– الكاتب: محمد علي سعيد، هو الجمع في المفرد-الأصل من شعب، المولد في البعنة، الإقامة في طمره/عكا. = النكبة
ولد القاص والناقد والباحث والكاتب والمربي والمثقف الموسوعي والانسان الوطني المتواضع والمعطاء: محمد علي أحمد محمود سعيد/ أبو علي، في قرية البعنة/ الجليل الأعلى، (وهي من قرى الشاغور) يوم: 01- 05- 1951، لوالدين أصلهما من قرية شعب/ الجليل الأسفل، ويقيم وعائلته منذ عام 1975، في مدينة طمره/ عكا.
س1: بداية، أهنئك بالسلامة والعافية بعد إجراء عملية القلب المفتوح الفجائية، وثانيا أهنئك بتجاوزك السبعين من العمر، وما زلت ناشطا جدا ومعطاء غزيرا، أتمنى لك العمر العريض والمديد والعيش الهادف والرغيد ودوام العطاء المفيد يا صديقي العزيز: محمد علي سعيد. بنظرة بانورامية الى الوراء، ماذا تقول وبماذا تشعر؟
– الأول من أيار هو عيد العمال العالمي، وهويوم ميلادي عام 1951، وفي هذا العام 2022، أكون قد ودعت منذ نصف سنة تقريبا سبعة عقود/ سبعين عاما من عمري، وأبدأ في العقد الثامن/ في الواحد والسبعين من عمري.
أنظر الى الوراء، واتتبع جميع الخطواتفي كل وجه من وجوه مسيرتي الحياتية: الوطنية والأخلاقية والاجتماعية والسلوكية والأدبية والتعليمية والقيمية والاقتصادية وغيرها، فأرى كل الوجوه ناصعة البياض.فأرضى عن نفسي كثيرا والى حد بعيد، وبكل تواضع.
ولأن لساني في حق نفسي قصير، أكتفي بالقول:إني أنام مرتاح الضمير، والحمد لله”…
ولما أزل أشعر بروح الشباب وسعادة العطاء ومتعة صداقة الكِتابوهو خير الأصحاب.وكما أقول دائما: العمر إحساس وعطاء وليس عدد أعوام وبكاء.
وهذا من فضل ربي ورضاء الوالدين وأسرتي.
ولكن الحقيقة تقول: إن مرضي وعملية القلب المفتوح، أثرت عليّ كثيرا جدا فقيّدت حركتي، ولم أعد أستطيع المشي القليل إلا بمساعدة العكاز والاتكاء على كتف صديق، وأشعر بالتعب كثيرا… ومع ذلك ما زلت ناشطاومشاركا.
س2: البطاقة الشخصية
ج2: الاسم الكامل: محمد علي أحمد محمود سعيد/ والكنية: أبو علي، ولدت في قرية البعنة (من قرى الشاغور: دير الأسد، البعنة، مجد الكروم. في الجليل الأعلى)، يوم: 01- 05- 1951، لوالدين أصلهما من قرية شعب/ الجليل الأسفل.
حاولت أن أحقق أمنية أبي وهي: أن يسكن ويعيش ما تبقى له من عمر ويُدفن في مسقط رأسه في قرية شعب، ولم تتحقق الأمنية، لأننا رفضنا أن نبيع أو نبدل أرضنا الطابو في شعب، ونسكن في قسيمة أرض للغائبين…
وتشاء المصادفة أن أكون وأبي وأمي في حفل زفاف في حي خلة الشريف في قرية طمره/ عكا، اليوم هي مدينة. ونعرف بوجود قطعة أرض ودار للبيع، وهكذا انتقلنا عام 1975، للسكنى في الحي. وهكذا، فأنا شعباوي الأصل، بعناوي المولد، طمراوي المسكن. = معطيات النكبة.
س3: شعب ثم البعنة ثم مدينة طمره، لماذا؟
ج3:شعب قرية تقع في الجليل الأسفل، وهي قرية مناضلة، فقد قاومت عام 1948، وأقام أحد مناضليهامن قادة عز الدين القسام وهو: إبراهيم الشيخ خليل/المشهور بكنيته: أبو اسعاف “حامية شعب/ وضمت الشباب من خارج شعب”، لمقاومة اليهود، وقاومت كثيرا الى أن سقطت، وعندهانزح والدي: علي أحمد محمود سعيد مع أهله وكذلك والدتي: حنيفة أحمد ظاهر أسدي مع أهلها، وغيرهم من أهالي شعب نحو الشمال وهدفهم لبنان، (وقد كانا مخطوبين) وحطت العائلتان للاستراحة (مع غيرهما من عائلات شعب وميعار والبروة) في قرية البعنة.
عرف بالأمر المناضل القسامي: إبراهيم حنا الياس (وكان قائد فصيل في ثورة عز الدين القسام، وقد ربطته علاقة قوية مع عمي محمد الذي استشهد في الثورة في منطقة المثلث)، بحث عن عائلة أبي مع ابنه الشاعر الوطني: حنا إبراهيم، حتى التقيا بهم، اقترح الشاعر حنا على أبي الزواج (وكان أبي متسللا،مغضوباعليه، مطارداومطلوبا للسلطة، لأنه كان من أشداء حامية شعب بقيادة: إبراهيم الشيخ خليل/ أبو إسعاف). وتزوج أبي وأنجب بطريقة استثنائية.
س 4: حدثنا عن قصة زواج الوالد، فقد شوّقتنا، فهي غريبة الطقوس.
ج4:فكرة الزواج بهذه الطريقة اقترحها الشاعرالمناضل حنا إبراهيم على أبي ليساعده في جمع شمله مع أهله، وكان العرس غريبا ومثيرا في طريقته: حفلة للعروس والعريس مختبئ في الجبل، والجيش / البوليس يحاصر العرس والشباب الوطنيون يراقبون… وهكذا تزوج أبي عام 1950، (كيف دخل على عروسه، لا أعرف، اين كان يلتقي بها، لا أعرف.. ولكني أعرف أننا وُلدنا (أنا وتوفيق ووفيق) مهربين.أعطى الشاعر حنا إبراهيم أوراق الزواج موقعة من أعيان البلد شهودا، ولم يكن الحكم لصالح والدي، وبقي متسللا (بين لبنان والجليل) حتى عام 1962، حيث عاد ضمن قانون “جمع شمل العائلات”، في قصة مثيرة وجريئة وتعكس قوة شخصية أمي، رحمها الله.
