(( لا بد من الجديد )) كنت اردد هذه الكلمات وأنا أخوض أيّ مجال جديد في هذه الحياة حتى لم اعد أتصور بحصول مفاجأة ما او ارتقاء من حالة لأخرى إلا في ظل الجديد الذي ينقل الحالة – المتصورة او المعيشة – إلى خضم الحياة بعد إن كانت مهيأة للبلادة و التقليد والموات ، لهذا صار من اليقين لدي إن هناك انقطاعا عن دورة الحياة ( في أي شأن نخوضه عنوة أو اختيارا) إن لم نستوعب الجديد ونحث عليه في الأقل ، بمثل هذه الفكرة كنت ابحث دائبا في وسطي الصحفي والثقافي عن المتميز والجاذب للفكر والنظر حتى أتوقف أمامه وأحاول انتشاله من سكون النمط والتكرار والتجهيل الى فضاء الجهر والتعريف والإشارة ليس بما هو فيه بل إلى المتوقع منه او المرتجى منه في الغد بعد إن اجلب موهبته إلى دائرة الضوء وأوسع له تقديرا جمعيا لأنه يمثل الجديد.
ومنذ تسع سنين متصلة ” أي منذ إقامتي واستقراري هنا ” كنت أتابع ( بحكم الشغف والمهنة ) ما يكتبه زملاء وصحفيون من موضوعات شتى في ألوان من الصحافة الكربلائية لأخرج منهم بحصيلة معرفية مضافة وكان ان تعرفت على بعضهم وعملت السنون الطويلة على التقريب وزيادة المثاقفة بيننا ، وان كنت لا استطيع هنا ان اعرّفهم باجمعهم ( بسبب الحيز الضيق ووهن الذاكرة) لكنه من الأنسب الإشارة إلى بعضهم فقط :
* حنين علي: الصحافة الثقافية !
جذبني هذا الاسم لأنه يكتب في الشؤون الثقافية كتخصص تعبيري ولا يكاد يحيد عنها بل نراه يتلاحق مع جديد الثقافة وأسماء منتجيها بلا كلل ، والحقيقة ان هذا ما دعاني الى متابعة موضوعات حنين علي في أي مكان تظهر فيه ( صحيفة / مجلة / موقعا ) وحين تعدد الكاتبة في مجالاتها الكتابية المنشورة فهذا مدعاة لسرور إضافي لي بسبب كثرة الموضوعات الثقافية التي تنتقيها حنين علي وتدفعها لقراء ومتابعين مثلي يرى أحقية الشأن الثقافي من الإضاءة والإبراز والتغور وهذا ما تنهض به الكاتبة بشكل واضح ، وثاني أسباب الاختيار يكمن في قوة الظهور الفجائي لهذه الكاتبة وكيفية ملاحقة ما ينشره اسم جديد يؤكد مرة بعد مرة انه موهوب في هذه المهنة والكتابة عموما .
واستطيع ان أؤشر هنا على ابرز ملاحظاتي على كتابات مختارة من إنتاج حنين علي ومنها : ( اللامعقول النقدي ) و ( الشعر في لجة الإبداع ) و ( السطوع الشعري بين الغموض والإبهام) و ( إشكالية القص بين التفاعلية وغياب النقد ) فأقول أن كلا من العناوين أعلاه يعتني بإبراز ظاهرة ثقافية لوضعها تحت المجهر النقدي وتحليلها بأناة للوصول الى نتائج وهي جميعا (الظواهر) محسوسة ومعروفة في الوسط الثقافي منذ عقود متتالية ولكنها تنتظر من يخرجها من مآزقها ويخضها بالتحليل والرأي وهذا عين ما أقدمت عليه الكاتبة حنين علي حين رفعت الظاهرة الثقافية الى مستوى التحليل والنقد، فمثلا في موضوعها الأول الذي أشرت إليه ( اللامعقول النقدي ) تتوقف الكاتبة أمام محنة التداخل الحاصل بين سلطة الشعر وسلطة النقد والإرباك المعرفي والجمالي الذي يسفر عن الصراع بينهما وتجهر أمام القارئ بأنها تقف مع الشعر وضد سلطة ألنقد( او شرطي النقد ) طالما انه يقف بالضد من حيثيات النص وقيمته الإبداعية ! وقس على ذلك في موضوعها الثاني اذ نراها موفقة حين تستنصر للشعر وأدواره الحياتية والشعورية خلال عمليات الإبداع وبعدها ولا سيما عند توقير الشاعر وجهده التجديدي في هذه الحياة المختارة .
