أمجد الحريزي
بوش ، أوباما، ترامب وجوه الرأسمالية القبيحة !!
خميني ، خامنئي ، سليماني وجوه المصالح الإيرانية !!
الأحزاب العراقية اذرع لكل تلك الوجوه !!
داعش ، الميليشيات المسلحة ، نتاج متوحش لصراع الأجنحة العميلة في العراق !!
( لمحةُ سريعة عن الصراع الأميركي الايراني داخل العراق )
بين إيران و أميركا … العراق يبحث عن الخلاص !
______________________________________________
بدءا .. سوف ان لن أتكلم بالتفاصيل ، و ساكتفي بسرد أهم الأحداث التي تبين طبيعة الصراع، و خسارة العراق و شعبه في كل مرة للكثير من طاقاته البشرية و الاقتصادية نتيجة الدخول في هذا الصراع .
فمنذ عام ١٩٦٣ و تحديدا في انقلاب شباط، المخطط له من قبل إدارة المخابرات الأميركية – البريطانية ، لإنهاء حكم عبد الكريم قاسم ، المحمي شعبيا من قبل الطبقة الشيوعية الفاعلة في تلك الفترة ، و المدعوم جزئيا من قبل الاتحاد السوفيتي السابق .
الصراع الغربي – السوفيتي أدى إلى نشوب الانقلابات في المنطقة ، و إحدى نتاجات تلك الصراعات ، انقلاب شباط عام ١٩٦٣ في بغداد .
هذا الانقلاب ، كان الخطوة الأولى لإعداد قادة ينتمون إلى مشروع موازٍ للمشروع السوفياتي ، لكنه غير متفق او ملتق معه . كانت هذه البداية التي مهدت الطريق لزعزعة الدعم الشعبي للحركة الشيوعية في البلاد ، و بدء سحب البساط من تحت الاتحاد السوفيتي و بدء مسلسل خسارته لاوراقه في المنطقة.
و في خضم ذلك ، انتجت المخابرات الأميركية ، رجلها الحقيقي في الشرق الأوسط ، بصورة غير مباشرة . او قد تكون مباشرة .
سيطر على الحكم رجل المخابرات الأميركية ، صدام التكريتي عام ١٩٧٩ ، و بمساعدة حقيقية من قبل المخابرات الغربية و أهمها المخابرات الأميركية.
كانت اول أوراق الضغط في المنطقة ، هي ورقة الضغط على المد الشيوعي بالتدريج عبر استدراج قادته و تشكيلاته الى جبهة يسارية ، تعمل تحت عنوان العدو المشترك، الرجعية الدينية !!
لكن القضية ، انقلبت بعد كشف كل أوراق الشيوعيين و إنهاء دعمهم الشعبي ، ليسحقهم، رجل المخابرات الأميركية، سحقا كاملا ، لن يعودوا بعده قادرين على الرد .
و هذا ما حدث فعلا .
الان من مصلحة أميركا، السيطرة على الخليج ، عبر بوابة الأمن غير المستقر ، و ضرورة الحماية العسكرية.
خلقت الولايات المتحدة الأمريكية ، عدوها الافتراضي الاول ، إلا و هي إيران، عبر حكاية تهديد امن الأمة العربية و محاولة السيطرة على مقدراتها .
هنا حتما ، كان صاحب الموقف هو الحليف الأول في منطقة الشرق العربي ، العراق متمثلا برئيسه، رجل المخابرات الأميركية في المنطقة و منفذ أجندتها ” بلا دراية منه -غباء- ، بدراية منه – عمالة -.
دخل العراق في حرب طويلة ، مع دولة فتية ، تدعمها قوة شعبية عملاقة، مؤمنة بخطها الفلسفي الجديد !!
في هذه الحرب ، دعمت أميركا العراق عسكريا و إعلاميا بشكل يفوق كل التصورات ، و أعطت للعالم صورة مهولة عن حجم التراسنة العسكرية التي يتملكها حليفهم في المنطقة ، و كانت الحقيقة غير ذلك تماما .
كما أن كل ذلك الدعم ، كان من أموال العراق و على حساب أرواح شعبه و مصيره و مستقبله .
