قام الصديق العزيز؛ وليد جولي، بطرح قضية التعليم باللغات الأم وشرح الأسباب والأهداف التي تجعله ضرورياً ولكن يبدو أن لديه تصور مشوش عن قضية التعليم في أوروبا، أو أن بعض الأخوة قد نقل إليه الصورة عن التعليم في أوروبا بشكل غير دقيق بحيث وقع في خطأ؛ أن الطالب في أوروبا يختار اللغة التي يتعلم بها، مما جعلني أكتب له التعليق التالي على مقالته والمنشورة على صفحته الشخصية بالفيسبوك ولكون الموضع يتعلق بالشأن العام، فأردت أن أشاركه معكم للجدال والنقاش حيث كتبت له التالي:
تصحيحاً للمعلومة نقول؛ بأن في الدول الأوربية يتعلم الطالب بدايةً بلغته الأم ثم يختار بين اللغات الأخرى، فهنا في سويسرا أربع لغات وطنية رسمية، ثلاث منها هي تعتبر أساسية بحسب التوزيع السكاني وعدد الكانتونات التي تتحدث بها، فمثلاً في الكانتونات الألمانية يتعلم التلميذ الصفوف الأولى بالألمانية وكذلك أبناء الكانتونات الأخرى لغتهم، ثم يخير الطالب بين إحدى اللغات الوطنية الأخرى ليصبح لديه إلمام بلغة وطنية أخرى وبعدها يضاف في الصف الخامس اللغة الإنكليزية وبالأخير وإذا أراد الدخول للجامعة واستكمال دراسته عليه أن يختار لغة أخرى بين إحدى اللغات الوطنية الثلاث الباقية الأساسية أو إحدى اللغات العالمية كالفرنسية أو الأسبانية.. لا يا صديقي الطالب ليس حراً أن يختار أي لغة للتعليم الأساسي، لكن من حق كل الجاليات إذا توفر عدد من الطلاب في مدرسة ما أن يعلموا لغتهم ومجبرة الحكومة أن توفر لهم الموارد من مدرس وكتب وباقي اللوازم.. أرجو أن أكون وضحت الفكرة بحيث لا نقع في فخ من يحاول أن يوصل رسائل خاطئة لنترك التعليم الكردي، لكن على القيمين على الإدارة الذاتية أن يعملوا جهدهم للإرتقاء بالمناهج والكادر التدريسي وربما لو كانوا مهدوا بالبداية بجعل التعليم الكردي كلغة أساسية عوضاً عن جعل كل المناهج بالكردي كان أفضل، لكن وبعد سنوات من المناهج الكردية سيعتبر العودة عنها كارثياً على المستويين السياسي والمجتمعي، إلا إذا كانت هناك مؤشرات على توافق ما بين الإدارة الذاتية ودمشق على صيغة محددة بعودة مناهج النظام، لكن حتى وفي هذه الحالة يجب أن تكون اللغة الكردية لغة أساسية وليست لغة مخيرة.. مع التمنيات بالموفقية والنجاح لطلبتنا ولك الشكر على إثارة الموضوع
طبعاً الصديق جولي لا يطالب بالعودة عن المناهج الكردية، بل يطرح الموضوع في إطار ايجاد حلول أكثر قبولاً من الأهل بعدم تهريب أبنائهم لمناطق النظام أو الخارج بهدف الهروب من المناهج الكردية والتحصيل العلمي لدى الجهات الأخرى، كون المناهج الكردية غير معترف بها، بالرغم أن هذا السلوك الغير وطني أو بالأحرى الغير قومي في رفض المناهج الكردية لها أسبابها المجتمعية والسياسية منها الصراع الحزبي الكردي والخوف على مصلحة الأبناء وضعف الانتماء للثقافة والقضية والشخصية الكردية المهزوزة والمنهزمة أمام الثقافات والأمم الأخرى وغيرها الكثير من الأسباب لسنا هنا بصدد التفصيل في شرحها حيث يحتاج لمقالات ودراسات أكثر تخصصاً، بل هنا فقط أردنا توضيح مغالطة بخصوص التعليم في أوروبا.. فقط للتوضيح كي لا نسيء للفكرة ولكاتب المقال