مأساة الغريقة بفيضانها
من الناحية الإعلامية:
يجب أن نقولها وبملء الأفواة، وبكامل القوى العقلية: بأن فيضان السودان ليس قضية إعلامية مربحة؛ لكي تتراكض كبرى القنوات الإخبارية لتنقل في خبرها العاجل، عن تضرّر أشقاؤنا في السودان، حتى ترتفع أسهم تلك القنوات بتناقلها مادة دسمة إعلامياً تجني من ورائها الكثير من العائدات والأسهم، وليس بالموضوع المهم الذي يستحق من مدوني مواقع التواصل الاجتماعي أن يخصّصوا منشوراتهم لهذا الخبر، ومحاولة التضامن لن نقول على مدار الـ(24) ساعة، بل تكفي ساعة واحدة.
ومن الناحية السياسية:
أوه للأسف لم نجد منظري حقوق الإنسان في العالم، وحتى الدول التي صدعت رؤوسنا بالعبارات الإنسانية وبحملات المساعدات، وباللجان التي تشكل بين ليلة وضحاها؛ لتجوب العالم، وطرح القضية ملفاً سياسياً مهماً، ويتم تدويله لكي يساهموا بإنقاذ الشعب السوداني، ربما هذا الموضوع لا يستحق أن يشغل بال السياسيين، ويجوب أروقة مكاتبهم!
ومن الناحية الاجتماعية:
نلاحظ قباحة العنصرية المقيتة عالمياً، والتي لن تنتهي يوماً اتجاه لون معين، ويا لسخرية القدر حينما تناول بعضهم القضية على أنها كذلك، وكأن اللون عيب، لذلك نراهم يطبقون أذانهم ويكمّمون أفواههم، ويغلقون عيونهم، عن تداول الخبر بشكل سليم.
من الناحية القومية العربية:
لنترك العالم قليلاً على رف النسيان، ولننتقد أنفسنا، نحن العرب أولاً، فأين هم أصحاب المبادئ والقيم السامية، والاخلاق العالية؟!
لم نجد هذه القضية برؤيا عربية خالصة، أو تحرّك فعلي بإطلاق حملات التبرع، أو هاشتكات الإغاثة، فقد مات الضمير العربي هنا موتاً سريرياً.
من الناحية الاسلامية:
مسك الختام مع شيوخنا الأفاضل، وعلمائنا الأجلّاء، أين خطبكم الرنانة؟ وأنتم تعتلون منابركم، وترفعون أكفَّ الدعاء للسماء؛ ترجون عطف الله، وتميلون لاستماتة مشاعر مريديكم، ومقلديكم، بأن يرفع الله الغمة عن الأمة، وينجيها من هذه الأهوال؟
– أيضاً لن نرى ذلك…
رؤى اياد عبد الرزاق