في عصر أحد الأيام، تفاجأتُببحر من الناس يتوجه نحو بيتنا (البراكية من الصفيح) وهم يرقصون ويغنون ويزغردون ويصحجون، ويحملون رجلا وبعض الحقائب. توقفت عن اللعب للتمتع بما أشاهد، دار صف السحجة حول البراكية أكثر من مرة، شرب الناس الشراب وأكلوا الحلاوة، واسمع عبارات متقطعة: (مبروك يا أم محمد، الحمد لله على رجعة جوزك للبيت، ويارب رجعة كل الغائبين و…). لم أكن أعرف أن هذا الرجل هو والدي. وفي المساء المتأخر، عرفت، احتضنني وأخوتي وقبلنا وبكى وألبس كل منا بدلة عريس، أحضرها معه من لبنان.
س 5: بماذا عمل الوالد بعد عودته؟
ج5: قبل عام النكبة 1948، عمل في فلاحة أرضه ورعاية بقرات ومواشي العائلة، ثم التحق بحامية شعب، (محتذيا بشقيقه محمد مع القسام) وكان من رجالها الاشداء، ومن المقربين لأبو إسعاف. ثم عاش متسللا من لبنان الى الجليل ذهابا وإيابا، وفي لبنان عمل في الفلاحة أجيرا، وبعد عودته الى البلاد. رفض أن يعمل في المدينة مع اليهود أو عندهم، وما كان من حنا إبراهيم إلا أن اقترح عليه أن يعمل معه حجّارا (في المقالع/ المحاجر في منطقة مدينة كرميئيل حاليا)، وافق أبي وبقي يعمل حجارا حتى التقاعد. وفي عام 2004، وفي مدينة طمره، توفي بأجله المحتوم، عن عمر ناهز الثمانين، ولكن ذكراه الوطنية والدينية ستبقى وتدوم. رحمه الله وطيب ثراه وجعل الجنة مثواه، وباقية هي ذكراه، إن شاء الله.
س5:قليلا عن الحالة الاجتماعية:
ج5:أنا الابن البكر لأسرة تتألف من 13 نفرا (الوالدان و6 أبناء و5 بنات) مستورة الحال، نحن عائلة وحيدة في البلاد، فلا يوجد لنا أقارب بيولوجيون من الحلقة الأولى أو الثانية، فكلهم في الشتات (الجد العم والعمة، الخال والخالة.. وكذلك نسلهم). مثلا،أبناء عمي يعيشون في الأمارات وعُمان أسكن وكل عائلتي من الوالدين وأشقائي وشقيقاتي في طمره، منذ 1975. في عام 1978 تزوجت من المربية: وفيقة محمد توفيق حسن الحاج طه حجازي، وأنجبنا خمسة أبناء وهم: علي، علا، عرين، عبير، وعروب.. تعلموا أكاديميا وتزوجوا ويسكنون في طمره، وحياتهم سعيدة، ولي منهم/ن 15حفيدا وحفيدة حتى الآن، والحمد لله.
س6: يشهد لك الجميع بسعة المعرفة ودقتها، فما هو تحصيلك العلمي ؟
ج6:أعتز أني خريج مدرسة المطالعةالواعية للفهم والمُراجعة المانعة للنسيان. وهكذا أنا منذ المرحلة الابتدائية وحتى يومنا هذا، مثلا: كنت أراجع في الشهر الأخير من العطلة المدرسية جميع مقررات السنة السابقة، وكذلك من حين الى آخر أراجع ما قرأته من قبل وأضع أسطرا تحت الجمل المفتاحية في النص، كما وكنت أصور فهارس الكتب وخاصة: النقد الأدبي، التربية وعلم النفس، وأصنفها في ملفات كي اعود اليها واهتدي بسرعة الى ما أريد، وكذلك كنت قبل عالم الانترنت اقص المقالات من الجرائد وأصنفها حسب مواضيح.
وأما على المستوى الرسمي، فإنني أنهيت المرحلة الابتدائية في قرية البعنة والثانوية في مدرسة “يني يني” في كفرياسيف، عام 1969، ثم التحقت بدار المعلمين العربية في حيفا (اليوم: كلية) وتخرجت معلما مؤهلا للغة العربية عام 1974، وعدت وتعلمت سنة وتخرجت معلما كبيرا عام 1986، وأثناء عملي في التعليم التحقت بجامعة حيفا عام 1990 وحصلت على اللقب الأول عام 1994، في موضوعي: التربية مساق مناهج واللغة العربية وآدابها مساق اللسانيات، وتابعت دراستي وحصلت على اللقب الثاني/ الماجستير في التربية/ مساق مناهج وأساليب تدريس عام 1998،ودرست سنتين في كلية أورانيم التابعة لجامعة حيفا موضوع ” إعداد مديرين للمدارس” عام 2000. ناهيك عن العديد من دورات الاستكمال الأكاديمي.
س7: هل تذكر بعض الكتب التي قرأتها في المرحلة الابتدائية؟.
ج7: كنت في الصف الخامس يوم قرأت أول كتاب، وعنوانه: “حي بن يقظان”، واستمررت أقرأ بنهم ولما أزل أعيش هذا النهم واتمتع به جدا جدا وجدا. قبل انهاء الصف الثامن قرأت عشرات الكتب ومنها: الأرض، من هنا نبدأ، الحي اللاتيني، المعذبون في الأرض، يوميات نائب في الأرياف، في بيتنا رجل، الأيام، كي لا تحرثوا في البحر، أيام معه، النظارة السوداء، روايات جورجي زيدان، وغيرها (وحتى لا تذهب عزيزي القارئ بعيدا، كنت أحصل على هذه الكتب من خالي: محمد احمد ظاهر أسدي، وكان مثقفا ويعمل مرشدا في الكيبوتس، يعطيني الكتاب وبعد أسبوع يناقشني فيه، وكذلك لا أنسى فضل استاذي وصديقي المرحوم الكاتب المربي: أحمد سليم درويش (وهو الأخ الأكبر للشاعر محمود) الذي علمني اللغة العربية من السادس الى الثامن، وأثر فيّ كثيرا. وحاليا، أنا أقرأ أو أكتب يوميا أكثر من عشر ساعات وفي أكثر من كتاب في آن واحد.
س8: حدثنا عن مكتبتك الشخصية الضخمة ودورها.
ج8: كنت أسافر الى عكا أو الناصرة (بالباص)، أضع أجرة السفر جانبا، واشتري بالباقي كتبا وأعود الى البيت جائعا، وما زلت هكذا (ولكني اليوم لا أعود جائعا ولا أسافر في الباص)، وعندما كان المحاضر يشير الى مقالة معينة في كتاب ما، كنت أشتري الكتاب.
وحاليا فإن مكتبتي الشخصية فيها أكثر من عشرة آلاف كتاب، واعتقد أنها من الأكبر في الوسط العربي المحلي، وأعتز بعشرات الطلاب في المعاهد العليا ومن كل البلاد الذين يزورون المكتبة لاستعارة الكتب والاسترشاد.
