عبير حميد مناجد
قصص بعض من اعتنقوا الأسلام من الألمان و وغيرهم ممن التقيتهم في مقابلة. او تحقيق صحفي تثير العجب والاعجاب في آن معا
تثير العجب, لأن احدهم يتكلم عن رحلته سنوات و احيانا عشرات السنين لاكتشاف الحقيقة والبحث عن الخالق. واغلبهم قرأ وتعرف على كل اديان الارض لينتهي به المطاف الى التعرف على الأسلام, ومن ثم اعتناقه عن ثقة وقناعة تامة بأنه دين الحق ,فقد درس وتعرف على باقي الاديان بما يكفي لسنوات وان لأشهر ليدرك.. بانه ليس الا دينا محرفا وغير منطقي
ولا يملك من الأدلة المادية او الحسية ما يكفي لأقناع مريديه وبالتالي ليس له حظ يذكر في اجتذاب انصار او مريدين او عبدة جدد.قالوا لي بمجلهم بأنهم كانت لهم اسئلة لا يجدون لها اجوبة من مثل لماذا ولدنا؟ وكيف وجدنا؟ وماهي الغاية من خلقنا؟ والى اين نحن ذاهبون؟ وهل هناك جنة ونار حقا وما الفرق بين الصالح والطالح من البشر والاعمال ووووو؟ اسئلة يجر بعضها بعضا ولا من جواب واحد يشفي الغليل والنار التي باتت تحرقنا وتنغص علينا طيب العيش الذي نتمتع به .و حين كنا نسأل رجال الدين من اية ديانة كانوا يقفون عاجزين عن تقديم اي تفسير او اجابة مقنعة, او على الاقل تروي ضمأنا الى الحقيقة ولو من بعيد بل احيانا يكونون هم اكثر حيرة منا واعجز حيلة, وهم يحاولون ان يصبرونا على قبول الدين بلا تفكير او طرح اسئلة يطالبوننا ببساطة ان نقبله كما هو, وهذا هو الأيمان المطلق من وجهة نظرهم الا ان العقل البشري الذي حرره الله من كل وصاية او حجر يأبى الا ان يجد خالقه وسبب وجوده وهكذا يكون. فهم يتدرجون بالعلم والمعرفة عن كل الاديان والرسالات السماوية والأرضية لينتهي بهم الأمر بالتعرف عن طريق الصدفة بالأسلام وما اكثر صدف التعرف على الأسلام في الغرب, من خلال القدوة, وحسن السلوك, والحلال والحرام اللذين يتقيد بهما المسلم حيث حل وارتحل, او عن طريق صديق صدوق, يتقي الله بأهل الذمة ويحفظ عهدهم وآماناتهم, كما اوصاه النبي الكريم فيحفظ اموالهم واعراضهم, ويجادلهم بالتي هي احسن, ويبلغ عن دينه ولو آية. او عن طريق قراءتهم للقرآن الكريم الذي يخاطب العقل والادراك قبل ان يلمس القلوب والأرواح ليسمو بها . لقد وجدوا في القرآن والأسلام ضالتهم بعد بحث و لأي وجهد جهيد .
اما مايثير الأعجاب في قصصهم هو انهم توصلوا الى الدين الحق رغم ان من يهمهم امر ان لايصلوا اليه. جهدوا ان يضلونهم عنه قدر المستطاع ولو بجعله آخر الأديان التي تتناولهم ايديهم وعقولهم بالبحث والتفكر و بأضعف الأيمان. وانهم مشوا عكس التيار فهربوا من اديان تفتح لهم ابواب الدنيا على مصراعيها, وتذلل لهم الطيبات وتحل لهم كل ماتصبو اليه النفوس الى درجة الملل والزهد. الى دين يحلل ويحرم بمقدار ويقف بين العقاب والثواب على حد سواء. ويسن قوانين وشرائع لكل من يدب على الارض من الانسان وحتى النمل والنحل والبعوض, سنن لا تتغير ولا تجور على بعضها البعض. ناهيك عن ملكوت يدور في فلك محسوب بدقة متناهية غايته خدمة البشر والارض والسماء, وكل في كتاب لايضل ولاينسى . وما اثار اعجابي اكثر هو اننا نبادر الى سؤالهم اولا لماذا اعتنقت الاسلام وماهي اللحظة او الموقف او الآية التي استوقفتك وشدتك..بينما يكونون هم منشغلين بمسبب الأسباب ومنزل الآيات, هو من جذب انتباههم واعمل عقولهم بالتفكير وليس الأسباب التي أدت بهم وقادتهم اليه. واعجابي ايضا ان( الله) من علينا بنعمة الأسلام دون ان نبذل جهدا يذكر فقد ولدنا من ابوين مسلمين, وكثير منا لايعرف من دينه الا النزر اليسير , وكفى به, ولكن حين اتحدث مع من اعجبوا بهذا الدين واعتنقوه بعد تيه وضلال شديدين. اسمع كلاما عجبا وكأنني اتعرف على هذا الدين العظيم من جديد, وهذه المرة بلسان اعجمي جميل, يبينون لي النعمة التي يغفلها الكثير من اصحاب هذا الدين الخاتم, وكيف انقذهم الله الى الهدى من الضلال وهم لا يعلمون . والأعجب انهم بعد أول يوم فيه يعملون لخدمته ونشره بين الناس بأحدث الطرق واسهلها وصولا الى غير المسلمين وهم ادرى بهم. بشكل يفوق ما قدمه بعضنا منذ ولادته وحتى مماته ,مهما أمد الله في اعمارهم.( واخجل من نفسي) وانا اسمعهم يتحدثون بحماسة وتأثر شديدين قائلين ماذا (نحن ) فاعلين لخدمة ديننا وتنزيهه مما لحق به من زيف وجور في العصر الحديث يتكلمون بلسان الجماعة وقد انضموا حديثا وحملوا هم دينهم ونصرته, وهم بعد لم يتعلموا نطق الشهادة والاآيات القصيرة نطقا صحيحا . لم يكفهم ابدا ان يكونوا اهتدوا وعلموا دين الحق يهمهم ان يصلوا به الى اكبر قدر من الناس لأنه لهم ايضا الآن يقولون الآن بدأت مهمتنا