عدنان شمخي جابر الجعفري
هذا السؤال طالما اثقل ذهني ,وطالما احبطني واحزنني..وكلما وجدت اجابة له اقتنعت اكثر باننا نحن السبب وليس اي شيء اخر,وان مشكلتنا تكمن فينا وفي تخاذلنا وقلة همتنا وبسالتنا في تقتيل بعضنا البعض..بل وعدم رغبة حكامنا في نهوض هذه الامة خوفا من صحوتها وبالتالي عدم اعترافها بهم وبامثالهم حكام لها.
ولو تركنا جانبا عداء الغرب لنا (عدا عداء بعضهم لديننا) والذي كنا نحن سببه بطريقة او باخرى من خلال خلق العداوات غير المدروسة ,ومن خلال عدم فهم طريقة تفكير الغربيين ومن ثم مخاطبتهم بما يفهمون..ومن خلال المهاترات والمناكفات بدون وجود قوة نرتكز اليها.
ولو تركنا التفوق التكنلوجي الغربي علينا والذي كان بسبب ركوننا الى التاريخ بدون العمل للمستقبل ,وبسبب تخريب بعضنا لمنجزات بعض..وذهبنا فقط لما يخص الانسان وتسهيل امور حياته حتى يتضح لنا الخراب الناشب عن قلة همتنا وضعف ارادتنا وطريقة عيشنا والتي تشبه طريقة عيش من انها كل انجازات الحاضر والمستقبل.
ساذكر هنا بعض الامثلة البسيطة جدا لتاخرنا والتي يمكننا معالجتها باسرع واسهل الطرق وبايام معدودات..ان اردنا العمل قليلا من اجل تسهيل حياة شعبنا ودفعهم قليلا نحو التقدم .
مع التنويه ان هذه الامثلة قد مررت بها شخصيا.
1.عندما اردت العمل بالتجارة الالكترونية من اجل توسعة عملي والاستيراد من الصين مباشرة وجدت ان العراق غير مشترك في خدمة ال( باي بال) على الرغم من اشتراك حتى دول افريقية فقيرة جدا في هذه الخدمة..فكنت مجبرا على عدم ذكر اسم العراق في بياناتي بسبب عدم وجوده اصلا في قائمة الدول المستخدمة لهذه الخدمة.
2.عندما اردت ارسال شيء للعراق من خلال اسرع خدمة طرود في العالم وهي ال (دي اج ال) وجدت ان البريد المركزي العراقي لايتعامل بهذه الخدمة, بل ان الطرود تصل من خلال حجي فلان وشيخ علان باغلى الاسعار وباكثر الطرق بدائية..حيث يتم الاتصال هاتفيا بالمستلم وعليه هو الذهاب لاستلام الطرد عكس ماهو موجود في كل دول العالم.
3.وعندما اردت الاتصال بالعراق هاتفيا من خلال خدمة برنامج سكايب,وجدت ان العراق غير مشترك في هذه الخدمة.
4.الاتصال في العراق هو من اغلى الاتصالات في العالم وبكل الطرق(هاتفيا,بريديا,طرود…الخ) مع خدمة لا تستحق تلك الاثمان, ولاتوجد اي تخفيضات تجارية.
5.واذا اردت السفر فلن استخدم الجواز العراقي (مجبرا )مع رغبتي الشديدة باستخدامه,ولكن الجواز العراقي لايعادل الهوية المدنية لمعظم دول العالم في موضوع السفر فضلا عن جوازاتها..فحتى الهوية المدنية لدول الاتحاد السوفيتي السابق اصبحت تسمح لحامليها بدخول عشرات الدول بدون جواز سفر.
بباساطة لو قارنا بين ما تقدمه معظم دول العالم لابنائها من خدمات وحريات داخليا وخارجيا(في كل مجالات الحياة) وبين ما هو مقدم للشعب العراقي لعرفنا ان سبب تاخرنا يكمن فينا وليس في تفوقهم علينا .
واسال حكومتنا العراقية كيف يمكن ان نجلب المستثمرين الى العراق بهذا السوء من الخدمات؟!
فاهم شيء عند المستثمر بعد الامن هو الخدمات وخاصة الاتصالات والمواصلات وكذلك الخدمات الالكترونية التي تسهل عمله.
ما ذكرته اعلاه يمس الاستثمار بشكل مباشر فكل شركات العالم تستخدم تلك الخدمات ولاتفضل الذهاب للدول التي لاتمكنها منها.
وشكرا