أعتز أن مكتبتي أصبحت ومنذ زمن بعيد مكتبة قطرية معروفة يرتادها العشرات من طالبي العلم (بلغ عددهم أكثر من 1500.) لاستعارة الكتب وأقوم بتوجيههم ومساعدتهم في وظائفهم الأكاديمية أو للألقاب الجامعية، وأعتز أكثر وأكثر أني أقوم بكل هذا بمتعة ومجانا، ودون أي مقابل (رغم إلحاحهم بدفع ما أطلبه) وأرفض، وكذلك أرفض أن أتقاضي أجرة أي محاضرة أو مساعدة أقدمها لأبناء شعبي. فالعطاء يعطيني السعادة والوطنية كما أفهما هي ما تقدمه مجانا لشعبك من ملموس الأفعال وليس من بلاغة الأقوال… وأنا سعيد بهذا جدا جدا وجدا.
س9:ما المناصب التي أشغلتها في مجال الأدب؟.
ج9:في عام 1972، بادرت وآخرون الى إقامة “رابطة الأقلام الشابة” ومقرها في مكتب السلام في عكا/ الاسوار حاليا، ونشرنا باسم الرابطة.
عملتمتطوعا وبرغبة منذ بداية السبعينات وحتى يومنا هذا 2022، محررا أدبيا في العديد من المجلات الأدبية: مجلة مشاوير عام 1976حتى توقفها، والصادرة عن رابطة الكتاب العرب في إسرائيل برئاسة المرحوم: جورج نجيب خليل، ثم في مجلة الشرق (محررا ورئيس تحرير ومدير تحرير) من عام 1984 حتى توقفها عام 2014، بسبب مرض صاحبها د. محمود العباسي. وفي مجلة الجيل الجديد والإصلاح وأمواج السلام وهي بالعبرية ومواقف، كما وحررت سلسلة كتب “قالت لي الرياحين” لجمعية انسان برئاسة أد. ماجد الحاج وحاليا أعمل محررا في مجلة المرايا حول أدب الأطفال والصادرة عن الكلية الأكاديمية بيت بيرل/ القسم العربي ونائب رئيس تحرير مجلة “شذى الكرمل” الصادرة عن الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين الكرمل- 48، وفي تحرير الموقع النتي: الكرمل 48، وصفحة التواصل للاتحاد الكرمل 48، وكذلك في موقع: كتابنا لصاحبه الكاتب: إبراهيم مالك.
ساهمت في إقامة العديد من الأطر الأدبية: رابطة الكتاب والأدباء في إسرائيل عام 1986، برئاسة المرحوم: فوزي جريس عبد الله (واشغلت منصب السكرتير فيها)، ونقابة الأدباء، وجمعية مركز ثقافة الطفل / الأسوار برئاسة الكاتبة حنان حجازي واتحاد الكتاب الفلسطينيين- حيفا وفيما بعد 48 عام 2010، كما وساهمت كثيرا في إنجاح الوحدة عام 2019 بين الاتحادين ( اتحاد الكتاب 48 واتحاد الكتاب الكرمل)، وإقامة منتدى المتقاعدين في طمره ورئيس لجنة اختيار كلمات الأغاني في مهرجان الأغنية المحلية الذي كان يقام في طمره، وإقامة جمعية ألوان للثقافة والابداع (وأشغل رئيسها الفخري)، وجمعية مسرح الثقافة (وأشغلت منصب السكرتير) وعضو إدارة مؤسسة الأسوار/ عكا منذ تأسيسها وعضو إدارة جمعية السباط للمحافظة على التراث الفلسطيني برئاسة الصديق الباحث: خالد عوض. ولجنة إحياء ذكرى جمال عبد الناصر.
س10: ما المناصب التي أشغلتها في مجال التربية والتعليم:
ج10: عملت منذ عام 1974 – 2005، في مجال التربية والتعليم (معلما للغة العربية ومرشدا قطريا لها، ثم عضو لجنة إعداد مناهج اللغة العربية وخاصة للمرحلة الابتدائية، ومحاضرا ( لفهم المقروء ولفروع اللغة العربية وأساليب تدريسها وبناء امتحاناتها) في الاستكمالات المدرسية للمعلمين في العديد من مراكز تطوير المعلمين في بلادنا، وفي جامعة حيفا وفي كلية أورانيم وكلية المعلمين في سخنين وكلية كى في بئر السبع،كما عملت مرشدا ومحاضرا مع بروفيسور راحل لازروفتش ود. برورية شادل في مشروعهما “التعلم التعاوني في فرق متباينة – ألاش”. كما واشغلت عضو لجنة جامعة تل أبيب في امتحانات بيرلز العالمية.وفي جميع اللجان المهنية المختصة باللغة العربية:
وبقيت معلما للغة العربية في مدرسة البعنة ثم في مدرسة طمره د/خلة الشريف، منذ تخرجي عام 1974 إلى أن خرجت عام 2005، الى التقاعد المبكر لأسباب مرضية. تركت مضطرا المهنة التي فضلتها على غيرها وأحببتها درجة العشق، خرجت الى التقاعد (ومن باب الدعابة، فأنا لست: مُت – وأنت – قاعد- بل أنا حَيْقاعد.)، ولا أجد وقت فراغ، فطوال الوقت أقضيه في القراءة والكتابة ومساعدة الآخرين، ولو تعرفون كم أنا سعيد بهذا. وسعادتي في العطاء.
س 11* مناصب أخرى في مجال التربية والتعليم:
ج 11: بالإضافة الى العمل الرسمي في التعليم والإرشاد، فقد كنتُ عضوا فاعلا جدا في جميع لجان المعارف المتعلقة باللغة العربية تقريبا، ومنها: لجنة إعداد منهاج المرحلة الابتدائية وإعداد الكتب وامتحانات الميتساف/ قياس النجاعة والنمو واختيار كتب المطالعة وامتحانات لواء الشمال وامتحانات المردود برئاسة أد. يوسف باشي والتوجيه للغة العربية والتصور المستقبلي في تعليم اللغة العربية برئاسة اد. محمد أمارة…. ولجنة امتحانات بيرلز العالمية في جامعة تل أبيب… واللجنة الأكاديمية للتعليم التعاوني في جامعة حيفا برئاسة أد. راحل لازروفيتش، والتي اعتز أنها علّمتني في الجامعة وعملت معها في مشروع: ألاش= التعليم التعاوني محاضرا وكبير المرشدين في الوسط العربي، وكثيرة هي التقنيات التعليمية العملية التي نقلتها من طريقة ألاش في التعليم الى الوسط العربي وأصبحت أساسية تقريبا. كما وإني كنت أول معلم يستضيف كاتبا، وكان هذا عام 1977، حين استضفت المرحوم: جورج نجيب خليل وكنت أعلم قصيدته الرائعة “حيفا” واستضفت بعده الكثيرين، وكذلك مبادرتي الممنهجة في تشجيع المطالعة تحت عنوان “الكتاب خير الأصحاب” ومبادرة “التعلم بالمراسلة”، وكل هذا قبل أن يتم إدراجها رسميا في المنهاج.