هنا احار فالكاتبة تجد الموضوع الذي تكتب عنه وتختار له عنوانا جاذبا للقراءة ولكن الغرابة تكون في معالجة ما تختار فتظهر السرعة وإيجاز المفاصل والمرور بعجالة حتى تتراكم المصطلحات ولا يفيد منها القارئ الا قليلا، وهذا يعني ان على الكاتبة حنين علي ان تتروى قليلا وتعالج موضوعها بمزيد من التحليل والتنصيص لما تقول والوصول الى نتائج مبرهنة حتى نقول أننا قد حظينا أخيرا بكاتبة صحفية متخصصة في الشؤون الثقافي.
* مصطفى غازي ألدعمي: شغوف بالتنوع !
لاحظت ، وفقا لتتبعي الطويل، ان هذا الكاتب ( الذي امتهن التنوع وشغف به ) يختار موضوعه بعناية و يخرجه للقارئ بشكل جيد بعد ان يحشد لفكرته الأمثلة الكافية ويترسمه بمقولات جدلية تجعل من قارئه مقتنعا بما يطالعه من أفكار فيصحح من سلوكياته المعوجة بهدى من الكتابة ذاتها .
وشخصيا لا أكاد افترق عن موضوع اسمع ان كاتبه هو مصطفى غازي ألدعمي لسبب يسير ان هذا الكاتب ينضّج أفكاره قبل ان يضعها على الورق تاركا لقارئه مهمة استيعاب ما يكتب والتفاعل الضروري مع هواجسه واختياراته التي تعكس طموحاته ( الظاهرة والدفينة معا ) ولا جدال في ان ألدعمي يحرص على قارئه من خلال إحاطته ببيئة مناسبة وتوصيل أفكاره إليه من خلال أسلوب لغوي شفاف حتى لو اختلفنا معه !.
ومن الطبيعي ان تحتاج الصحافة العراقية ( في مسيرتها الطويلة والمستمرة ) الى أسماء جديدة تواكب مراحلها وتكمل النواقص التي تظهر في كل آن بسبب الرحيل والانسحاب والهجرة وهنا تكمن أهمية و مسؤولية الجهات والمؤسسات الصحفية بتعويض الفراغ بأسماء وشرايين جديدة تكمل المسيرة مع الحاضرين ، من هنا وجدت بعض المواهب وكأنها تستكمل حلقات كتابية بدلا عن الغائبين او الذين سيغيبون لأسباب كثيرة ( اختيارية او جبرية )،
بين يدي الان ست موضوعات هن بعض مما كتبه ونشره مصطفى غازي ألدعمي في جريدة ( صدى الروضتين ) وتظهر هذه الموضوعات مدى انشغال الكاتب ألدعمي بما يحيطه او يضغط عليه فيخرجه من داخله الى الورق بعد ان يعالجه ويجادل من ورائه بشكل تكون فيه الكتابة جزءا من علاج الظاهرة التي يتطرق إليها ، ويمكنني ان اطرح العناوين المختارة :
الأنموذج الأكمل للإعلام النسوي/ الحوار/ لكل مشكلة حل / من أنا/
الزواج عند المسلمين / طيارا آل أبي طالب ، وتمثل هذه العناوين المنشورة في أوقات متفرقة جانبا من اهتمامات مصطفى ألدعمي واندماجه في المحيط الكبير وتنافذه معه الى حد انه يتحاور مع ابرز طروحاته وظواهره المترشحه فيستل من أهابه بعض المشكلات بحثا عن العلاج المطلوب ، بمعنى ان ألدعمي يروم من الصحافة ” كما يفهمها ويستشعرها” ان تتحول الى علاج يشفي من ألام مطروحة ومحسوسة في مناخ الكاتب ومشاعره .
