ماذا يمكن أن تكون الفلسفة في عيدها العالمي؟
د زهير الخويلدي
” تسعى الفلسفة، من خلال الكشف عن السلاسل غير المرئية التي تربط كل هذه الأشياء المعزولة، إلى تنظيم فوضى المظاهر المتناقضة وتهدئة صخب الخيال واستعادته بالتعامل مع ثورات الكون العظيمة”
– آدم سميث–
من المعلوم أن الفلسفة هي كلمة من أصل يوناني وتعني “حب الحكمة”. تدرس المشكلات الأساسية المتعلقة بالوجود والمعرفة والحقيقة والقيم الأخلاقية والجمالية وروح الإنسان ولغته، والفيلسوف هو الفرد الذي يسعى إلى معرفة نفسه دون رؤية عملية وموجهة. بالفضول وأسس الواقع. إلى جانب تطورها كنظام، فإن الفلسفة متأصلة في الحالة الإنسانية، فهي ليست مجرد معرفة، بل في موقف طبيعي للإنسان تجاه الكون وكينونته. كما تهتم الفلسفة بمسائل الوجود البشري، ولكنها على عكس الدين لا تقوم على الوحي الإلهي أو الإيمان، بل على العقل والتجربة. وهكذا يمكن تعريف الفلسفة على أنها تحليل عقلاني الشعور بالوجود الإنساني، فرديًا وجماعيًا، أساسه فهم الوجود. على الرغم من بعض أوجه التشابه مع العلم، لا يمكن حل العديد من أسئلة الفلسفة عن طريق التجريبية. تنقسم الفلسفة إلى عدة الفروع. تشمل “فلسفة الوجود”، على سبيل المثال، تخصصات مثل الميتافيزيقيا وعلم الوجود وعلم الكونيات، من بين أشياء أخرى كثيرة. تشمل فلسفة المعرفة تخصصات مثل المنطق ونظرية المعرفة، بينما فلسفة العمل مرتبطة بمسائل الأخلاق، فقد ترك العديد من الفلاسفة أسمائهم محفورة في تاريخ العالم، مع نظرياتهم للنقاش والقبول والرفض حتى يومنا هذا. من بين هؤلاء الفلاسفة يمكننا الاستشهاد بأرسطو، وفيثاغورس، وأفلاطون، وسقراط، وديكارت، ولوك، وكانط، وفرويد، وهابرماس وآخرين كثيرين. وقد بنى كل من هؤلاء الفلاسفة نظرياته على مختلف تخصصات الفلسفة والمنطق والميتافيزيقيا والأخلاق والفلسفة السياسية وعلم الجمال وغيرها. وفقًا لأفلاطون، يحاول الفيلسوف التعرف على الأفكار، المعرفة الحقيقية التي تسمى إبستيمي، والتي تتعارض مع الدوكسا، والتي تستند فقط إلى المظهر. وفقًا لأرسطو، يمكن تقسيم المعرفة إلى ثلاث فئات اعتمادًا على السلوك البشري: المعرفة النظرية (الرياضيات، الميتافيزيقا، علم النفس)، المعرفة العملية (السياسة والأخلاق) والمعرفة الشعرية (الشعر والاقتصاد). في الوقت الحاضر، تشير كلمة “فلسفة” غالبًا إلى مجموعة من الأفكار أو المواقف مثل “فلسفة الحياة” و”الفلسفة السياسية” و “فلسفة التعليم” و”فلسفة الاجتماعية”، إلخ. من هذا المنطلق الفلسفة هي الفكر النقدي والشامل وتجمع بين التحليلي والتركيبي والعملي والنظري وبين المنطقي والتجريبي. الفلسفة هي الفكر النقدي، أي تحاول انتقاد الافتراضات والمعاني واستخدامات الكلمات والمعتقدات والنظريات. وتسعى الى تطوير تعريفات وصياغات واضحة للقضايا والاحتفاظ بأقصى قدر من الدقة في التعبير. فما المطلوب لكي تتقدم الفلسفة نحو تغيير الواقع الاجتماعي وتثوير أطر المعرفة وتأسيس الوجود المدني وتعميم القيم الكونية على المعمورة؟ وكيف يتصرف الفيلسوف لكي يحول الحلم والى واقع؟
كاتب فلسفي