س12: كل هذه المناصب وأنت انسان وطني، فكيف هذا؟
ج12:أنت تعرفني عن قرب، فلا يقدر أحد أن يزايد عليّفي نظافتي الوطنية أبدا. وكل هذه المناصب هي مناصب مهنية وليست إدارية أبدا، وكفاءاتي التي يشهد لي بها الجميع هي التي أوصلتني اليها، ومن خلالها خدمت شعبي.أنا لست رجل إدارة ابدا، لقد رفضت العديد من المناصب الإدارية التي عُرضت عليّ مثل: مدير المدرسة لمدة عام عندما خرج المدير للاستكمال، نائب مدير في المدرسة التي علمت فيها، وأعلنت الوزارة عن مناقصة لوظيفة مفتش للغة العربية في لواء الشمال وطلب المسؤولون والزملاء وبإلحاح، أن أتقدم للوظيفة، فتقدمت وقبل المقابلة بيومين عرفت من صديقي وقريبي مدير المعارف العربية في حينه المرحوم د. علي أسدي بأن التفتيش سيكون إداريا في الإساس ومن ضمن الوظيفة سيكون التفتيش على اللغة العربية في اللواء، فأرسلت رسالة انسحاب قبل يوم واحد.
س 13. ما هي المحطات السياسية التي مررت بها، ولماذا؟ ج 13. ولدت في قرية البعنة وكان للحزب الشيوعي حضوره الواضح، وفي مقدمته يقف المناضل الوطني الشاعر: حنا إبراهيم (رحمه الله) وقد عرفته منذ صغري وتأثرت به وبأفكاره كغيري، وبقيت كذلك حتى قامت الحركة التقدمية فالتحقت بها وكنت من الأوائل، والسبب بسيط جدا، عندما كبرت ونضجت وعرفت الكثير من مواقف الحزب الشيوعي الإسرائيلي من نكبة شعبنا 1948 وحتى بداية الستينات حزنت كثيرا، ولكن لا حزب آخر يكون بديلا عنه فصوت الوطنيون والقوميون له، وكان لي نقاش دائم حول نوع الصراع، هم يقولون بالصراع الطبقي وأنا وغيري نقول بأن صراعنا قومي، ولو كان طبقيا لوقف اليهود الشرقيون خاصة معنا… ولهذا انتقلت الى الحركة التقدمية بقيادة محمد الميعاري؛ لأنها تقول بالصراع القومي، وأقنعت العديد من الأسماء الوازنة في مجتمعنا بالانضمام الى الحركة (مثل استاذي وصديقي أحمد
درويش وغيره)، وكان شعاري: نحن رديف للجبهة ولسنا بديلا لها… وانتهت الحركة التقدمية وانضم الأكثرية الى حزب التجمع وفيما بعد المشتركة، ولكن الصراع على الكراسي وما لحق التجمع من ظلم، وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير عندما حدث الانشقاق (الموحدة والمشتركة) توقفت عن النشاط السياسي المؤطر، وبقيت في النشاط الوطني التقدمي في خدمة شعبي.
س 14* المؤلفات الأدبية والتعليمية:الإصدارات في مجالي: الأدب والتعليم واللغة
ج 14- أ * الإصدارات في المجال الأدبي:
1- مسافر في القطار. (آراء في جمل)1972. عن مكتب السلام في عكا، (مؤسسة الأسوار حاليا)،
2- كنوز اللغة العربية. (كراستان) 1980. و 1982. (وهما أول إصدار في فقه اللغة، محليا).
3- هدية الأم. (مسرحية). 1983. ( فيها ملحق يختصرها بالإنجليزية)
4 – هل أنا آثمة. (قصص) 1975. (نشرت بعض القصص، ولم تصدر في كتاب مستقل.
5- في انتظار القرار.( قصص قصيرة). 1984. عن مجلة الشرق.
6- قراءات في الأدب المحلي. 1995(في نقد الشعر والقصة والمسرح). مجلة الشرق- شفاعمرو
7- العلم نور. مسرحية باللغة المحكية). 1994. (
8- الخروج من مرج ابن عامر. دراسة مقارنة. 1997. عن الأسوار- عكا
نص الرواية: زكي درويش. والمقارنة مع الشيخ والبحر لآرنست همنجواي.
9- أحمد ومردخاي. قصص. 1997. إصدار مجلة مواقف- الناصرة،
10- احمد ومردخاي.2009 . صدر مترجما للإنجليزية، في نيو يورك- أمريكا
قام بالترجمة د. جمال أسدي من دير الأسد، وأعطاها عنوان “أب وابن”.
واحتوى الكتاب على قصص مختارة للأديب: حنا إبراهيم من قرية البعنة.
Father & Son. 2009 Peter Lang. New York. WashingtonD.C./Baltimore. Bern Frankfurt am Main. Berlin.Brussels. Vienna. Oxford
11- فنجان شاي- قصة للناشئة. 2017. صدرت باللغة الفرنسية.
12- الكتاب خير الأصحاب ومهمات النص. كراسة لتشجيع المطالعة. 2000.
13- هي الأم. مسرحية وملاحق. 2000. إصدار دائرة الثقافة العربية.
14-موسوعة “هي الأم”. 2004. إصدار: مركز الكتاب والعلوم. الرينة..
15- بادرت (كوني محررا في مجلة الشرق) الى تكريم الأدباء المحليين وهم أحياء، وعليه قمت بإعداد وتحرير محاور العديد من الأدباء، ومنهم: اد. جورج قنازع (وكان أول المكرمين) ود. فاروق مواسي ود. بطرس دله ود. محمود عباسي ود. عبد الرحيم الشيخ يوسف وعبدالله عيشان وسعاد قرمان وغيرهم… وكذلك حررت عددا عن الأدب النسائي المحلي (33 أديبة) وللأسف كان العدد الأخير 2014.
16- كتبت أكثر من عشر مقدمات لكتب أصدقائي، ناهيك عن المراجعة والتحرير.
17- معجم الشعراء في فلسطين 48. (من 48 – 2015) 2016، إصدار اتحاد الكتاب الفلسطينيين-48.
