـي
ولا شاطئ له…؟
حيث حَـارت حيْرتي فيكِ
يَـا زِيليـس
-شفيــق الإدريسـي-المغرب
*«زيليس» الإسم الفينيقي لمدينة أصيلة بشمال المغرب