ياسمينة حسيبي
أتشجّرُ فيكَـ وارِفــة الــعــناقِ ..
أَضْبَحُ في دمِـــكَ قَـــدْحَ الحــروفْ،
والدهّـشةُ تتعرّى من حَـرير شهْـقَـتها.
يا صِدْقَ النّـــارِ في أكذوبـــــــة الماءِ ،
لستَ نَـبِـيّا.. ولستُ مــريمَ العذراءْ.
فَـذَرنِـي من جُـؤَارِ الــنّايِ في عــزْف الحـَواشِـي،
إنّما الخطيئة تـعْـلو وتَسْـفَلُ في الــدّماءْ.
وحدها القصيدة تَـرْقعُ جلدَ أصابعي .. بسِياطِــها،
وحصّتِي من جثامين الشِّعر .. تَتْعقّـبُني في لهاثِ المَـوتْ .
وأسألُكَـ :
هلْ يدُ الشِّعْر مَـغْـلولةً ؟
فتهمسُ لي مُتماكرًا :
إنّما هي مبسوطة .. تُشاكسُ الموتَ المُشتهى !
ويْح “غيْرِكـَ” .. إني أحتشدُ فيكـَ .. شتّى ،
يطأَ قلبي الحافي تُـربةَ البراكين في دمكَ ،
ثمّ ينْحَـني في خشوع ..لِيُتمّ ركْعتهُ الأخيرة.
يااا ألفُ ” أعْشَقُـكَ” مبعثرةٌ في صدى الأمداء..
ينسَخُها رُواةٌ تُــقَــاتٌ على مرمر جسدي.
والرّيح هبوبُ امرأةٍ عاشقة،
أشدّ المطر زنّارًا على خصْري .. كــرَاهِبةٍ ،
والماءُ يصلّي .. بين يديَّ في خشوع !
ضوئكَ يزرع في حقلِ اللحاظِ ..شجر الأبنوسْ..
وبذارُ العشقِ جـنّ حصاده.
لكـَ كلّ الحلم .. البارعِ في الوصول ..
يَتدافعُ صوبَ السُدّةِ العالية بالعِـطرِ،
ولي في وجْهكـَ .. نِـصفُه.
يا عِهن الغيوم ..
إني ها هنا مُغْـمَضة الـــرّوح ،
أتلمّسُ عزْف أصابعكَـ على خصري الأندلسي،
فَليكُنْ موتي فيكـَ ..قرع الاجراسِ.
هاتِ ذراعيْكـَ ..لأُعانقَ بهما نكهة انشطَـاراتي ..
وإرِم بأصابعكَـ المشتعلة .. فتائلاً لزيتِ المصابيحِ .
إنّما طقوسُ العشق.. تَـبدأُ من الإحتراق الأَخير،
وقُبلةَ “الشِّعر” على شفتيكـَ تَـرْشحُ بِـشهوةِ الحروفْ..
ينْـفَـرِطُ من رضابها.. حُـلُمٌ عقِـيقيُّ الرّعشات،
فَتهمس لي سيدَ الوجدِ :
فُكّي أزرارَ الريح ..دفعةً واحدةً..
سندقُّ وتِد الخيمة الأولى في العراء المقدّس ،
ألتفتُ الى الطريق ..
وأعتذر لها عن ضياعي المشتهى فيكـَ ،
أمنحُها إسمي الذي ليسَ لأحدٍ، ثمّ أمضي..
لأجمعُ ملامحكَـ من وجُـوهِ النّساءْ !