18- معجم الوفاء للراحلين من الأدباء من فلسطينيي الداخل- 48, (الذي بين أيدينا).
19- حزازير شعبية وأسئلة خفيفة دم وذكية. 2021.
* المؤلفات الأدبية الناجزة للطباعة أو قيد الإعداد. ومنها:
1-365 فائدة لغوية. (في مراحل إعداده الأخيرة)
2-معجم الإنسان والحيوان والأشياء
3-سنابل من حقول الأدب الشعبي الفلسطيني.
4-إضاءات في الشعر الفلسطيني المحلي-
5-مجموعة قصص قصيرة جدا. (لم أختر لها عنوانا بعد)
6-فنجان شاي. قصة للناشئة.
8-الفرق بيننا نقطة. مقالات وملاحظات في الأدب والمجتمع.
9- إضاءات في اللغة العربية.
10- قالوا في ……. المناسبات المدرسية.
11- طمره عروس الجليل. توثيق.
12- حي خلة الشريف عروس طمره. قصة مكان. توثيق
13- إضاءات في أدب الأطفال الفلسطيني المحلي
14- ؟؟؟؟؟؟؟ وفي البال مشاريع أخرى.
ج 14- ب* الإصدارات في مجال التربية والتعليم:
1- A.B.C كراسة خط للإنجليزية) (بالاشتراك مع المرحوم: محسن شباط من نحف)- دار الجليل- عكا. 1985.
2-قبل القراءة للصف الأول. 1986. (وكانت رائدة في الوسط العربي)
3-سلسلة كتب “فهم المقروء” للصفوف الرابعة والخامسة والسادسة. . 1993 ( مكتبة الشافعي- كفر كنا)
4-سلسلة كتب ” أنا أقرأ أنا أفكر” لجميع صفوف المرحلة الابتدائية. 1989- بالاشتراك مع: د. محمد حبيب الله والأستاذ: نمر خطيب. إصدار: النهضة- الناصرة
5-منهاج اللغة العربية للمرحلة الابتدائية.1989. (عضو اللجنة)
6- منهاج اللغة العربية للمرحلة الابتدائية. 2009..(عضو اللجنة)
6-سلسلة كتب “الرائد” للقراءة في المرحلة الابتدائية. 1992 . (عضو اللجنة )
7-سلسلة كراريس تمارين الرائد للمرحلة الابتدائية. 1993 (عضو اللجنة )
8-مرشد المعلم في تدريس اللغة العربية للصفين: الثاني والثالث. 2000 (عضو اللجنة).
9-المرشد في تدريس اللغة العربية للصفوف: الرابع والخامس والسادس. 2004 (عضو اللجنة).
10- البستان للرابع والخامس. (نصوص أدبية ثنائية اللغة: عربية وعبرية) 2007. بالاشتراك مع: د. محمد أمارة ود. عبد الرحمن مرعي. (تجربة رائدة).
12- دليل كتاب البستان للرابع والخامس. 2007. (نفس الطاقم أعلاه). 13- اللغة العربية والهوية الوطنية. للمرحلة الإعدادية. 2. بالاشتراك مع: أد. محمد أمارة ود. يوسف جبارين/ عضو الكنيست حاليا.
•المؤلفات التعليمية الناجزة للطباعة أو قيد الإعداد.، ومنها:
1- علامات الترقيم الكتابي والرقمي.
2-أتعلم الاملاء لوحدي.
3- المساعد في تبسيط القواعد للمرحلة الابتدائية.
4-تقنيات في زيادة الثروة اللغوية واقتراحات تعليمية عملية، للمرحلة الابتدائية.
5-الكتابة الإبداعية. (اقتراحات عملية للمرحلتين الابتدائية والإعدادية)
6-أساليب حديثة في تعليم اللغة العربية.
7-الكتاب خير الأصحاب. (مبادرة رائدة ممنهجة لتشجيع القراءة في المدارس، طبقتها وأثمرت)
س 15* شهادات التقدير ودروع التكريم:
ج 15-قامت مجلة الشرق بتكريمي وذلك بتخصيص عددين كاملين عن مسيرتي الحياتية والأدبية، الأول عام 1995 والثاني عام 2011، وحصلت على دكتوراة فخرية من جامعة المواهب الثقافية العالمية في كندا ولبنان 2015… وقامت بتكريمي العديد من المؤسسات والجمعيات، ومنها: مؤسسة الأسوار 2007، ومؤسسة شخصية العام الثقافية 2011، وبلدية طمره ومجلس البعنة 2020، ولجنة الأكاديميين في طمره وفي البعنة، وجمعية أنصار الأدب للسلام/ عربية يهودية وجمعية مسرح الثقافة ونادي المتقاعدين في طمره وجمعية ألوان للثقافة والابداع 2020 ونادي القراءة في مجد الكروم 2021، ونلت جائزة مشروع حياة من وزارة الثقافة والرياضة لعام 2021، ومكتب المعارف المهني/ مدير المعارف العربية وآخرون وهيئة القانون والنظام/ درع فلسطين الذهبي برئاسة: سمير الأحمد في السلطة الفلسطينية 2013، والعديد من المدارس ونوادي القراء وأعتذر للآخرين لخيانة الذاكرة، ناهيك عن عشرات شهادات الشكر والتقدير من المدارس التي استضافتني وكنت أرفض أن اتقاضى أجرتي التي استحقها.وبالتداعي كنت أول معلم يستضيف كاتبا في المدرسة (استضفت الشاعر المرحوم جورج نجيب خليل عام 1977، وفيما بعد أصبحت الاستضافة ضمن فعاليات المدرسة غير المنهجية، وللأسف مؤخرا أصبح الكثير منها تجاريا ولتعبئة التقرير)
س 16 * ما الأجناس الأدبية التي تكتب فيها؟ وما أفضل ما كتبت؟
ج 16- بدأت بالشعر في المرحلة الثانوية وتركته، ثم بالقصة القصيرة والقصيرة جدا ولما أزل، ثم بمقالة النقد الأدبي الحديث ولما أزل، ثم بمقالة اللغةوقد كنت أول من أصدر كتابا في فقه اللغة/ اللسانيات باسم “كنوز اللغة العربية” عام 1984، كما وكتبت العديد من المسرحيات بحسب المناسبات وكانت ابرزها مسرحية “هدية الأم” وقد تجسدت في أغلب المدارس في البلاد، وكنت أهديها مجانا لمسرح الثقافة الذي ساهمت في إقامته ورعايته وأشغلت سكرتيره.