ومن الطبيعي ان تكون هناك اختلافان او حتى اراء متضادة ومحاجة مع ما يطرحه أي كاتب في هذا الرأي او ذاك الاختيار تبعا إلى الفكر والفهم المسبق وحساسية الموضوع إلا أن هذا الاختلاف لا ينبغي ان يتحول إلى قطيعة او فراق ابدي لا تواصل بعده ويجب أن يكون الخلاف متاحا ومقبولا مع أي رأي ، فان اتفقنا مع كاتبنا ألدعمي على ان الزهراء ( ع ) هي أول إعلامية عرفها التاريخ الإسلامي وإذا لم نتفق معه في هذه التخريجة ( بسبب مؤهلات إعلامية) إلا ان هذا الموقف لا يفترض ان يجرد الكاتب من حقه في ان يعبر ويطرح ما يراه حقيقيا طالما انه امتلك الحجج المناسبة التي تدعم موقفه وتسند حرية التناول ، وان ذكر الدعمي في موضوعه الثاني ان الحوار مهم ” لأنه الباب الرحب للتواصل وفهم الآخر” فعلينا تصديقه او مناقشته ولكن هذا لا يسوغ لأي كان الافتراء عليه او إساءة الظن به وتكثير الاتهامات عليه لان في ذلك تعديا على حقوقه المهنية ككاتب صحفي ، وقس على ذلك في موضوعه الثالث حين قال ” إننا وللأسف لا نؤمن إلا بنصف الحقيقة، وبالتأكيد السيئ منها فمع كل مشكلة ولو كانت بسيطة تنقلب أحوالنا رأساً على عقبٍ، وتتلبد سماء حياتنا بسحائب الكدر والحزن .. ” يكون من حقنا ان نتجادل معه او نرد على أرائه كتابة إلا ان ذلك لا يخرج عن الكتابة الصحفية والاختلاف المشروع القائم على أسس موضوعية وحوارية ونتذكر دائما ان نحفظ للكاتب مساحة كافية من حرية التعبير بل والخلاف مع ما يردده ويفضله محيطه القريب والبعيد .
وأنا مع تفاؤلي الشديد بقدرة الكاتب مصطفى غازي ألدعمي على تفعيل الموضوعات العراقية وإضاءتها وإثراءها من جوانب عدة إلا ان هذا لا يقف حائلا من دون ان أقول باختلافي معه بل لي تحفظات على كتابته التي نفراها ، هذه التحفظات تتضح مع ( تعميم ) الكتابة لا تخصيصها بمعنى أني أراه منساقا لان تأتي كتاباته في مدارات عامة من غير أي محاولة لوضعها في باب تعبيري معين وهذا – كما أراه أنا – إنما هو خطا مهني كبير وقد ينزلق به إلى درب عاثر لمستقبله الذي ننتظره ، والقارئ الحاذق لتلك الموضوعات الست وسواها مما ينشره الكاتب مصطفى غازي في بقية الصحف والمواقع الالكترونية سيلحظ ان كاتبنا ينشد التعبير ذاته لا شكله او بنيته المهنية وهذا ما يدفعه الى تعميم كتاباته بين أقاليم ثلاثة : النوع الديني/ النوع التربوي / ألنوع الاجتماعي ، فان وجد نفسه مليئة بالمحبة الزهو والتوقير للسيدة الزهراء ( ع ) فيكتب عنها موضوعا خاصا ويكون من جراء ذلك كاتبا دينيا ، ولو ارقته في حياته مشكلة ما او مصيبة جديدة فلا باس ان يعالجا ضمن باب ( لكل مشكلة حل ) ويدخل في حيثياتها ويقترح حلولا لها من غير ان يهمه ان كان مسلكه هذا قد دفعه لان يصبح كاتبا اجتماعيا أم لا؟!.
وبهذا المنظار ، لو أننا قرانا وحللنا بقية موضوعاته ، سنجد ان مصطفى غازي قد يكون عاملا في الصحافة الاقتصادية او متابعا في الصحافة السياسية او محللا في الصحافة الرياضية .. الخ بل يمكن لنا ان تضمه لأي صحافة موجودة طالما انه ” صحفي عام ” ولم يشأ هو او من امتهنه من تشخيص إمكاناته المهنية ويخلصها من الخسائر والزيادات ويجعلها تتخصص في نوع صحفي معين وهذا خير لها من التشتت وفقدان الهوية والضياع بين الأجناس بحجة التنوع !!.
* علاء سعدون : التوجيه التربوي أولا !
يحق لي ( بعد إن جست في مواضيع نشرها الكاتب المجتهد علاء سعدون من مقالات وحوارات ) إن اخرج بحصيلة فكرية وصحفية مؤداها انه يعتد كثيرا ب (( التوجيه التربوي )) ولا يمكن فهم المغزى الذي يسعى إليه علاء سعدون إلا من خلال عرضه لحججه واستقبال التوجيه التربوي على انه مكمل لما بدأه في موضوعه وحاول إنباته في ذهن المتلقي كهدف اوليّ ،لقد وضح لي ان علاء يتبسط في إتيان براهينه التي تقوي مضمونه الذي يريد توكيده قبل ان يمرر بذكاء مهني توجيهه التربوي الذي وضعه منذ البدء كخاصية تعبيرية لكتابته فيصبح لزاما على من يقرا له ان يتوقع مثل هذا التوجيه من خلال سير الموضوع او في نهايته !.
لو جئنا إلى موضوع كتبه علاء سعدون تحت عنوان ( نعمة العقل) لوجدنا مصداقا لما توصلنا إليه ، فالكاتب بعد ان يمهد لهذه النعمة ويستشهد بشخصيات وأراء قويمة يثبت ” التوجيه التربوي ” الذي سعى إليه منذ البدء وهو (وما من إنسان عاقل يرى طريق الحق أمامه ويسلك غيره، كذلك لا خير في عقل أدرك العلوم، وصنع الطاقة، وشرّف صاحبه في قومه بالعزة والمال، وخلده في التاريخ، ما لم يعرف الله وواجبه اتجاهه ) وكان المقصود بهذا التوجيه هو متلقي كتابته الذي يعنيه ويخصه بكلماته التربوية هذه ، وينطبق الحال ذاته بموضوع آخر كتبه علاء تحت عنوان(رقص على الجراح) فبعد ان يمر الكاتب بسرعة على مفاهيم كبيرة كالحرية والانتماء يأتي على الموضوع الذي أراد التنويه به وهو ( القصائد والأشعار وتمريرها مع القضية الحسينية ) فيقول ان هذا لخطل كبير يقترفه صاحب القضية المقدسة تجاه نفسه وفنه والجمهور الذي يستمع إليه ثم يأتي بخلاصة موقفه على شكل توجيه تربوي( فليعلم الرادود أن كل قصيدة تخرج بصوته، إما أن تكون في ميزان حسناته، أو في ميزان سيئاته، وهو من يختار!) .