انهكت الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الحرب كلا من الطرفين، بخطوة ماكرة و معدة مسبقا .
فخرج منها العراق، ضعيفا ، منهكا، تملأ اراضيه صور الشهداء ” القتلى حاليا كما يحلو للبعض ان يصفهم ” و بقوة عسكرية ، ورقية !!
كذلك ، إيران، فقد كان حالها ليس بأفضل من حال العراق !
المخابرات الأميركية ، هنا حققت الهدف الرئيس من الحرب التي لم يكن لا للعراق و لا لأيران فيها ناقة و لا جمل !!
فكانت الخطوة الثانية ، بخلق اول نزاع خليجي – عراقي ( عربي- عربي ) عبر التلاعب بأسواق النفط ….
أميركا، ادعت وقوفها بجانب الحياد ، للطرفين .
لكنها كانت تؤمن بأهمية إنهاء الوجود العسكري لعميلها السابق صدام التكريتي و خلق حالة جديدة تصب في الجيب الأميركي بشكل أكثر وضوحا ً !
تم هنا ، دفع العراق عبر قياداته العميلة تارة و الغبية تارة أخرى ، بارتكاب حماقة التدخل العسكري في الكويت و السعودية .
تلك الخطوة ، التي أدخلت قوات المارينز بعدد مهول إلى منطقة الخليج ، و بنوا من خلالها اكبر قواعدهم و استخدموا أخطر تراساناتهم العسكرية .
حقق العراق ، هدف الولايات المتحدة الأمريكية ، فجاءت النتائج الان واضحة، جلية !!
رجع الجيش العراقي ، من هذه المغامرة ، مكسورا ، تلاحقه قوات التحالف الغربي بكل ما تمتلك من قدرة عسكرية و تكنولوجية، في الوقت الذي كان الجندي العراق يركض حافيا في الصحراء ، طلبا للنجاة من رحى الحرب ، التي لا يعرف لماذا بدأت و كيف انتهت !!
كانت حصة العراق من الدرس الأميركي ، حصارا اقتصاديا و عسكريا و اجتماعيا دوليا، بأشد العقوبات الدولية ، التي يمكن أن تطبق على بلاد ما !!
اي ان الولايات المتحدة الأمريكية ، لم ترد تغيير نظام الحكم في بغداد ، لأنها لازالت تعلم أن وجود مثل هكذا مخبول و متهور و عميل سابق في سدة السلطة مهم لها !
المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، نفذ العقوبات بحق الشعب !!
في عام ١٩٩١ قامت الانتفاضة مباشرة ضد نظام الحكم في العراق، و كان المحرك هنا في بعض مفاصله ، ايرانيا .
لذلك فتحت الولايات المتحدة الأمريكية ، للنظام الجو ، لينهي الانتفاضة و ليضمن بقاءه في سدة السلطة بدعم اميركي مرة أخرى !!
الشعب عوقب من قبل المجتمع الدولي ، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى . حيث قتل الآلاف و عذب مئات الآلاف و غيب في السجون اضعاف هذا العدد ، و لم يحرك العالم طرفا لردع الموت المجاني للعراقيين !
القضية لم تكن تخص، إيران فحسب ، بل كانت الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن تفكيك تام لهذه الدولة و انهاك فعلي لكل القدرات الاقتصادية و السياسية و العسكرية ، و خلق حالة من الخضوع لدخول القوات الأجنبية بلا ردة فعل !!
حصدت أميركا في هذه الفترة ، بضربات جوية كل مفاصل الاقتصاد العراقي ، مع تدمير كامل للبنية التحتية للبلد .
هذا اضافة الى الحصار الاقتصادي ، الذي حطم النسيج الاجتماعي و خلق حالة من العوز و الفقر لم تمر على العراق و العراقيين سابقا .
تركت أميركا العراق يغرق بمساعدتها لنظام متهالك، حيث تحول البلد إلى معسكر كبير ، و سجن لا يمكن أن تمارس داخله أبسط حقوق الحيوان ، ليس الإنسان فحسب !!
