لِيَكُن سعر الجرعة الواحدة من اللقاح الصيني المضاد ل كوفيد 19 ، عشرون دولاراً تقريباً ، إذن سيكون مبلغ ( الهَدِية ) المُقّدَمة من الأمير الإماراتي ” طحنون بن زايد ” ل ” سماحة ” عّمار الحكيم ، والمتكونة من عشرة آلاف جُرعة ، لا يتجاوز المِئَتَي ألف دولار . أي مايُعادل سعر بضعة صواريخ من التي كانتْ تطلقها الطائرات الإماراتية على مُدن اليمن يومياً طيلة سنوات .. أو مصاريف سويعات فقط ، للقاعدة الجوية الإماراتية في ليبيا .. أوقواعدها في الصومال .. أو تدخلاتها المشينة في سوريا ولبنان … صحيح ان المساعدة اللقاحية الأخيرة ، صغيرة وغير ذي قيمة حقيقية ، لكن لِلحَق ، فأن الإمارات ( الشقيقة ) وخصوصاً أجهزتها المخابراتية ، لم تُقّصِر شأنها في ذلك شأن كُل دول الجوار ، في [ مُساعدة ] العراق ولا سيما من 2004 لغاية 2011 ، فأرسلتْ عشرات الإنتحاريين الإماراتيين لتفجير أنفسهم في المدن العراقية ! .
ولأن طحنون هو المسؤول الأول في الأمن الوطني أي المخابرات ، فأن ” هديته ” كان ينبغي أن تُرَد ، لِعّدة أسباب : كان ينبغي ان تقوم حكومة الإمارات من خلال القنوات ذات العلاقة مثل وزارة الصحة او الخارجية ، بمقترح التبرع الى الحكومة العراقية وبكمية معقولة [ فعلى سبيل المثال ان الإمارات قدمتْ 50 مليون دولار لإعادة بناء جامع النوري في الموصل الذي هّدَمَتْه داعش ] ، علماً ان بناء الجامع لم يكُن من أولويات عودة الإستقرار .
وكذلك ، ماهو موقع عمار الحكيم من الناحية الرسمية ، حتى يُسّلِم طحنون اللقاح إليهِ ؟ المُراد هو إدامة الفوضى في المشهد العراقي وتكريس الإنقسامات أكثر … وإلّا بالله عليكم : الملتي ملياردير طحنون يرمي فُتاتاً من اللقاحات الصينية في حُضن عمار الحكيم ، فيلتقطها فَرِحاً ويقوم بتوزيعها حسب مزاجه ؟! . ان أي عقارٍ من عشرات العقارات التي إستولى عليها الحكيم وحزبه في الجادرية وغيرها ، يستطيع بثمنها شراء مئات آلاف الجُرعات من اللقاح … أما تكلفة مرقد ” شهيد المحراب ” في النجف والمؤسسات العائدة لهُ ، فأنها تكفي لشراء أحسن أنواع اللقاحات للعراق كله وللجارة إيران أيضاً ! .
لا أدري هل أن الحكيم حين حضر الى أقليم كردستان قبل أيام ، لإحياء مناسبة يوم الشهيد العراقي ، قد جلبَ معهُ ( 1267 ) جُرعة لُقاح ، وهي تُشكل حصة الأقليم أي 12.67% من العشرة آلاف لُقاح ؟ أم أنهُ ينتظر تصويت مجلس النواب على الميزانية ؟!
لُقاح طحنون
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا