هيام صعب
بصوتي المبحوح
والذي تعرش حباله الصدأ
بصدري الذي امتلأ بالطعنات
وقلبي الذي احتضن كل أنواع الخيبات
بحروفي التي نثرتها مع الريح
حتى لا تعترضها الآهات
بأصابعي التي أصبحت أقصر من القلم
لا تقوى على حشو الحروف في الكلمات
بكم الدموع التي أغرقت
شوارعنا المنسية
بالنار التي التهمت سنابل القضية
بالأساطير التي تدخن بطولات أجدادنا
وتقسم بالسيف أنها أمجاد
بالصحارى القاحلة في القلوب
جف الحب فيها والحبر
بضحكات أطفال شوهها الحرمان
بكل ألوان القهر التي أنجبها
ربيع خامل
وكل صنوف الحرمان التي تحصدها المناجل
بالأمعاء الخاوية التي تحارب على الجبهة
بالقضية التي يناضل بها المتخمون
بطفلة الحرب التي فخخوا دميتها
وأبادوا عائلتها
بالشيب الذي غزا رأس الحكاية
وتنصلت منه جدتي
بآلامنا التي تطبخ على مواقد خاملة
بأحلام فتاة جميلة اكتنزت مخيلتها
بتفاصيل الزفاف
وحبيبها بترت أطرافه
واستأصلوا روحه
بأوطان نغني لها
تشرب كأس لهفتنا ودمنا
وتطعمنا القهر
بكل التعابير الأنشائية
المنتهية الصلاحية
وحروف اللغة المنسية
مازالت الآلام تتغذى
على قلوبنا الفتية
ووطني .. مازال يطعن بسيف
الخيبة والرجعية
وبأننا مازلنا …لسنا بخير
ولسنا دعاة سلام
وإنسانية