لماذا سلَّم الجنرال عزيز عقراوي نفسه للسلطات العراقية !؟
بقلم / الدكتور كرمانج گوندي / أستاذ جامعي كردي مقيم في الولايات المتحدة
ترجمة / مير عقراوي
بطاقة شخصية : ولد عزيز عقراوي عام 1924 في مدينة عقرة ، في عام 1943 أتم دراسته الثانوية ، ثم بعدها إلتحق بالكلية العسكرية وتخرج منها ، وأصبح فيما بعد ضابطاً نشطاً وذا فاعلية في الجيش العراقي . في عام 1954 تم قبوله في كلية الأركان العراقية وتخرج منها وحاز على درجة الركن العسكرية ، مضافاً إجتيازه ومشاركته في عدة دورات عسكرية مختلفة عليا في الإتحاد السوفييتي السابق وبريطانيا .
في عام 1962 إتصل الجنرال عزيز بالثورة الكردية التي كانت لدى الشعب ثورة وطنية . بعد إنشقاق جناح المكتب السياسي عام 1964 أصبح عقراوي عضواً في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني ، وكان في منصبه هذا حتى عام 1973 ، حيث فجأة إنتشرت أخبار بأن عزيز عقراوي ترك صفوف الثورة وسلَّم نفسه للسلطات العراقية . بعدها بدأت الماكنة الإعلامية للحزب الديمقراطي الكردستاني بالهجوم الشامل والشرس عليه ونعته بالخائن . طبعاً بإزاء هجمات الحزب الديمقراطي الكردستاني عليه إنتشرت عدة حقائق بين الناس التي كانت وراء إقدام عزيزعقراوي على خطوة كهذه ! .
بإيجاز ينبغي القول بأن هذه العائلة قيَّمت كل شيءٍ ، حتى طريقة تعاملهم مع قيادات ثورة أيلول بمقياس الذهنية العشائرية وعرفها .إذ كيف لمسعود بارزاني الذي لا يحمل سوى مؤهل السادس الإبتدائي أن يُقلِّل من أهمية عزيزعقراوي وأمثاله للثورة ، وكيف لمسعود الذي كان يومها في مقتبل شبابه أن يصبح عضواً في المكتب السياسي لولا والده للحزب الديمقراطي الكردستاني ، وأن يتصرَّف هكذا تصرُّف مع عزيزعقراوي ، بل الأهم إن عزيزعقراوي هو أيضاً كان – يومها – عضواً في المكتب السياسي ؟
في هذه الحال لم تكن مكانة مسعود بارزاني الحزبية بأهم من مكانة عزيزعقراوي وحسب ، بل إنه كان جنرالاً في الجيش العراقي ، مضافاً الى درجة الركن التي كان يحملها ، ليس هذا فقط ، بل إن المقارنة بينهما تتضح إن مسعود بارزاني هو أميٌّ أمام عزيزعقراوي .
لذا بحسب المقاييس السياسية لم يتمكن مسعود التعامل غير اللائق مع عزيزعقراوي وحسب ، بل مع أيِّ مسؤول للثورة ، لكنه أثبت بتعامله هذا بأن أيَّ شخص حتى إن كان عضواً في المكتب السياسي ، ومهما كان مستوه وإخلاصه للشعب إن فعل أمراً لا ترتضيه العائلة ليس مكان له في كردستان .
الجدير بالتذكير هنا هو : قبل عام ، أي في عام 1972 أقدم مقر البارزاني على قتل كل من : فاخرمحمد آغا ميركَەسوری ، سعید آغا مێركَەسوری ، وهو شقيق فاخر ، ولاوكو الذي كان مقاتلاً لدى فاخر . وفي الليلة التي قتلوا فيها فاخر ذهب مسعود بارزاني بنفسه ورافقه القاتل الى سجن رايات .
ينبغي القول أيضاً بأن فاخر كان يومها من القيادات البارزة للحزب الديمقراطي الكردستاني ، وقد تم قتلهم بقرار من العائلة عام 1975 وقت إعلانها عن إنتهاء الثورة ، حيث تم القتل الجماعي لمحمد آغا ميركَەسوری وأفراد عائلته أيضاً ، وبهذه الطريقة قادت هذه العائلة ثورة أيلول ! .