خواطر
ماذا كان في الميناء ؟!
أكان مستحضرات لشعب يسعى الى رزقه .. يسعى الى الحياة ..مستحضرات لآلاف القصص الحزينة تدمي القلوب .. وتبعات ..هل بقي على أجمل شواطئ وأغناها ما يشبه مرافئ الدنيا ، هل بقي ميناء ؟
في كل ميناء مؤونة ..زاد للحياة وليس للممات …
لأن الميناء حركة ..حركة ألوان وألوان من الحراك ..تجمع ألوان تعكسها الشطآن .. ولدى كل قدوم وكل إقلاع هناك تحرك مرساة هناك إعلان .. وكي نتجاوز خط الأفق .. وأبعد مما نراه وأبعد من ضباب الغيم …للوصول الى بر الأمان لابد من ميناء ..
هو كلام لنخاطب الآخر .. هو رسائل محملة عبر رياح البحر .. هو مناداة ..
هو همسات .. وأحيانا صرخات يخمدها دفء الموجات ..
الميناء تداول للفكر وإحياء للذاكرة ..هو جسد وروح ، عبره يكون الأخذ والعطاء .. فليفتح أبوابه للحياة .. ليته يستعاد …
إنه مهم للإقتصاد وللتجارة.. فهو ليس فقط حجارة ..
الأهم هو التواصل والتجدد.. وإعادة البناء .. ومن ثمر العمل والحصاد ، الخير الى ازدياد …
الميناء نافذة توسع الأفق .. تلاقح الثقافات..وفيه تتقاطع الأصوات ..
وبرغم الضجيج تبقى موسيقا دقات القلوب تعلو بلذيذ اضطراب ..وأمل للقاء .. و البعيد الى اقتراب ..
الميناء شفاه ندية ..هو قبلة سخية ..ومن بعدها ميلاد فليستعاد …
كيف ننسى ؟ .. هي قصة الميناء الحزينة نسيانها محال .. ستتناقلها الأولاد والأحفاد ..ذعر هائل رائحة الموت حجم الدمار .. إنه من فعلة الأوغاد…
لكن .. لا بد أن نطلق الحزن للريح .. ونتذكر الأبعاد ..فليس هناك ظرف أقوى يدعو المقهورين الى إتحاد .. بوجه المتصهينين والمفسدين .. بوجه أعداء البلاد …
وليأت يوم نحتفل به بعودة المهاجرين والمهجرين الى حضن البلاد …
فليستعاد ..