فرضت، وتفرض الظروف علينا في مركز “الجواهري” ببراغ، بين الحين والحين، ان نضطر للتنويه والايضاح مرة ، و للتصدي والرد على التزوير والتطاولات مرة أخرى، وبين هذه وتلك، مرارات ومرارات نغص بها ، دون إيما ” ذنوب ” تستحق ذلك ، سوى لأننا “رهن مجتمع، يخشى اللصوص فيذبح االعسسا “.. وحسب.
… نقول ذلك وأمامنا أخيراً وقائع وحالات تجاوز عديدة، تارة تحت لافتة حقوق “النقد” و”الانتقاد” وثانية بلبوسات “حرية الرأي والتعبير”… وقد أحاق بنا كل ذلك ، ويحيق ، بعيداً عن الأدب والثقافة، والأدباء والمثقفين، ولا حتى انصافهم واشباههم … وإذ يطول العدّ والتعداد، ويعرض، هاكم بعض أمثلة ليس إلا، توجز الكثير عما نريد االتنويه اليه:
.. فذلك ينتقص من مكانة الجواهري الكبير ” لعلاقات الملوك والرؤساء معه او علاقته بهم”.. وآخر ينتقد الشاعر الرمز ” لاغترابه عن الوطن ،مما حال دون من معايشة المحنة الحقيقية، مثل الاخرين “… وثالث يشكك في ابداع الجواهري لأنه ” متقلب الرؤى، إذ كتب عن مآثر الامام الحسين، وعن معركة ستالينغراد ، ثم قصيدة “جربيني” الغزلية، ولذلك فهو غير ثابت المواقف” … أما الرابع فيريد التأكد من “جنسية ” الجواهري العراقية ، وخامس عن حقيقة عشقه اللامتناهي للحياة والجمال والنساء … وعلى ذلكم النحو يستمر المنوال البائس، فيشتم أحدهم مركز الجواهري ، لانه لم يركز في توثيقاته على “ثورية ” الشاعر العظيم، واخر يعربد لان المركز لم يستضفهُ حين مر ببراغ، ورديف يتخرص – بلا حياء – عن “مواردنا” المالية ، وغيره يريد المركز – الثقافي – ان يخوض صراعاً “طبقياً” وإلا فهو ، والقائمون عليه ، لا يستحقون التقدير … وهكذا “ابتلى”الجواهري العظيم بمثل اولئك من ابناء جلدته ، أميين وحاسدين وشتامين وغيرهم … وقد أصابنا رذاذ من ذلك “البلاء” الذي ينشره ويغذيه جمع لا يؤمن بحكمة ” رحم الله امرؤ عرف قدر نفسه ” بل ويعاديها بلا حدود … فضلاً عن ان كثيراً من أولئك ، وهؤلاء ، ليسوا من “الهاشميين” الذين عناهم “دعبل الخزاعي” في قصيدته النونية االمعروفة.
ومن الحالات الأخيرة “كتابة – شخبطة ” اختلط بها الحابل بالنابل، تقدم فيها المضاف إليه على المضاف، واصبح منصوبها مجروراً، ومجزومها مرفوعا. وهي ، كما عبر احد المخضرمين الذين سبروا السياسة والثقافة وما بينهما : خلاصة ” متابعةٍ ” و “رصدٍ” امينين ، لنشاطات وكتابات مركز الجواهري، وشقيقته، مؤسسة “بابيلون” للاعلام، ولأعوام تمتد لأكثر من عشرين عاماً… كما وقد دُسَّ بكل عناية في تلكم “الكتابة” السمّّ بالعسل، دعوا عنكم الافتراءات والمزاعم المستندة الى السماع وحسب… ويبدو ان من اهم الاهداف المتوخاة عن عمد ، محاولة استعداء حزب عريق، لأنا لم نورد اسمه صراحة في اخر مساهماتنا التوثيقية، والتاريخية التي تجاوزت المئة والعشرين، عن الجواهري الكبير.. ومما زاد من شكوكنا حول أغراض “الكتابة” اياها هو ان للحزب المناضل ذاته، قيادييه وممثليه وناطقين باسمه.. ولا ندري لماذا، وبأية صفة ، يكتب اخرون بالنيابة عنهم … وعسانا ان نصل للحقيقة في وقت لاحق .
وعلى أية حال فلن نزيد في التفاصيل،وسنبتعد عن الصغائر التي يريدون ان يعلوا بها ، ولن نُفرح أحداً من المتطاولين أو مشجعيهم او اضرابهم، بأن نشير لاسمه ، وان كان ثمة آخرون “ملثمون” اصلاً ، يخجلون حتى من تسجيل اسمائهم على ما يكتبون وينشرون، أو يحرضون… ويقيناً ان ما نتحدث عنه لا يمس لا من بعيد ، ولا من قريب : الاجلاء من اصحاب اليراع النبيل، الذين لا يدعون الخصام يجوز حداً “بحيث يروح رخصاً وابتذالا “… فأولئكم أجلّ ، وأنزه من يربح “القتال” ويفوز بالنزال ، بآرائهم المبدئية وبنقدهم الجريء المخلص ، وتوضيحاتهم وتعقيباتهم الموضوعية، والتنويرية ، والتي حرضنا – ونحرض – للاسزادة منها باستمرار بهدف الافادة والاستفادة، المشتركة…
وفي هذا السياق لا غيره، كم من المرات دعونا، ولم نبرح ندعوا ، الى ان لا تكون مواقع الانترنيت، والصحف، وسواها مرتعاً خصباً لاولئك النافخين في نار البغضاء، المدفوعين بالذاتية المقيتة، والعداوات الجاهلية ، من المناضلين ” الجدد ” وغيرهم … ولكي لا تغدو تلكم المنابر وسائل اعلام “سيارة” تبحث عن الانتشار الرخيص، وخاصة في العراق الجديد الذي راحت الأفكار والعقول الخبيثة، قبل الأيادي والأجساد تعبث فيه ، وتنخر بخبث مقيت في كل تراثه وارثه العريقين ، و في جميع الاتجاهات.
أخيراً، نتجاوز هنا، مترفعين وليس لأية أسباب أخرى، كل تجاوزات المسيئين التي تحاول أن تطالنا، ونكتفي بان نجمل الرد عليهم ببيتين من قصيدة للجواهري ذاته، ومتباهين (ولم لا) بلسان حال، وواقع يقول:
وما انا طالب مالاً لأني ، هنالك تارك مالاً وآلا …
ولا جاهاً ، فعندي منه ارث ، تليد لا كجاههم انتحالا …
مع تحيات مركز الجواهري في براغ
لمَ كل هذا اللغو والرياء عن الجواهري الخالد ؟؟
اترك تعليقا