سعد الحجي
-1-
لو أنكِ
غبتِ الليلةَ عن رَكب جنوني
لاغتمّ الليلُ
وطفقَ يكْظمُ فقْدَ القمرِ الفضيّ
وعطرِ ملكةِ الشبّويِ*
ويبدي للركبِ بَلادةَ أنَ الشمسَ ستشرقُ ثانيةً
أو
إنّ الصبحَ إذا انبلجَ يُذمُّ سُرىً!
-2-
لو أنكِ
جئتِ الليلةَ في رَكبِ سخاءْ
ونثرتِ بذارَ هباتكِ في أرضي
زهواً
لاخْضَلّ نداءْ
يهلّلُ ترحيباً
وفمي يُطبقُ صمتاً
وجروحي صامتةٌ وتنزّ ضياءْ!
فعجبتُ
لهذا المتهلّلِ إني منهُ بَراءْ
(مِن أينَ أتى ؟ )
ويعودُ الصوتُ يرحّبُ…
قلتُ: (كفى.. سأغضُّ القلبَ
فإني مستغنٍ
أما أنتَ فمحضُ رياءْ)…
-3-
قلبٌ يغمضُ إغضاءً ويجادلُ:
أمّا ما كان من الزهوِ قليلاً
فهو إكليلُ الملكاتْ..
وأمّا ما فوق الإكليلِ وما ضاعَ عبيراً
فهو الصدقُ.. وما كنّا نبغي.. فالصدُّ فَواتْ..
وأما ما فوق الصدقِ فطيبةُ أرضٍ أنتَ عشقتَ كرامتَها
وتنشّقتَ نقاوتَها
فاخترْ بين حياةٍ ومَواتْ..
————————————
(*) الشبّوي هي التسمية العراقية لنبتة ملكة الليل (شجرة الكولونيا).