وفي موضوع ثالث عنوانه ( لست وحدك ) يعدد علاء سعدون الأمثلة الدالة على سيآت رمي ” الأوساخ ” الى الشارع من دون استشعار الخاتمة المتوقعة لهكذا فعل سلبي ، وبالرغم من أن الكاتب كان قد أشار الى جنحة خادشة تعتور حياتنا اليومية والمجتمعية – وهو موضوع صحفي ممتاز- إلا ان الحكمة منه أو التوجيه التربوي الذي خرج به الكاتب يصح ان يكون مزدوج الدلالة : فهو يخص الذات الفردية كما يمكن تعميمه على الذوات المجتمعية كاملة ، بمعنى إن علاءً ينجح بتوسيع مدى التوجيه التربوي وجعله خاصا وعاما في أن وهو ما يتعلق بمستوى القراءة لا الكتابة حسب!.
ولعل هذه الخاصية في التعبير ( أي التوجيه التربوي ) تتضح أكثر في موضوع ” رسالة الى الإنسان ” فقد عالجه الكاتب بطريقة علمية مع انه كان مرشحا ليكون إنشائيا او دينيا ولكن طريقة المعالجة قربته لان ينتسب للموضوعات العلمية بتشخيص دقيق لأهم أسرار الإنسان ان كان في حياته ام بعد وفاته ،ان اختيار ” عالم ما بعد الموت ” والكتابة فيه هو بمثابة الدخول في منطقة عسيرة بل هي خطرة لمن كان في شبابه الأول ولم يتمرس بعد على الموضوعات المدببة ولكن موهبة علاء سعدون جنبته مهالك الاختيار وأوصلته لان يثب بمنطقية الى التوجيه المنتظر : لا بأس بمغامرة لاستطلاع الأديان والمذاهب وتثبيت ان دينك هو الحق لتقف محتجا أمام الله يوم الحساب وتقول له هذا ما توصلت إليه بعد البحث بكل ما لدي من طاقه ..!.
وفي موضوع آخر ( أسمعت لو ناديت حيا ) نكون إزاء تنويع غير مخل لفكرة ” توجيه الآخر ” ولكن الجديد او اللافت هنا ان علاء سعدون يركز كثيرا على دفع موضوعه لينبت حالات متعددة من الحث والتوجيه، فمثلا نختار عبارة من الموضوع ذاته فيظهر قصدنا ( لا تكن مغروراً بنفسك وتحقر الآخرين، مهما تكن وأينما تكون وبأي صفة، إذا جعلك الله في مكان فلا تبخس حق الآخرين الذين وضعهم في مكان اقل منك، وتذكر إن الله من يختار لا أنت ..) حتى يحل اليقين بدلا عن الظن في أن الكاتب إنما أراد من هذا الاختيار إعلان توجيهاته التربوية قبل أي شئ آخر!.
الخلاصة :
اخترنا في ما سبق من صفحات أسماء بعينها لها جهدها وذيوعها في مضمار الصحافة منذ سنوات ، كاتبة وكاتبين ، هم الآن من الساعين الى تثبيت أسمائهم بأشكال مختلفة في الصحافة الكربلائية وان كان بإمكانهم – بقليل من الجهد والتمعن في آثار من سبقوهم – من الوصول الى مرتبة ( الصحافة العراقية ) ومن ثم الصحافة العربية والعالمية ، ليس كثيرا على ” حنين علي “ان تعثر على طموحها الصحفي طالما إنها وجدت في الكتابة الثقافية خلاصها وحلمها ، وسيجد
” مصطفي غازي ألدعمي ” مستقبله في العمل المهني لأنه يمتلك من الطموح والأخلاق السديدة ما يكفل له صيتا في الصحافة المقروءة لا سيما انه يسعى بجد لان يصبح ( كاتبا شاملا ) وهذا حسبه.. ولا اشك أبداً في ان ” علاء سعدون ” سيجد قراء بالملايين يتابعون جديدة ويتلهفون لأخبار ذلك الكاتب الذي دسّ لهم ( توجيهاتهم التربوية ) بين ثنايا موضوعاته فعاش بينهم ودفع قاماتهم وأفكارهم للأمام واسهم بإضاءة عوالمهم المعتمة حتى وان كان بعيدا عنهم !.