أنا كالأب لا أفاضل بين كتبي وقصصي وهذه مثالية لا يصلها أحد، لأنني لست ملاكا. أشير الى ما ترك أثرا حسنا من مؤلفاتي: كتابي الأول لفت انتباه الحركة الأدبية المحلية فقد كان رائدا في بنائه وأسلوبه (أفكار في سطور.. ) وكان بخط يد صديقي الفنان: صبحي سرحان وبرسوماته المعبرة، وكان فعلا جواز سفر ناجح جدا، وبالتداعي أيها الكاتب اهتم كثيرا بكتابك الأول، دعه يثير انطباعا جيدا لدى القراء فهو جواز السفر لمستقبلك الأدبي وإلا ستندم على سرعتك في الإصدار، وإياك أن تنخدع بمجاملات التعليق المنافقة في صفحات التواصل. وقصتي “حياة” (حيث اختبأ علي المحمود الوطني المطارد عند زوجة صديقه وقد كانت تستحم) كانت سببا في ترجمة قصص المجموعة الى الإنجليزية، وقد تطرق اليها العديد من الكتاب والنقاد. وكتابي “كنوز اللغة العربية” فتح شهية القراء للاهتمام بفقه اللغة. وكتبي ” فهم المقروء” ساهمت كثيرا في منهجة الموضوع.
؟؟؟؟؟؟؟؟ * هل تعتبر نفسك نصيرا للمرأة؟ طبعا وبكل تأكيد ويتلخص مطلبي منها: أن تكون كما تريد وليس كما يريد لها الآخرون، ولكن ضمن الثوابت الأخلاقية والعرف الاجتماعي…. وأذكر لك بعض ما قلته في كتابي “مسافر في القطار” عام 1972، ” وموقفي إيجابي منها في قصصي: حياة، الولادة، .
س 17-أوضح لنا قولك:يوجد نقاد ولا يوجد نقد. كيف؟
ج 17-أقول هذا بدون تطرف، والسبب العلاقة الاجتماعية التي تربط جميع الأدباء ببعضهم البعض تقريبا، هذه العلاقة تجعل الناقد الجيد يميل (وليس الاستعراضي الانطباعي) الى الكتابة المجامِلة (وبعضها لدرجة المنافِقة) ناهيك، أن أكثر الكتاب يصرحون بأنهم يرحبون بالنقد الصريح البناء، ويغضبون إذا حدث هذا معهم، لا يرغبون إلا في المدح والثناء. بالإضافة الى ما تعانيه الحركة الأدبية المحلية من ظاهرة الإسهال الأدبي بسبب سهولة النشر وخاصة في المنابر الرقمية/ الشنكبوتية من صفحات تواصل ومنتديات ومواقع والتعليقات المجاملة درجة المغالاة في النفاق؛ مما يخدع الكاتب وينتفخ فيصدق نفسه أنه في مستوى ما يقرأه من تعليقات.
قال صديقي المرحوم: اد. فاروق مواسي: لا أريد أن أخسر صديقا كلما كتبت مقالة فيها قليل من الصراحة، وقال المرحوم الشاعر: نزيه خير: قررت أن أحرق أصابعي وكتب بعض المقالات الصريحة، ثم توقفت وقال: أنا لا أريد أن أحرق يدي. وكتبت شخصيا في صفحة التواصل “الحق والحقيقة فخسرت الصديق والصديقة، فلعنت الساعة التي بدأت فيها أميّز بين الألف والعصا”.
س 18* هل لك أن تشرح لنا بعض المصطلحات الأدبية التي استحدثتها ؟1- الشعثرة: كلمة نحتها من: الشعر + النثر. وتعبر عن النص تتراوح فيه روح الجملة الشعرية بالنثرية.2– العزف على وتر الإبداع: حيث يمتد هذا الوتر من الواقع الحياتي الحرفي الى مدى الخيال، وعليه ينقسم الوتر الى ثلاثة أقسام بالتتابع: مستوى الفهم المباشر وقراءة الحروف أي الواقع الحرفي ويبدأ بالانزياح نحو مستوى الفهم المجاور وقراءة ما بين الحروف ثم مستوى الفهم المغاير وقراءة ما وراء السطور. (لقد استفدت كثيرا من تخصصي في تدريس موضوع فهم المقروء ونظرياته، وتأليف الكتب فيه)، وهذا يلائم كل نص ابداعي كلامي وخاصة للشعر، أو فني. 3– مهمات النص: م= مضمون، هـ= هدف، م= مبنى، أ= أسلوب، ت= تقييم. وهذا ملائم جدا للنص القصصي. 4– الاسهال الأدبي: بسبب سهولة النشر وغياب الرقابة، ازداد الكم الأدبي الضحل جدا والمفسد جدا للذائقة الأدبية. (أنظر فقرة تحمل الاسم نفسه، في هذا الحوار).
5– القصيدة الممنتجة: القصيدة التي يسرق صاحبها عباراتها من هنا وهنا ويرتبها وينشرها، تماما كما المنتجة في التصوير السينمائي أو التلفزيوني.
6– المقالة الجوكرية: يقولون بأن ورقة الجوكر في لعبة الورق (الشدة) تنوب مكان أي ورقة أخرى، (أنا شخصيا لا أعرف أية لعبة بالشدة) وعندما تقرأ كتاب تأبين مثلا تلاحظ أن المضامين والجمل متشابهة في الكتاب وفي كل الكتب، وعليه فكلمات التأبين هذه تصلح لكل ميت (إذا استثنينا الاسم وبعض معطيات التعريف المقتصرة به) وهذه المقالة الجوكرية قد نجدها في أكثر من مجال في النقد الأدبي أو احتفالات التكريم أو التأبين أو التخريج وغيرها.
س 19- * ماذا تقول في: المشهور والمغمور من الأدباء.
ج 19- ينقسم الناس الى ثلاثة اقسام من حيث التسويق الإعلامي لأنفسهم.
1- قسم يجيد تسويق نفسه إعلاميا، ويصبح مشهورا واسمه على كل لسان تقريبا (ولو على الصعيد المحلي، على الأقل)، بغض النظر عن قيمته في مجال تسويقه لنفسه.
2- قسم لا يجيد تسويق نفسه إعلاميا، ويبقى مغمورا لا يسمع به إلا القليلون وغالبا من العائلة والمقربين جدا إليه، وأيضا بغض النظر عن قيمته في مجال تسويقه لنفسه.