ثم بعد ذلك ، جاءت بتراسانتها العسكرية ، لتهدد العراق المنهك و المفكك و الضعيف ، بكل ما تملك من قوة .
ففي عام ٢٠٠٣ استعرضت الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها ، القوة العسكرية ، امام بلد ٍ لم يقاوم في الواقع مقاومة تستحق كل هذا السحق بأنواع القنابل و الصواريخ !!
استهدفت خلالها قوات الاحتلال ، كل مفاصل الحياة و الاقتصاد و تعمدت بعد دخولها بريا ، استباحة كل المصانع و سرقتها او المساعدة على سرقتها .
إضافة إلى التدمير المقصود ، للارث الحضاري العراقي و سرقته و العبث بمقتنيات العراق من حضاراته السابقة !!
لتقدم بعد ذلك، وجهها الحقيقي ، المتمثل بعملائها الاذلاء ، الذين لم يقدموا للعراق سوى الخراب و الفساد و الدمار !
أميركا تقاسمت العراق مع شركائها ، و كانت إيران إحدى هذه الدول التي تم التوافق حول حصتها !!
الولايات المتحدة الأمريكية ، خلقت حالة الفوضى لتبقى متنعمة بخيرات السيطرة المطلقة على منابع النفط في الشرق الأوسط !!
أميركا و إيران تصارعوا، طويلا في العراق و هم من أنتج كل هذا الخراب ، و هم من دعم هذه القيادات الفاسدة منذ عام ٢٠٠٣ و حتى يومنا هذا !!
أميركا الان …
و بعد مضي ١٦ عاما على تقاسم المصالح مع إيران ، و بعد الشد و الجذب، تريد أن تتفرد بالسيطرة على وليمة العراق و المنطقة الدسمة، مستغلة الانتفاضة ضد التدخل الإيراني في هذه المناطق ، و وجود مد شعبي مناهض للمد الإيراني و الديني .
الشعوب تطالب بالحرية و الكرامة و تحلم ان تصنع لها اوطانا حقيقية !!
الولايات المتحدة الأمريكية ، و إيران ليس بصالحهم هذه الثورات و التغيرات الجذرية في المنطقة .
إيران ترد بميليشياتها و أميركا ترد بشكل آخر !!
اول الخاسرين، إيران و اذرعها بالمنطقة ، لان الشعوب قد انهكتها و اتعبتها الطائفية.
فهي الان في وضع دفاعي و هجومي في ان واحد .
أميركا تستغل لتنفذ باقي الأجندة كما هو مخطط لها ، وتبدأ بضرب مصالح إيران بوضوح و قوة !!
نشبت ، المعركة بين الطرفين !!
الخاسر هو الشعب…
فكان آخر ما تحدث به ترامب، الوجه القبيح للرأسمالية :
(( إنه سيطبق عقوبات اقتصادية على العراق لا تشكل ، مقارنة به العقوبات على إيران شيئا ، وأن على العراق دفع كلف بناء القواعد العسكرية الأميركية ، و انه سيندم ندما شديدا !!!))
اي ان هذا التصريح ، يعيد للاذهان ، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعاقب السلطات إنما تعاقب الشعوب و تدخلهم في متاهات فوضتها الخلاقة ” كما تدعي ” !!
أميركا و إيران و السعودية و تركيا و كل من يحاول السيطرة على العراق و فرض إرادته على العراقيين، ما هو إلا وجه للشيطان الحقيقي الكامن خلف قناع مقدس تارة ، و موهم بحلم الحرية و الانفجار الاقتصادي الكاذب تارة أخرى!!
.
.
.
إيران ليست المهدي بعدالته المزعومة !!
أميركا لن تهبكم الحرية و الازدهار الاقتصادي المزعوم !!
السعودية لن تكون يوما شريكا لعروبتكم !!
إسرائيل لن تقف مع اكرادكم او مسيحييكم !!
كفاكم تخبطا …
و اعلنوها عراقية رافيدينة من ساحات الثورة ، أن العراق للعراقيين فقط .
و ان كل من يحترم العراق و شعبه صديق .
العراق يتجه صوب الهاوية مرة أخرى يا اخوتي و اخواتي ، انقذوا العراق !!