لجنة السيد مقتدى الصدر واغتصاب العقار المسيحي !!
متي كلو
“حديثهم شئ والحقيقة شئ آخر”
اصدر رجل الدين وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بيانا اعلن فيه تشكيل لجنة خاصة من اعضائها حاكم الزاملي (1)و عون ال النبي(2) لتلقي شكاوي المسيحيين حول عقاراتهم المغتصبة،بالرغم من بعض”وجهاء” المسيحيين قد اسرهم واسعدهم هذا الخبر ظنا منهم بان هذا البيان هو العصا السحرية الذي يعيد املاكهم وعقاراتهم ، كما ايده بعض الشخصيات المسيحية، والسؤال ما هي الطرق او الخطوات التي تقررها اللجنة لإلزام الحكومة لتنفيذ قرارات هذه اللجنة”العتيدة”!
ان اغتصاب عقارات المسيحيين واملاكهم بدأ منذ احتلال العراق في عام 2003 وخاصة عقارات الذين غادروا العراق عندما اصبح القتل على الهوية، والتسيب الامني وفقدان سلطة الدولة وتدخل المليشيات المسلحة الاسلامية في كافة مفاصل الدولة وخاصة القضائية والتي كانت من المساهمين في الاستلاء على تلك العقارات وبالرغم من مناشدات اصحاب العقارات باسترجاع املاكهم ولكن لم يصغي اليهم احد من الحكومات المتعاقبة وكلما علت اصوات المطالبة باسترجاع املاكهم ازداد اغتصاب املاكهم من قبل اشخاص متنفذين في السلطة او من قبل احزاب دينية ومليشيات خارجة عن القانون وخاصة في مناطق الدورة والكرادة في بغداد ولكن الاجهزة الامنية بقت عاجزة عن وقف هذا الاغتصاب وربما تكون هي التي ساهمت في هذه الجريمة .
هناك عقارات لمسحيين عراقيين تم بيعها قسرا وبشكل رسمي في دوائر الطابو ولكن باسعار بخسة لانتقال اصحابها الى مناطق بعيدة عن الصراعات الدينية التي تسود المنطقة،او مغادرة العراق نحو بلدان عربية او غربية مختلفة وهذا مما سهل عمليات الاستلاء على منازالهم وممتلكاتهم ، وهناك عقارات تم بيعها بطرق واساليب مختلفة بحيث وجهت اصابع الاتهام الى مليشيات دينية مسلحة تورطت بتزوير الاوراق الخاصة بالملكية لاشخاص اخرين هددوا اصحاب الاملاك واجبارهم على البيع باقل من نصف الثمن الحقيقي او ربما يصل الى 25% من السعر تخلصا من ترهيب صاحب العقار بخطفه او قتله وهذا ما حصل فعلا للكثيرين !وتجري عملية نقل الملكية في دوائر الطابو امام الجهات الحكومية، وبحضور صاحب العقار للتنازل او الاستغناء عن حياته!
لا يخفى على الجميع بان الكثير من المسيحيين الذين غادروا العراق، تركوا املاكهم مستاجرة او مغلقة ومؤمنة لدي “اصدقاء العمر” او “جيران العمر” ولكن هؤلاء الاصدقاء او الجيران قاموا بالاستلاء على تلك الاملاك عن طريق وكالات رسمية او مزورة ،ثم يقوم هؤلاء الاصدقاء والجيران”الاعزاء” بتحويل ملكية تلك الاملاك الى اشخاص اخرين باسعار منخفظة ! كما هناك بعض الاملاك تم تحويل ملكيتها الى بعض الاشخاص المسيحيين المنتمين الى مليشيات تابعة الى كيانات واحزاب اسلامية متنفذة !! وعندما يقدم احدهم بشكوى طلبا لاعادة ملكه يتفاجأ بتهديدا بالقتل يصله عن طريق “اصدقاء العمر” او “جيران العمر” كما هناك عشرات الاملاك تم بيعها تحت التهديد ففضلوا الحصول على مبلغ بخس بدلا من نقل الملكية مجانا الى الجهة المسلحة التي حولت المبنى الى مقر لحزب او مليشيا دينية حاكمة او الى احد قادة المليشيات!
كما قلنا بالرغم من المناشدات والشكاوي بهذا الخصوص الى المحاكم المختصة ولكن سلطة الاحزاب السياسية الدينية كانت اقوى من المحاكم المختصة ، وعندما جاء مصطفى الكاظمي بحكومته شكل عدة لجان لحسم هذا الموضوع ولكن لم تستطيع اي لجنة من لجانه ان تعيد عقارا واحدا الى اصحابه،فهل يستطيع السيد مقتدى الصدر ولجنته ان يعيد تلك العقارات الى اصحابها، وبعضها قد انتقلت ملكيتها الى عدد من الاشخاص ومنهم بعض المنتمين الى التيار الصدري خلال هذه السنوات اي منذ 2003 الى الان وهي مسجلة بمستندات رسمية في دوائر الطابو!!
ان تشكيل مقتدى الصدر لجنته ليست سوى دعاية انتخابية مبكرة او الضحك على الذقون وتسويق الاكاذيب ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه، لو! واكرر لو! لو استطاعت هذه اللجنة ان تعيد عقارا واحدا الى اصحابه فعلى الحكومة ان تستقيل لان حزب سياسي استطاع ان يفعل ما لم تستطيع الحكومة عمله، ويعتبرهذا ترسيخا للدولة العميقة في العراق! مع العلم بان كل المليشيات والكيانات السياسية الدينية كانت اول من استولى على عقارات المواطنين ومازالت تشغلها لحد الان!
نريد ان نذكر الذين هللو وطبلوا من المسيحيين لتشكيل لجنة السيد مقتدى الصدر، بان هناك الكثير من العقارات قد تم الاستلاء عليها من قبل المقربين من التيار الصدري وعصائب اهل الحق، فهل تشكيل هذه اللجنة لرفع الغطاء عن مجموعة هؤلاء والمجاميع الاخرى!!
بالرغم من كل ذلك هناك الكثير من اصحاب العقارات يرفضون البيع لتمسكهم بارض العراق املين العودة بعد استقرار الاوضاع السياسية والامنية ولكن الى متى يستمر انتظارهم والاوضاع تزداد سوءا يوما بعد اخر بالرغم من ان الكثير من شاغلي عقاراتهم يرفضون تسديد الايجار.
في الختام يا سادة يا كرام، على الذين طبلوا و زمروا لتشكيل هذه اللجنة أن يعيدوا قراءة الساحة السياسية بعد 2003 بعدها يرقصون طربا !!
1. حكيم عباس الزاملي: نائب السابق لوزير الصحة العراقي علي الشمري. ألقي القبض عليه في 9 شباط 2007 لتحويله أموال للمليشيات عراقية. وقام باستخدام سيارات الاسعاف والمستشفيات لتنفيذ عمليات القتل. وكان المشتبه
الرئيسي في عمليات اختطاف. ومشتبه في تورطه في قتل زميله عمار الصفار الذي كان أيضا نائب وزير الصحة العراقي
2. عون ال النبي : كان مقتدى الصدر قد جمد السيد عون ال النبي عن مطلق الاعمال داخل وخارج تيار الصدري، وبخلافه فإنه يمحو سجله الزاهر مع آل الصدر الكرام”