3- قسم واقعي معتدل، لا يلهث وراء الإعلام كما القسم الأول وفي الوقت نفسه غير مهمل في حق نفسه كثيرا، فهو من حين الى آخر يظهر هنا أو هناك. والأمثلة كثيرة (ولن أذكر أي اسم فهي معروفة للكثيرين تقريبا)،وفي جميع المجالات: الأدبية والفنية والسياسية والوطنية والاجتماعية وغيرها.. وفي الوقت نفسه لا نستطيع أن نتجاهل دور الإعلام في خدمة وتلميع فئة المشهورين وفي تهميش من يستهدفه الإعلام لأسباب في نفس يعقوب. وعندما يصبح المدعوم إعلاميا مشهورا حقا بقيمته في مجاله ويعترف به الجميع تتغير المعادلة، فيصبح الاعلام يركض وراءه ويطلب رضاه ويزمر ويهلل له، ويصبح هو داعما للإعلام. نستنتج كمحصلة حاصل المعادلة التالية:”ليس كل مشهور مهم وليس كل مهم مشهور”.
س 20 * ظاهرة الاستشراف الأدبي، لديك،
ج 20-لقد كتبت عن الممثلة فريال خازن خشيبون، بعد أن شاهدت مسرحية “بوابة راشومون” في بداية السبعينات، بأنها راقصة أكثر منها ممثلة، وهذا ما حدث فعلا لها، فقد أقامت فرقة للرقص باسم “سلمى” وأصبحت راقصة ومدربة رقص معروفة. وفيما يلي ما كتبت ونشرت وأخبرتها فيما بعد “… ولقد لاحظت أن لغة جسمها راقصة أكثر منها ممثلة.. فكثيرا ما تعطي أكثر من حركة جسم لحدث لا يتطلب تلك المرونة… وإن المستقبل أمام هذه الفنانة…”
وقد انتبه لذلك صديقي الشاعر والباحث حنا أبو حنا، عندما قرأ مجموعتي القصصية “أحمد ومردخاي” ليكتب مقدمة لها، كتب ” وتتميز بعض قصصه بظاهرة الاستشراف فقصته ” حكاية الجيران ” كتبها قبل اندلاع الانتفاضة (وانتفضت حجارة الطريق) و” احمد ومردخاي ” كتبها قبل مؤتمر مدريد و”الولادة” كتبها قبل مؤتمر الجزائر وإعلان الدولة الفلسطينية وغيرها.
وفي منتصف الثمانينات، صرحت لأكثر من أديب وناقد أن د. إبراهيم طه هو الناقد الحداثي العلمي بامتياز وهو في نظري: عميد النقد الحديث المحلي، (وحاليا هو من أعلام النقد الأدبي في العالم العربي) وكان تصريحي هذا لا يعجبهم وبمرور الوقت اعترفوا بذلك وصارحوني مستغربين صواب استشرافي هذا. ولقد استشرفت مستقبلا أدبيا للكثيرين ونادرا ما خاب استشرافي.
س21- * هل لك أن توضح لنا مصطلح ” الإسهال الأدبي ” وأنت صاحبه:
ج 21- ما تقدم يصح في جميع المجالات، ولكني سأقتصر على عالم الأدب. إن سهولة النشر في المنابر الورقية والرقمية مثل: (المواقع العنكبوتية والمنتديات وصفحات التواصل الفيسبوكية) وفيها تكون المبالغة في المجاملات درجة النفاق بحكم العلاقات الاجتماعية وسياسة “حُكَّ لي فأحُك لك” أو لأهداف أخرى في نفس يعقوب (ولا علاقة لها بالأدب)، وفي الآونة الأخيرة بدأت المواقع والمنتديات تمنح كتّابها شهادات تقدير عامة أو لأفضل نص (وألقاب جامعية أو وظيفية)، بسبب التنافس فيما بينها. إن سهولة النشر هذه وكثرة المجاملات والإطراء، ساهمت في تسويق الكثير من الأسماء، وبغض النظر عن القيمة التقييمية. مما أدى الى غزارة في الإصدار الكمي وغير الكيفي، مما اضطرني ومنذ أكثر من عقد، الى وصف الظاهرة بـ “الاسهال الأدبي”. وفي المدة الأخيرة وللأسف يكثر اللغط حول ظاهرة الاستكتاب الابداعي أو النقديالمدفوع الثمن بالنقود، وكذلك ظاهرة الاستكتاب المتبادل وعلى ذمة المثل “حُكّ لي فأحك لك”.
ومع ذلك، لا أخشى من ظاهرة الاسهال الأدبي وهذا الكم من الإصدارات لأني أشبهها بسباق الماراتون يبدأ بالمئات وينتهي بفائز واحد أو اثنين أو ثلاثة. كما وأني أومن بمحكمة الزمن والتي ستحكم لصالح الجيد.
س 22- * ماذا تقول في ظاهرة التكريم والمنتديات والشهادات؟
ج 22-لقد كثُرت حتى هَزُلت، أنا مع التكريم المعتدل ولست مع التعظيم درجة النفاق، ومع المدح المتواضع ولست مع القدح اللاذع، فأمسية التكريم والإشهار، هدفهما التعريف والدعم المعنوي ولا مانع من التطرق الى القليل من لكمات النقد ولتكن اللكمات بقفازات حريرية. ولتكن عادلة في التوزيع وليست شللية، وللأسف بعض الأدباء يجيدون تسويق أنفسهم في أكثر من أمسية بصرف النظر عن القيمة الأدبية، والعض الآخر لا يلتفت إليهم أحد، وليكن الظلم موزعا بعدالة على الأقل.
وأما النقد فيكون في الأمسيات الأدبية ويجب أن يكون موضوعيا وليس حاقدا أو منافقا. وأما توزيع الشهادات من المنتديات على أدبائها فقد هزلت جدا وعمّت حتى طمّت، والكارثة أو المجزرة الأدبية فهي في شهادات الدكتوراة والدكتوراة الفخرية والبروفسورة.. عيب والله عيب والله هذا عار وشنار، لدرجة صرت أتسامح مع تعليقات النفاق.
س23- * ما رأيك في جائزة الإبداع؟والبعض يقاطعها.
ج 23-جائزة الإبداع من حقنا وليست منة من وزارة الثقافة والرياضة/ الدائرة العربية. ولقد تقدم إليها أثر الأدباء ومنهم أدباء لا غبار على موقفهم الوطني.. في البداية نالها من يستحق وللأسف فيما بعد فقدت بوصلة القيمة الأدبية ونالها الكثيرون منة أدباء الصف العاشر ففقدت الكثير من قيمتها المعنوية وهيبتها وبقيت قيمتها المادية.. وقلت إنها أصبحت منحة مادية سينالها الجميع.. لقد نلتها متأخرا، وكنت مرة في لجنة التحكيم وحدث نقاش بيني وبين زملائي وأصدقائي أعضاء اللجنة وأصررت أن ينالها من يستحقها وممن تقدموا اليها كثيرا ودافعت عنهم ونالوها.. ولكن الوزارة استغنت عن معرفتي وموضوعيتي. للأسف لا توجد معايير أدبية تضبط منحها. وانعدام المعايير لا تقتصر على هذه الجائزة فقط، وتنسحب على ما يستحقه الكاتب من كتبه في المكتبات العامة، ومن اختيار الكتب لطباعتها على حساب وزارة المعارف أو مفعال هبايس، ومن استضافة المدرسة للأديب وما يستحقه (بعض الأدباء يتواصلون مع المدارس ويزورون أكثر من مدرسة وأكثر من صف في كل مدرسة..). وفي هذا حدِّث ولا حرج. وأقول في هذا: عندما تصبح النقود هو المعبود… قولوا معي هَزُلتْ وعلى الدنيا السلام.
س 24- نشهد لك بروح الدعابة الخضراء، على حدّ قولك، أذكر لنا بعضالطرائف الذكية والإجابات المسكتة التي حدثت معك…ج
24- كثيرة جدا هي الطرائف التي حدثت معي، لدرجة أن أحد أصدقائي الصحفيين (محمد موسى حجازي) كتب بعضها في مقالة نشرها في أحد أعداد مجلة الشرق الذي تناول مسيرتي الحياتية والأدبية.
* سألتني معلمة في إحدى محاضراتي عن السبب في ظاهرة كثرة السائقات مقابل السائقين، فأجبتها: إنه الاستقلال الاقتصادي، وقبل الاسترسال، قاطعتني: أستاذ محمد اريد جوابا على طريقة الضربة القاضية… فكرت قليلا وأجبت: إذا كانت النساء تسقن الرجال فكيف لا تسوق السيارات.
* قلت لمعلمة طالبة في احدى الاستكمالات وكانت ذكية وصحيحة الإجابات دائما: أنت مصيبة. استغربت وأصرت أن تعرف التفسير، قلت: الفعل أصاب يصيب واسم الفاعل للمذكر: مصيب وللمؤنث: مصيبة، أي أنت على صواب فيما تقولين وتفعلين، فسعدت كثيرا، وحدث في الحصة نفسها قلت لمعلم طالب: أنت مصيبة. فأجابني ولكنني مذكر، فأجبته على الفور: هذه ليست تاء التأنيث وإنما هي تاء المبالغة فهو عالم وعلّامة. * بعد الانتهاء من الاستراحة في أحد الاستكمالات، قلت قاصدا: هيا الى العملُ (بالرفع). وليزعل سيبويه والكسائي… وتساءل البعض عمّا أقصده، فقلت: أنا انسان لست مجرورا ولا أحب الجارين والمجرورين، وكذلك أنا انسان لست نصابا ولا أحب النصابين، وأنا إنسان أحب أن أبقى مرفوع الرأس وأن أذهب الى العمل وأنا مرفوع الرأس، فإلى العملُ. (وإياكم أن تخبروا: سيبويه والكسائي).
* أراد عنوان أحدى العائلات أن يحرجني في إحدى المناسبات عندما رآني أتوكأ على عكاز، فقال: وأهش بها على غنمي. فما معنى أهش؟ فأجبته (وقد وقفت على خباثته، وأنا لا تنقصني الجرأة ابدا حيث تجب)، يا أستاذ إذا كنت تسأل لتعرف فأنا على استعداد للإجابة والإفادة، وإذا كنت تسأل لتفحص، فهات أسئلة من قيمة الدولار وليس الشاقل. فما هدفك، سكت واندهش الحضور.
س 25- * صفات تعتز بها….وصفة هي نقطة ضعفك.
ج 25-إن لساني في حق نفسي قصير جدا جدا وجدا. فأنا ومنذ صغري لا أذكر أني سرقت شيئا ولا كذبت ولا أسأت الى أحد ولا ترددت في مساعدة الآخرين بما أقدر ولا كنت سببا في مشكلة بل ما زلت ومنذ صغري مرورا في أيام دراستي وحتى الآن أعمل لإصلاح ذات البين بين الأصدقاء، وأعتز بثقة الجميع تقريبا بي بسبب استقامتي وموضوعيتي وواقعيتي. أقول دائما عندما أكتب نقدا أو قراءة أدبية: أنا لا أخون ضميري ومعرفتي ولا أجامل وإن كنت أجَمِّل أحيانا من باب المحافظة على نسيج العلاقات الاجتماعية. أعتز بنظافة وطنيتي وأخلاقي ويدي. وسأبقى نصير الضعفاء والمستضعفين والمغمورين وخاصة من الأدباء، وداعم المواهب الواعدة حقا، وأعتز أن الكثيرين من الأسماء الأدبية المعروفة تصرح (غير الذين لا يصرحون) بأن لي فضل عليها في بداياتها الأدبية. نقطة ضعفي أني أصدق الآخرين، والسبب لأني لا أكذب أبدا.
س 26- * أشياء لا يعرفها أحد عنك.
ج 26-بسبب صحتي السيئة منذ أكثر من عقدين، لا أحد يصدق أني كنت رياضيا، وحصلت على أكثر من كأس، وخاصة في المرحلة الثانوية: – كنت سباحا ماهرا، وأنقذت اثنين من الغرق أحدهما يهودي في البحر عند شاطئ عكا، والآخر ابن بلدي في بركة البعنة وهو اليوم طبيب ويقيم في ايطاليا، وأذكر أنه زارني مع والديه وقدموا لي هدية قميص وبلوزة وجوارب و… لأنه مزّق ملابسي عندما انقذته وكنت قد قفزت بملابسي الى الماء حين رأيته يغرق.– كنت أمشي على يديّوأصعد الدرج، وبهما حصلت على الكأس لمدرستي في كفر ياسيف في مسابقة بين العديد من المدارس الثانوية (أذكر أني كنت في الصف العاشر)
– كنت الفائز دائما في مباراة المكاسرة بالأيدي.
– كنت الفائز دائما في مباراة الإمساك بيد واحدة ورفع الجسم لتقبيل اليد الماسكة بماسورة او غصن شجرة. – اختارني استاذي وصديقي د. بطرس دلة لأكون في رأس مجموعة طلاب الثانوية لمقابلة الفيلسوف جان بول سارتر عندما زار البلاد وزار ثانوية يني يني في كفر ياسيف، ولكنهخيّب أملنا في موقفه السياسي تجاه شعبنا. – في المرحلة الثانوية كنت أكتب رسائل العاشقين من أصدقائي في الصف.
س27 – كلمة اخيرة تحب أن تقولها في نهاية هذا اللقاء ؟؟
ج 27 –أشكرك جزيل الشكر الشاعر والناقد والإعلامي القدير الدكتور حاتم جوعيه على هذا اللقاء المطول والشائق ، وفيه فتحَ لي المجال للتحدث باسهاب عن مواضيع وقضايا هامة جدا : ثقافية وأدبية وغيرها .